تـنـاقـض السـلـفـيـيـن والاخــوان مع آيات وتشـريعـات الـقـرآن

رضا عبد الرحمن على في الإثنين ٠٥ - نوفمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

تـنـاقـض السـلـفـيـيـن والاخــوان مع آيات وتشـريعـات الـقـرآن

هذا المقال في عجاله اعتبره ردا على ثلاثة نقاط أساسية:

الأولى: إصرار السلفيين والاخوان على موضوع تطبيق الشريعة مع أنهما مجتمعين لم يفكروا حتى هذه اللحظة في تحقيق العدالة والمساواة والقضاء على الفقر والجهل والمرض والتفكير في حل أزمات المواطنين.

الثانية: مخالفة الاخوان لآيات وتشريعات القرآن

الثالثة: مخالفة السلفيين لآيات وتشريعات القرآن

ونبدأ بالنقطة الأولى ، على الرغم أن المجتمع المصري يعج بالمشاكل والأزمات التي يعاني منها معظم المصريين في كل شبر من أرض مصر إلا أن السلفيين والاخوان لا يهمهم ولا يشغلهم ولا يخطر ببالهم لحظة واحدة القضاء على هذه الأزمات والمشاكل اليومية للمصريين ، يتظاهر السلفيون والاخوان في كل مكان أنهم يريدون تطبيق الشريعة ، ولو أنهم يريدون فعلا وحقا تطبيق شريعة الله التي نزلت على خاتم النبيين في القرآن الكريم فلا مانع أبدا ولا يمكن أن نعترض على تطبيق شريعة الله ، لأن القرآن الكريم شريعة كل البشر نزل للناس كافة لتحقيق العدل والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس جميعا ، والقضاء على الفساد والاستبداد والاستعباد والاسترقاق وتقديس الأشخاص ، والقضاء على ظلم المرأة والتعامل معها على أنها ناقصة عقل ودين ، كذلك نزل القرآن لنشر التسامح والأخلاق الحسنة والآداب العامة وغض البصر واحترام حقوق الآخرين مهما اختلفوا معنا في الرأي أو الدين والعقيدة ، وشريعة القرآن بصفة عامة تدعو لكل سلوك حضاري راقٍ إنساني عادل.

وكل هذه الأمور لا يختلف عليها ولا يرفضها أو يعترض عليها أحد أبدا ، بل وينادي بها جميع الناس في كل مكان ، لأنها تعاليم وتشريعات قرآنية واضحة لا عوج فيها ومن يطالب بها نحن معه ونسانده ونضع يدنا بيده ، لكن حين يخرج علينا مجموعة من الدعاة ويدّعون أن الشريعة هي فهمهم هم للدين ، وأن الشريعة هي وجهة نظرهم هم في فهم هذا الدين ، وأنهم أولى الأمر وأنهم مفوضون من الله لتطبيق شريعته ، فلابد أن نقف ضدهم ونفضحهم ونكشف تناقضهم مع شريعة الله ، ونثبت من خلال القرآن الكريم أنهم أكثر الناس تناقضا مع شريعة الله ومخالفة لها ، شريعة الله التي نزلت في القرآن الكريم على خاتم النبيين ، وهذا ما وقع ويقع فيه كل يوم السلفيون والاخوان ، وسنضرب مثالين اثنين نوضح بهما إلى أي مدى يتناقض السلفيون والإخوان مع آيات وتشريعات القرآن ، وهذا ما أشرنا إليه في النقطتين الثانية والثالثة:ـ

النقطة الثانية:ـ مخالفة الاخوان لآيات وتشريعات القرآن

لا أجد مثالا حيا أستدل به على هذه المخالفة إلا مقطع الفيديو الذي يصور مرشد الاخوان وهو يؤدي مناسك الحج في بيت الله الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا ، ولكن رغم ذلك يحيط المرشد مجموعة من الشباب لحراسته وحمايته من ماذا .؟ لا أدري ... أرجو مشاهدة الفيديو قبل قراءة تعليقي عليه

الفيديو على الرابط

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=W7eDEo8F00A

والرد على هذا المشهد الذي يثبت ويؤكد ويبين مخالفة صريحة واضحة لآيات الله جل وعلا ، لا يحتاج لتفكير أكثر من ذكر آيات القرآن الكريم التي يتحدث فيها رب العزة جل وعلا عن بيته الحرام ويؤكد فيها أن هذا البيت آمن ، ومن دخله كان آمنا يقول تعالى(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)البقرة:125 ، وفي موضع آخر (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ  فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ)آل عمران:96 ، 97 ، وفي سورة قريش توضيح رائع يبين ويؤكد أن من خرج مسافرا متوجها لبيت الله فهو آمن وسورة قريش القصيرة جدا تبين وتشرح هذا في إيجاز وإعجاز قرآني رائع وبديع يقول جل وعلا (لإِيلافِ قُرَيْشٍ  إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ  فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ  الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)قريش ، ونترك للقاريء حرية الاختيار والتفكير واستنباط الحقيقة ، هل فعلا من يؤمن بآيات الله جل وعلا وشريعته الواضحة في القرآن الكريم ويؤمن أن بيت الله آمن ومن دخله فهو آمن يوافق أن يؤدي مناسك الحج وحوله حراسة بهذا الشكل .؟.

النقطة الثالثة:ـ مخالفة السلفيين لآيات وتشريعات القرآن

وبطل هذه القصة أحد دعاة السلفية وأئمتهم الذي يغضب من العلمانيين والليبراليين ويعتبرهم كفارا يجب قتلهم ولا يعترف بحقهم في العيش على أرض الوطن وأن عليهم البحث عن وطن آخر أو بتعبيره فليرحلوا من هذا الكون ، كذلك وصفه للنصارى بأنهم مواطنون درجة ثانية ولا يجوز أن نساوي بين المسلم والنصراني ليعيشا معا رأسا برأس كما قال وليس من حق النصارى بناء كنائس مثل حق المسلمين في بناء المساجد لأنهم أقلية ، واتهامه كل من يخالف فهمه للدين وكل من يعترض على وجهة نظره في فهم الدين بأنه كافر ، وظنه بأنه مفوض من الله لتطبيق شريعته على الناس ، وهو أبعد ما يكون عن شرع الله القرآن الكريم ... وإليكم الفيديو أرجو مشاهدته أيضا قبل قراءة تعليقي عليه

الفيديو على هذا الرابط

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Ud6B5LTWAIU

ربنا جل وعلا أمرنا كمسلمين ومؤمنين بالقرآن الكريم ألا نزكي أو نفضل أنفسنا على أحد ، لأن هذه التزكية وهذا التفضيل مرجعه إلى الله وحده لا شريك له ولا يحكم فيه أو عليه إلا الله سبحانه وتعالى ، وليس من حق أي إنسان أن يدعى أنه أعلى من الناس درجة عند الله يقول تعالى(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى)النجم:32 ، وهذه قاعدة أساسية لكل مؤمن بشريعة الله ليس من حقك أن تمنح نفسك درجة إيمانية أعلى من الناس لأن الله جل وعلا أعلم بنا ويعلم ما نخفي وما نعلن ويعلم ما تخفي صدورنا ، إذن ليس من حق أي داعية أو شيخ أن يصنف المواطنين في أي دولة حسب دينهم وعقيدتهم ويمنحهم درجات وأفضليات ، لأنه بذلك وضع نفسه مكان الله جل وعلا دون أن يدري.

أما بخصوص التعامل مع الكفار ، إذا كان هناك كفار أصلا يعيشون في الدولة الإسلامية حتى يومنا هذا ، فليس أمامنا إلا أن نتذكر معا الدولة التي أسسها خاتم النبيين محمدا عليه الصلاة والسلام ، وهو قدوتنا وأسوتنا الحسنة ولابد أن نتعلم منه ونستفيد ونأخذ دروسا في كيفية إدارة الدولة وكيفية التعامل مع الكفار والمنافقين إن وجدوا ، وهذا ما بينه القرآن الكريم ووضحه في آيات عديدة ، لكن لأننا هجرنا كلام الله جل وعلا وقعنا فريسة لدعاة تطبيق الشريعة وهم أبعد الناس وأكثر الناس تناقضا مع شريعة الله وقرآنه الكريم.

في الدولة الإسلامية الأولى التي عاش فيها خاتم النبيين مع المسلمين والأنصار والمنافقين والكفار ، لم يكن هناك أبدا أي ذكر لتفضيل الأغلبية على الأقلية كما يدعي شيوخ السلفية ، ولم يكن هناك تمييز وتزكية لأحد على أحد في أول وآخر دولة تم تطبيق شريعة الله فيها ، وكان العدل والإحسان والتسامح والعفو والصفح الجميل هي أهم صفات خاتم النبيين وأبرز سلوكياته مع أعدائه وأعداء الدين وهو نبي مرسل من عند الله ، ولم يفكر خاتم النبيين أن يقتل كافرا أو منافقا أو يظلم كافرا أو منافقا أو حتى مشركا ، ولكنه كان يحكم بين الجميع بما أنزل الله بالقرآن الكريم على الرغم أنهم لا يؤمنون بدين الله ولا برسوله وقرآنه لكن عظمة الإسلام تحتم على خاتم النبيين أن يعدل بينهم وأن يتسامح معهم ويعفو ويصفح عنهم مهما آذوه أو حاربوه أو سخروا منه ومن رسالته ووصفوه بالجنون وأن القرآن أساطير الأولين ، لم يخطر بباله عليه الصلاة والسلام أن يطالبهم بالهجرة من وطنهم أو أن يفرض عليهم أن يرحلوا من بلادهم ، ولكنه حين تعرض للظلم والقهر وحاربوه جاءه الأمر والوحي أن يهاجر بعيدا عنهم ويتركهم في غيهم أحرارا يفعلون ما يشاؤون.

ومن عظمة الإسلام التي عبّر عنها القرآن الكريم في قصة مسجد الضرار ، وهو مسجد بناه المنافقون للكيد للإسلام ومحاربة المسلمين ومواجهة دعوة خاتم النبيين والتخطيط للتفريق بين المؤمنين ، لكن ربنا جل وعلا لم يأمر خاتم النبيين أن يهدم مسجدهم أو يقاتلهم أو يحاربهم طالما يفعلوا ما يفعلون في شكل سلمي ، ولم يعتدوا عليه ، وإنما كان الأمر غاية في الرقي والتحضر والعدل واحترام حقهم في رفض دعوة الإسلام والكفر برسول الإسلام وكان الأمر لخاتم النبيين(لا تقم فيه) يقول تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ  لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ  أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)التوبة:107 : 110 ، نزل الأمر بالنهي عن الإقامة في هذا المسجد الذي بُنِيَ للضرر ومحاربة الإسلام فكريا ونشر الأكاذيب ضد رسالته ، ولو تدبرنا آيات القرآن الكريم وفهمنا تشريعاته وقواعده الواضحة في كيفية التعامل مع الخارجين عن الدين أو مع كل من يقوم بالسخرية من ديننا الحنيف والاستهزاء بقرآننا الكريم أو حتى اتهام رسولنا الكريم بأنه شاعر أو مجنون أو كذاب سنعرف ماذا نفعل معهم.؟.

طالما أننا مسلمون وندّعى أن محمدا عليه الصلاة والسلام قدوتنا وأسوتنا فلابد أن نتبع منهج القرآن وتوجيهاته وأوامره ونواهيه التي نزلت من قبلنا على صاحب الرسالة الخاتمة عليه الصلاة والسلام ، هذا إذا كنا فعلا نريد تطبيق شرع الله جل وعلا.

أولا: تعرض الرسول عليه الصلاة والسلام للأذى النفسي والمادي من الكفار والمشركين والمنافقين ماذا فعل .؟(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)الحجر:85 ، منهجه في الدعوة ومنهجه في التعامل مع أعدائه (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ  وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)فصلت:33 ، 34 ، رده عليه الصلاة والسلام على الإيذاء (وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً)الأحزاب:48

ثانيا: كثيرا ما سخر واستهزأ الكفار من الرسول ومن القرآن واتهموه بأنه شاعر ومجنون وكان يضيق صدره مما يقولون ، واتهموه بأنه هو مؤلف القرآن وأن القرآن أساطير الأولين وطلبوا منه أن يأت بقرآن آخر غير هذا القرآن فكيف ردّ عليهم وماذا فعل معهم عليه الصلاة والسلام.؟ ، طبقا لما نزل من القرآن يقول تعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)يونس:15 ، (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً  وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)الفرقان:4 ، 5 ، (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرْ النَّاسَ وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ)يونس:2، (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)يونس:15 (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)ص:4 ، (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ  فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ  وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)الحجر:97 : 99 ، والأكثر من هذا ماذا تفعل يا مسلم حين تجلس في مكان وسمعت بعض الناس يسخرون من القرآن أو يكفرون به يقول تعالى(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)النساء:140 ، وهذا الأمر نزل لخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام حين يرى الناس يخوضون في آيات الله ماذا يفعل معهم.؟( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)الأنعام:68. هذه هي اوامر وتشريعات القرآن في التعامل مع كل إنسان يرفض دين الإسلام ويكفر به أو حتى يسخر منه ويستهزيء به ، وذلك لأن الإسلام دين الأخلاق والتحضر وحرية الاختيار مهما كانت تخالف الإسلام ومرجع كل هذا والفصل فيه بين الناس إلى الله جل وعلا يوم الحساب.

السؤال هنا للسلفيين والاخوان وجميع المسلمين في مصر: هل سمعتم من أحد العلمانيين أو الليبراليين أو دعاة الدولة المدنية أو ممن يريدون مناقشة الدستور قبل الموافقة عليه أو ممن يرفضون أخونة الدولة أو ممن يعترضون على طريقة السلفيين والاخوان في التحدث عن مخالفيهم أو ممن ينتقدون سياسة الاخوان في إدارة الدولة ، هل سمعتهم أحدا من هؤلاء يُكذب بالقرآن أو يستهزأ بالقرآن أو يسخر من خاتم النبيين أو يتهم خاتم النبيين بأنه شاعر أو مجنون أو يقول على القرآن أساطير الأولين أو حاول بناء مسجد لمحاربة الاسلام والمسلمين ونشر الفتنة بينهم.؟

أعتقد لم يفكر أحد من هؤلاء ولم يخطر بباله أن يفعل أي شيء من هذه الأفعال ورغم ذلك تعرضوا للتكفير وإهدار دمهم من السلفيين والاخوان في كل مكان لمجرد أنهم وجهوا نقدا لأفكار واجتهادات مجموعة من البشر من السلفيين والاخوان لم ينزل عليهم وحي من رب العالمين ، يصيبون ويخطئون لأنهم بشر غير معصومين ، وحتى لو أنهم أنبياء مرسلون يوحى إليهم فليس من حقهم تكفير أحد أو إهدار دمه أو تحقيره أو محاسبته في الدنيا ، لو أنهم فعلا يؤمنون بشريعة القرآن الحقيقية كان يجب عليهم الاقتداء بأخلاق الأنبياء إذا كانوا فعلا يؤمنون بشرع الله ويعتبرون خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام قدوتهم وأسوتهم الحسنة ، وإذا كانوا يريدون تطبيق شرع الله جل وعلا ، ولكنهم خالفوا هذا الشرع وتناقضوا معه في أبسط سلوكياتهم وأفعالهم وردود أفعالهم مع كل مواطن يوجه إليهم نقدا أو يخالف فكرهم ومنهجهم ورؤيتهم في فهم الدين ، وهذا يثبت ويبين أنهم يريدون تطبيق شريعة بشرية لا علاقة لها بشريعة الله القرآنية ..

اجمالي القراءات 13908