لا اكراه في الدين

موسى زويني في السبت ٠١ - ديسمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين(محمد)الرسول النبي الامي

السلام عليكم

                                م/لا اكراه في الدين

1-ارى ان هذا الموضوع(لا اكراه في الدين)يكتسب اهميه مميزه في المخاض الذي يعيشه العالم العربي لان ما نشأ كانتفاضه شعبيه حقيقيه(وبعدما عجزت القوى الفاعله على احتوائهاداخلياوخارجيا)يجري الان تجييره لفئه محدده تمتلك الكثير من الاسباب لاقتناصها,

والمستفيد من هذه الحاله هم اعدائنا المعروفين تاريخيا والمستترين بالبراقع ولا حول ولا قوة الا بالله القوي العزيز.

2-يحدثنا الباري عز وجل على لسان السحره في قصة (موسى)عليه السلام(انا امنا بربنا

ليغفر لنا خطاياناوما اكرهتنا عليه من السحروالله خير وابقى)الايه73-سورة طه,ويبدو واضحا ان الاكراه في  القران المجيد اوسع من المعنى المباشرللكلمه في الاكراه على عمل محدد مثل المأكل والمشرب والملبس واشياء اخرى كثيره.

   ان النظام الذي يروج لاعمال معينه ويكافئ عليها ماديا ومعنويا ويحارب معارضتها بكل الوسائل لهو اكراه مقيت في المفهوم القراني للكلمه(اشد مما فعله فرعون في الترويج للسحر)

والامثله على ذلك في حياتنا اكثر من ان تعد او تحصى,ولذلك ارى الناس مستضعفين كتروس

في ماكنه ضخمه تسعى الى اهداف صانعيها الخادعه لان احد اسس اليات هذه الماكنه ان

نرى في حركتها تحقيق لاسباب عيشنا.

3-ان الاكراه في الدين يبنى على الاكراه في الايمان وهذا امر مستنكر في القران المجيد(ولو

شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)الايه99

سورة يونس,ان هذه الايه القرانيه الكريمه تحمل دلالات كثيره منها:-

    ا-يعرف المؤمنون ان الباري عز وجل لو شاء لامن من في الارض جميعا ولكن ذلك

     ينفي اسباب يوم الحساب الفاصل بين اهل الجنه واهل النار (والعياذ بالله منها).

   ب-في هذه الاية القرانية الكريمه ارى ان الباري عز وجل يخاطب رسول الرحمه(محمد)

      عليه الصلاة والسلام(مستنكرا)اذا جاز التعبير(افانت تكره الناس)لان الله الخالق القهار

      لم يفعل ذلك فكيف لاحد اخر ان يحاول...,واذا كان الرسول الكريم(محمد) عليه الصلاة

      والسلام لا يكره الناس على ان يكونوا مؤمنين فكيف بالجماعات الاسلاميه التي تجعل

     الاكراه جهادا...ان هذا لافك عظيم,والمؤلم انهم يكرهون الناس على دقائق ممارساتهم

     الحياتيه تحت سيوفهم من دون رحمة ولا هدى من كتاب منير.

ج-احب ان اذكر الذين يرون هذا الراي المتعسف انهم قد محو رحمة رب العالمين من جدول

   اعمالهم القاهره,الم يقراؤا الاية القرانية الكريمة(الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون

   بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر

للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم)الاية7- سورة غافر,ونلاحظ الامور التاليه:-

    اولا-ان الاية القرانية الكريمة تتحدث عن(الذين امنوا)والسؤال هو هل ايقنوا بان الذين

        يحاسبوهم ليسوا من الذين امنوا,ارى ان الناس على غالبيتهم العظمى ومهما بعدت

       بهم نفوسهم يؤمنون بالله ورسوله وكتابه واليوم الاخروهو المطلوب(يا ايها الذين امنوا

       امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي انزل على رسوله والكتاب الذي نزل من قبل ومن

       يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا)الاية136- سورة

        النساء.

ثانيا-يخبرنا الباري عز وجل على لسان الملائكة المقربين بان(ربنا وسعت كل شئ رحمة و

    علما).اننا نعرف جيدا ان مدركاتنا ومهما بلغت فلن تبلغ عشر معشار سعة رحمة الباري

    عز وجل وعلمه..ولا اعرف كيف تجرا من تجرا على الاستخفاف بذلك.

ثالثا-ان كلمة(شئ)في المفهوم القراني الكريم اوسع كثيرا من المعنى المالوف للكلمه مثل(القلم

     شئ والكتاب شئ),ارى الاية القرانية الكريمة التاليه تبين المعنى(قالت يا ويلتي الد وانا

  عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشئ عجيب)الاية72-سورة هود.لاحظ اخي ان زوجة (ابراهيم)عليه السلام وصفت حاله هي(مشهد حيوي ديناميكي اذا جاز القول)واذا تجاوزنا التعجب يتبقى لدينا (الشئ)وهو(انا عجوز وهذا بعلي شيخا) والعجيب في الامر هوالفعل

المستفهم(الد)ولذلك اقول:-

   1-ان التعجب موضوع في الشئ وليس خارجه.

   2-الاستفهام والسؤال لا يبعد زوجة (ابراهيم)عليه السلام عن دائرة الايمان.

  3-عندما نتامل كلمة(الد)نجد ان الولاده في عصرنا الراهن تنشرمعارفها الاف الكتب

    حول خلق الانسان من النطفه وحتى الولاده وهي مؤشر قوي على سعت رحمة الباري

   عز وجل التي لا تمثل معارفنا فيها الا نقطة في بحور او اقل من ذلك,واذا كانت كل هذي المعارف جزء من شئ فكيف ب(كل شئ)..فعلى المتعسفين في احكامهم ان يتقوا الله حق تقاته

..ويحذروه ,والحمد لله على انعمه التي لاتحصى ولا تعد.

     واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

اجمالي القراءات 8759