عادات الحج وسبوع المولود في الوادي
عادات وأساطير الميلاد والسبوع والحج

محمد عبدالرحمن محمد في السبت ١٧ - نوفمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

                   

   العادات المصرية المرتبطة بالحمل والولادة والسبوع فيها الكثير من الأساطير والخرافات والاعتقادات الغريبة، ولكنها تمثل تراثاً موروثاُ  ما زال بعضه يحافظ عليه الكثيرون ويعتقدون  أنهم لو أهملوه فسوف يصيبهم ضرر كبير.!

واختصت الواحات وسكانها بعادات شعبية لاتتكرر في هذه المناسبات، وقد كتب الطبيب مصطفى فهمي  كتاباً في أوائل القرن العشرين عن بعض هذه العادات، فقال:

 "إن المرأة عندما تلد يُقْلى بيض في سمن تأكله يسمى "دحي الملوك"  ثم يذبح لها فرخة تشرب خلاصتها وتأكلها بمفردها لتحل محل المولود كما يعتقدون ثم يتم عمل الحلبة بالبلح أو العسل لتشربها الأم الوالدة وذلك لطرد الدماء ونفايا الولادة،  وهذه العادة تنتشر في قرى ومدن الوجه البحري أيضاً"؟

 في ليلة السبوع "الليلة السابعة"يوضع على رأس المولود  إبريق من فخار مملوء بالمياة وبه بعض الحليْ ويتم وضعه في طشت به ماء ويأتون بسراج من الفخار فيه سبع فتائل بعد تلقيب كل منها بإسم ذكر أو انثى حسب نوع المولود، وآخر فتلة تبقى مشتعلة  يلقب بها المولود حسب تسمية هذه الفتلة.

اعتقاداً  منهم بأن آخر فتلة مشتعلة  لو سُميّ بها الطفل سوف يطول عمره!!.

 البعض الآخر يقوم بكتابة سبعة أسماء في سبع قارورات ويذهبون لأحد الرجال الصالحين وما يختاره يصبح اسماً للطفل.

 وفي احتفالية السبوع :يتم غربلة المولود في غربال مع قمح أو أرز ويتم طرق حلة من نحاس أو طرق  الهون وتطوف به إحدى أقاربه على سبعة منازل مجاورة وهى ترش الملح والأرز والقمح في طريقها وداخل كل منزل.

  وفي بعض قرى الواحات مثل باريس وعزبها: فإن سكانها يضعون بجوار المولود (كبشة ملح ومراية ومكحلة ورغيف من الخبز وسكين) اعتقاداً بأن في ذلك بركة، وتستمر هذه الأشياء بجوار المولود أربعين يوماً اعتقاداً بأن هذه المكونات تحرسه  وتحفظه،فإذا بكى ونظر إلى هذه الأشياء اطمئن وكف عن البكاء وإذا خرجت أمه وتركته بمفرده، حفظته هذه الأشياء من الشياطين والمردة.

وهناك اعتقاد قوي بأن هذه الأشياء إن لم تكن موجودة بجوار المولود فإن الجان يمكن أن ياتي ويستبدل المولود أو يأخذه بلا رجعة. وإذا كان الطفل ضعيف البنية فإنهم يقولون "الواد اتبدل" ويتهمون أمه بأنها خرجت وتركته ، ويؤذنون في أذنه اليسرى وتقام الصلاة في أذنه اليمنى في صبيحة اليوم السادس للمولود، ثم يخبزون الخبز ويطهون اللحمة ويدعون الرجال للعشاء ليقرأوا الفاتحة للمولود ويدعون له.

   الحــــــــــــــج في الواحـــــــات:

   فريضة الحج وحكاياته تكاد تكون المظهر الاحتفالي الشعبي الأكثر وضوحاً في شوارع وبيوت قرى الواحات والرسومات على واجهات منازلهم  للباخرة والطائرة  أو وسيلة السفر للحج ... والعبارة التي تسجل تاريخ سنة الحج واسم الحاج  والدعاء بالتوفيق له في رحلة الحج ؟

 تراك ترى الكثير من الرسومات  ولكن العبارة المشهورة كتابة هى:

 ( لقد وفق الله تعالى الحاج... لأداء فريضة الحج في عام ... الهجري ومَنّ عليه بها).

 فيظل من يريد الحج يستعد له قبل سفره بشهور ويحكي عما صادفه في رحلته عدة شهور أخرى، وبين السفر والعودة تظل الأناشيد والاحتفالات قائمة حتى يعود الحجاج، وتظل  ذكرى الحج منقوشة برسومات تعبر عن مناسك الحج وشعائره ووسائل المواصلات والنقل للحجاج ويظل عنوان أي بيت في قرى الواحات تعرفه من المستطيل المكتوب فوق  باب كل بيت باسم الحاج وتاريخ حجه.

وكانهم اختاروا مناسبة الحج للإعلان عن اسم صاحب البيت ولإيضاح مكانته  في مجتمعه بأنه أصبح حاجاً ولا يناديه أي من أفراد القرية بعد ذلك بدون لقب حاج.

  والحجة هى الاحتفالية الدينية  الأكثر توحداً في طقوسها :

 ومظاهر الاحتفال بها يبدأ بين قرى الواحات ومدنها  ويبدأ مظاهر الاحتفال بإعلان من يريد الحج هذا العام ويدور على بيوت القرية جميعاً يعلنهم بنيته للسفر في الحج طالباً عفوهم في أي خطأ قد أخطأه في حقهم.

 ولأن الحج قديماً كان يتم عن طريق القدس فإن الاستعداد له يبدأ قبل عشرة شهور من موسم الحج وعند معرفة أهل البلدة  بنية من سيحجون هذا العام يذهب إليه أقاربه وأصدقاؤه ليهنؤه ويعطوه "النقوط" وهى نقود تعتبر ديناً  على الحاج يردها لأصحابها في مناسبة شبيهة،  ويوم توجه الحاج للسفر يوم(الخروج) يخرج أهل البلدة جميعاً لتوديع الحجاج ويصاحبهم "السدايدة"  أو النوبية وهم جماهة منشدون يجيدون العزف على الطبلة والمزمار البلدي والرق،  وقديماً كان ممنوعاً على أي شخص أن يخرج بوعاء  اسمه (الماعون)  يكون خالياً ليس به أي شئ  لأنهم يعتبرون هذا فألاً سيئاً بعدم إكمال السفر فيقرأ الحاج وأهله المعوذتين إذا حدث ذلك..!!

 ومن الأغاني  التي يرددونها في موسم الحج:

   يا هنا مين كان معانا يوم نصعد الجبل .. ونشاهد كعبة الله ويزول عنا الحزن

  يا هنا مين كان معانا يوم نصعد الجبل... ونشاهد كعبة الله ويزول عنا الحزن

افتحي البوابة يا فاطمة أبوكي داعينا... انزلي يا حاجة ولمي الملاية..حجْجِك ابنك وحافظ الرباية... رايحة فين يا حاجة بشال وطرحة... رايحة أزور النبي وأكمل الفرحة... انزلي ياحاجة ومِدّي خطاكي .. ووين عصاكي..؟

وأغنية أخــــرى تقول:

يا رايحين للنبي خدوني معاكم... نشرب عكار القرب ونزوره في حماكم..

أغنية اخرى تقول:

يا أمّا ضريح النبي نصبوا الستارة عليه..

يا اللي تقولوا وتنشدوا بلغ سلامي عليه..

عند النبي طاحت له الهجينا.. أدن بلال وقام الصلاة بينا.. قال لي يوم الزحام هو الشافع لينا.. ولي يا بكرة دلي..

 أما الأغاني التي يستقبلون بها الحجاج:

الحاج تحت السجر ــــ يا اللانسلم عليه

ما راح وزار النبي المصطفى  والحجة مبركة عليه

  وتوديع الحاج يكون غالباً في خارج نطاق القرية بمسافة قصيرة يكملها سيراً على قدميه بين الناس وإذا كان كبير السن يمتطي ظهر روكوبته.

 وبعد رحيل الحاج وسفره يبدأ أهل بيته في دهان البيت وترميمه ويَحْضُر أحد الرسامين المتخصصين ليرسم مناسك الحج أو وسائل سفر الحجاج والمركب ـ أو الدابة قديماً ... مع  بعض العبارات الدينية الواردة في القرآن والسنة عن الحج.. ولأن (المَغْرة) مادة معدنية خام موجودة بكثرة في الجبال القريبة، فهى التي تستخدم في رسم وكتابة هذه النقوش.

 

 

                  

اجمالي القراءات 21368