عزمت بسم الله،

شكرا لقناة وصال التي أوصلت لنا حقيقة لم نكن نحلم بها أن تصل إلى العالم، فقد رحب المنشط خالد الغامدي في بداية الحلقة الأولى بضيفيه، الدكتور إبراهيم الفارس ثم الشيخ حسن فرحان المالكي، لقد أدار مدير الجلسة ( العلمية) المناظرة متحيزا إلى الدكتور إبراهيم الذي ينتمي إلى نفس عقيدته وهي ( جماعة السنة الوهابية السلفية)، وكان هذا متوقعا...، لأن السلفية الوهابية تكفر وتخفي غلوها وحقدها على كل من هو خارج جماعتهم، رغم أن الشيخ حسن فرحان المالكي قد صرح أنه مسلم يدين بدين الله تعالى، ولا يعبد الله تعالى بدين المذاهب الأرضية البشرية، فهو متبع لملة إبراهيم عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، الذي كان مسلما حنيفا وما كان من المشركين، لكن مع الأسف الشديد نلاحظ أن السلفية الوهابية يصدق فيهم قول الرسول عن جبريل عن الله تعالى:وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ(170). البقرة. ويصدق فيهم قول الله تعالى كذلك: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ(171). البقرة.

بينما نجد الشيخ حسن فرحان المالكي هادئ ورزين يعلم ما يقول ويفكر بدون أي تشنج أو انفعال، لأن الله تعالى فتح قلبه ليدَّبر آيات الله تعالى، وكان ذلك من فضل الله سبحانه عليه وعلى أمثاله من المخلصين ومن أولي الألباب الذين يعقلون، في الحقيقة كنت في بداية الحلقة متفائلا لوجود مثل هذا الحوار خاصة وأنه من قناة سعودية وهابية، وظننت أن السلفية الوهابية قد بلغت سن الرشد وتريد أن تكسر أقفال قلوبها وتفكر وتعقل، وتغير ما كانت تعبد من دون الله تعالى، فتعيد النظر في ما كانت تتبعه مما وجدت عليه آباءها، لكن سرعان ما خاب ظني فيهم بدأ بمدير الجلسة خالد الغامدي حسب تصرفه مع الشيخ حسن فرحان المالكي، وما تلفظ به في ختام الجلسة الثالثة، والمكيدة التي خططته قناة وصال، ظنا منها أنها ستفضح الشيخ حسن فرحان، لكن كفرها بقدرة الله تعالى أنساها أن ذلك لا يزيد للشيخ حسن إلا أتباعا ( وليس أصحابا) جدد وانتشارا، وذلك من فضل الله تعالى على عباده المخلصين الذين لا يشركون بالله شيئا.

وأقول للشيخ حسن فرحان المالكي لا تحزن على مكرهم فإن الله تعالى خير الماكرين، لقد استهزؤوا وضحكوا عليك في الدنيا، وسوف تضحك عليهم يوم تكون على الأرائك تنظر كيف ثوب الكفار، لأن رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه قال: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ(29)وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ(30)وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ(31)وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ(32)وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ(33)فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ(34)عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ(35)هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(36). المطففين.

لان السلفية الوهابية جعلوا لله شركاء، وقالوا عن الله سبحانه ما لا ينبغي له، فجعلوه ( وحاشى لله تعالى ) ينزل كل ليلة في الثلث الأخير منها، وسيضع قدمه على النار، (وينزل على كرسي يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به).وما إلى ذلك من تشبيهات تعالى الله سبحانه عنها. قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه:

 أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنْ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنْ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(33). الرعد.

ختاما أشد على يدي الشيخ حسن فرحان المالكي و أقول هنيئا لك على ما سوف يشهد لك به مشاهدو قناة وصال على ما أوذيت في سبيل الله تعالى وصبرت، فإن ذلك كان نصر من الله تعالى لك  ولدينه وأحسن الحديث، ولأن وسائل الإعلام اليوم تكشف المستور، وتفضح الوهابية السلفية الغلاة أعداء الدين الذين يفسدون في الأرض ويبغونها عوجا، وأكيد سوف تفتح لك أبوابها قناة عالمية لتحق الحق وتدحض الباطل بعون الله تعالى. وتبين للعالم أن ما نسب إلى الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام،من أقوال وأفعال ودونت في ما يسمى ( الصحاح) أغلبه باطل إن لم أقل كله، مثل الروايات التالية كمثال فقط:

بَاب مَا قِيلَ فِي الرِّمَاحِ وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِيوَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي.

صحيح البخاري - (ج 10 / ص 53) المكتبة الشاملة.

24 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِوَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ

صحيح البخاري - (ج 1 / ص 42) المكتبة الشاملة.

مثل هذه الروايات مما يقض مضاجع المؤمنين غير الوهابيين السلفيين وجميع الناس،  وهذه الروايات  قد عمل بها السلف غير الصالح، فقتلوا وسلبوا أموال الناس وملكوا النساء واستمتعوا بهن، وباعوهن بعد قضاء الحاجة. بينما الرحمان الرحيم يقول لرسوله:

وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ(66). الأنعام.

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ(21)لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ(22)إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ(23)فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ(24)إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ(25)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26). الغاشية.

وأقول للدكتور إبراهيم الفارس الذي فتح الله تعالى بعض أقفال قلبه، فاعترف بأن الصحابة إنما هم بشر يصيبون ويخطئون، وأنهم غير معصومين، فهذه شهادة تحسب له، وسوف يجد أجره عند الله تعالى، إن واصل في كسر أقفال قلبه وتدبر القرآن العظيم، فإنه يجد فيه نور الله تعالى وشفاء لما في الصدور، فيكون ممن أفلح فزكى نفسه، لأن الله تعالى ألهمها فجورها وتقواها، ولم يكن ممن دسها فخاب، فلا يندم يوم لا ينفع مال ولا بنون. قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10). الشمس. وقال:

 فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا(173). النساء. فله أن يختار لنفسه ما يشاء أن يلقى الله تعالى به يوم الدين.

والسلام على من اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى.