كتاب الحج ب1 ف 4 : دور التقوى فى إتمام فريضة الحج

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٥ - نوفمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب الحج بين الاسلام والمسلمين

الباب الأول : منهج القرآن الكريم فى التأكيد على التقوى غاية ومقصدا لفريضة الحج :

الفصل الرابع : دور التقوى فى إتمام فريضة الحج

1 ــ للقرآن الكريم أيضا أسلوب فريد في الحثّ على إتمام فريضة الحج بمراعاة التقوى الى النهاية ، وتصحيح الخطأ الذى يقع فيه الحاج بدفع الفدية ، حتى يرجع من الحج فائزا بالثواب المراد. فقد( يؤدى ) الإنسان مناسك الحج بطريقة سطحية خالية من التقوى ، وقد يقع فى المحرمات المنهى عنها ، ويعود من فريضة الحج وقد إزداد من الله بُعداّ ، بعد ما تكلّفه من مشاق وأموال.!.

2 ــ إنّ الحج فريضة لها موسم سنوى يتكرر كل عام ، هو يشبه معسكرا للتقوى مثل المعسكرات التى تقام لتدريب الرياضيين ونقوية وتحصين أجسادهم . الحج هنا دورة تدريبية للنفس لتتعلم التطهر والسمو والتقوى ، وذلك بأن يعيش الحاج جواً مختلفاً في الزمان والمكان والمشاعر والحلال والحرام . ما يكون حلالاً في الأوقات العادية وفي الأماكن الأخرى ـ مثل الصيد والحلق والرفث مع الزوجة  ـ يكون حراماً وقت الاحرام ، وما يكون فيه ذنبا هيّنا مثل نيّة الالحاد والظلم يكون إثما عظيما مستوجبا للعقاب فى الحج .  لذا يستلزم الحج استعداداً نفسياً لتقبل مشاق التجربة من بدايتها إلى نهايتها ، ومن فشل فيها لم يتم الحج في ميزان رب العزة .  

3 ــ والحج هنا يشبه الصيام ، فالطعام والشراب والرفث مع الزوجة يكون حلالاً في ليل رمضان ولكنه حرام في نهار وصيام رمضان . والصائم والحاج رقيب على نفسه فى الصيام وفى الحج ، يخشى الله فى الغيب ، حيث لا يراه إلّا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، أى يكون متأكّدا بأنّ الله جلّ وعلا مطّلع عليه فى سرّه وعلانيته . هذه تجربة لا بد أن تستمر ناجحة يوما بيوم الى نهاية رمضان أو نهاية الاحرام . شأنها شأن معسكر التدريب الرياضى . المهم هو النتيجة النهائية والنجاح الى النهاية ليفوز المؤمن الصائم أو المؤمن الحاج بدرجة التقوى فى ختام الفريضة. لذا فالنقوى اليومية ضرورية ، وفيها يكون تعداد شهر رمضان بالأيام ، وكذلك تعداد وقت فريضة الحج بالأيام،أى أيام معلومات وأيام معدودات ، وبهذا جاء وصف شهرررمضان ، مع أنه شهر زمنى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ) ( البقرة 183 )،وبهذا جاء وصف العبادة والنسك فى موسم الحج ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)(البقرة 203 )،المؤمن عليه إذا اراد اتمام الصيام لله تعالى أن يأخذ نفسه على الإلتزام بأوامر الله إلى أن ينتهي النهار، فيكون قد اتم يوماً من التقوى فى صيام شهر رمضان وكذلك الحج ، وهكذا فى اليوم التالى حتى تنتهى الأيام المعدودات عدّا ، فالحج وصيام رمضان كلاهما فريضة سنوية تستمر التقوى فيها أياماً (معلومات) أو (معدودات) . لذا كان لابد من الحرص على اتمام هذه التجربة بنجاح إلى النهاية دون ان يسقط فيها الصائم والحاج.

من هنا نرى التعبير القرآنى عن النتيجة النهائية هو( بالإتمام ) بالحج والعمرة طاعة لأوامر الله جلّ وعلا :" وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ .. البقرة 196"ونفس التعبير بالإتمام يقوله جلّ وعلا عن الصيام  " ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"  البقرة 187" ، والأتمام هنا يعني أن تنهي الفريضة بنجاح لمن يؤديها إلى ان يفطر الصائم أو إلى أن يُحلّ المُحرم . واكثرية الناس تنسى اتمام الصيام واتمام الحج فلا يزدادون بهما إلا سخطا من الله تعالى لأن الشيطان سوّل لهم وأملى لهم وكان له عليهم سلطان.

وسوسة الشيطان

التقوى صفة تقبل الزيادة والنقص، أى ليست لازمة للمرء طيلة حياته، بل تتغير زيادة ونقصاً حسب الصراع القائم فى داخل الإنسان بين الخير والشر، بين الهوى والخشية، بين الشيطان والفطرة السليمة التى فطر الله الناس عليها، وقد خلق الله تعالى النفس البشرية وسواها على أساس الفجور والتقوى وقدم الفجور فيها على التقوى فقال ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ (الشمس 7: 8). وصراع الشيطان مع الفطرة السليمة فى المؤمن مستمر باستمرار الحياة، وبينما تكون السيطرة الكاملة للشيطان على الكافر فإن المؤمن المتقى يظل فى صراع مع الشيطان فى داخل نفسه، وهذا الصراع قد ينجم عنه بعض زلات ومعاص فيسارع المؤمن بالاستغفار والتوبة، وقد يخرج منه منتصراً على هواه وغرائزه وحينئذ يكون تقياً.يقول سبحانه و تعالى عن سيطرة الشيطان على المشركين دون المؤمنين ﴿إِنّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىَ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىَ رَبّهِمْ يَتَوَكّلُونَ. إِنّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىَ الّذِينَ يَتَوَلّوْنَهُ وَالّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ (النحل 99،100)، ويقول ﴿إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاّ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ (الحجر 42). ويزيد من حدة الصراع فى داخل المؤمن أنه متفاعل مع البيئة، مطالب ليس فقط بمراعاة التقوى فى نفسه أثناء تعامله مع خضم الحياة- ولكن مطالب أيضاً بأن يؤثر فى مجتمعه بالخير، ومن الطبيعى وهو بشر غير معصوم أن تؤثر فيه بعض المحن وأن يستسلم حيناً للهوى وحظ النفس وحيل الشيطان، وحين يقع فى حبائل الشيطان فلن يكون تقياً، وحين يسارع بالتوبة والندم يكون تائباً، وحين ينجح فى السيطرة على نفسه وغرائزه وينجو من الوقوع فى الإثم يكون تقياً نقياً، وتلك مجرد حالة من حالاته.وهكذا، فتقواه فى حالة تغير مستمر وارتفاع وانخفاض طالما بقى حياً. والمؤمن إذا وقع فى المعصية - ولابد أن يحدث هذا- فسارع بالتوبة وعزم على ألا يعود  فيكون حينئذ ضمن المتقين طالما بر بوعده وأقلع، يقول تعالى ﴿وَالّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرّواْ عَلَىَ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْملُونَ﴾(آل عمران 135). فجعل من صفات المتقين المسارعة بذكر الله إذا وقع فعلاً فى معصية والعزم الصادق على ألا يصر على فعل المعصية. فالتقوى حركة مستمرة باستمرار الحياة يقويها فى نفس المؤمن الاستمرار فى ذكر الله تعالى، ومعنى أن يداوم على ذكر الله أن يخشاه ﴿إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ﴾ (الأعراف 201).

وليس معنى ذلك أن المؤمن ملتزم تماماً بالتقوى، لذا شرع الله جلّ وعلا العبادات وسائل للتقوى تعين المؤمن على الاستغفار وتوثّق صلته بره جلّ وعلا .ومن العبادات ( ذكر الله ) الذى يتكرّر ساعات الليل والنهار، ومنها ما يتكرّر خمس مرات فى اليوم ( الصلاة )، ومنها ما يستمر شهرا فى العام كالصوم ، ومنها ما يكون عبادة مركّزة للسمو بالنفس بالحج الى بيت الله الحرام مرة أو أكثر فى العُمر للمستطيع.  ومن الضرورى أن ينجح المؤمن فى هذا الاختبار بأن يتمّ ( الحجّ ) لله ، أى يؤدّيه على أحسن ما يمكن إبتغاء مرضاة الله جلّ وعلا . وبهذا ينجو من حبائل الشيطان . فالشيطان توعّد بإضلال أبناء آدم فقال له جلّ وعلا : (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) الحجر)(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) (الاسراء). وبإتمام الحج والصوم على أحسن ما ينبغى وبإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وبإستدامة ذكر الله جل وعلا وبالتوبة والاستغفار لا يكون سلطان  للشيطان على المؤمن (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)(النحل ).

ويوم القيامة يقول رب العزة للغاوين من أبناء آدم (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64)( يس ). ويتم إلقاؤهم مع الشيطان فى جهنم ، حيث يتلاومون فيها: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)( الشعراء ) ويتبرأ منهم الشيطان : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)(ابراهيم) .من أولئك الغاوين الضالين من كان يحج ولكنّه لم ( يتم) الحج لله . كان يحج على الطريقة السعودية الوهابية ، يجعل الحج ليس مناسبة للتقوى ولكن للفجور والعصيان ..والبيزينس .!!

إتمام العمر بالطاعة :

1 ــ لقد أعطى رب العزة جلّ وعلا كل نفس بشرية مساحة زمنية ترتدى فيها جسدها وتعيش وقتها المحدد فى هذه الدنيا ، يبدأ الوقت المحدد بالميلاد وينتهى بالموت . وبالموت تفارق جسدها لتعود الى البرزخ الذى قدمت منه ، وقد وفّت عمرها ورزقها وكتاب أعمالها ، وتنتظر وقت البعث . إختبار النفس البشرية هو فى تلك الحياة الدنيا ، وقت حياتها فيها. ويوم القيامة تأتى توفية أخيرة بالحساب ، وبه تدخل النفس الجنة أو النار بعملها ، حيث لا يدخل الجنة إلا المتقون ، ونرجو أن نتدبر هنا قوله جل وعلا : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)( الزمر )

2 ـ لكى تكون النفس البشرية من أهل الجنة لا بد من أن ( تتم ) العمر فى تقوى ، أى لا بد أن تستمر فى التقوى الى موعد الاحتضار . أى لا بد من التوبة مبكرا ، وكلما كانت التوبة مبكرة كان أفضل ، إذ لا تنفع التوبة المتأخرة عند الاحتضار:( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18)النساء ).   ولأنّ مجرد الايمان لا ينفع بل لا بد فيه من التقوى والتمسك بها حتى الموت فإن الله جل وعلا يقول لنا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) آل عمران)، لذا فإن يوسف عليه السلام يدعو ربّه جل وعلا أن يموت مسلما وأن يلحقه ربه بالصالحين فى الآخرة:(تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)   )( يوسف).

أى ليس النجاح فى إختبار هذه الحياة بإتمام الحج والعمر لله جل وعلا فقط ، ولكن إتمام العمر كله فى التقوى ، بأن يتمّ المؤمن كل عباداته وكل أعماله الصالحة ليكون بها صالحا لدخول الجنة .

الفصل القادم :  تشريعات الحج من الاوامر والنواهى و المباحات فى ضوء التقوى

اجمالي القراءات 13622