التليفون والحوار وتبادل الافكار

فوزى فراج في الخميس ٠١ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

التليفون والحوار وتبادل الافكار

 

 

لم يعد التليفون الذى تعودنا ان نراه فى القرن الماضى كما كان, لم يعد ذلك الجهاز الاسود اللون المربوط الى الحائط بسلك طويل او قصير , بل صار الوانا واشكالا واحجاما مختلفه, وانقطع السلك الذى كان يربطه الى الحائط وصار لا- سلكيا , بل اصبح من مستلزمات الحياه حتى ان البعض لايستطيعون ان يخطوا خارج منزلهم دونه, واصبح يسمى ( موبايل) او (mobile) وبعضه يعمل باتصال بأقمار صناعيه.  ورغم كل تلك الاختلافات التى لحقت به ورغم كل التطور الذى ال اليه , فلازال يؤدى نفس الغرض وهو تيسير الحوار بين الناس, وليس من المهم اى لغه تتحدث  او فى اى مكان تكون, فعندما تتصل بشخص اخر سواء كان على بعد خطوات منك او كان عبر قارات ومحيطات, فالنتيجه لاتختلف, سيسمع من تتصل به صوتك وكلماتك انت وليس صوت شخص اخر او كلماته,  وستسمع انت الاخر منه نفس الشيئ.

 

ويحدث ذلك – ودون الدخول فى الشرح العلمى – بأن ((( تتحول)))  كلماتك وصوتك الى موجات او ذبذبات اليكترونيه عبر الاسلاك او عبر الاثير او عبر الأقمار الصناعيه, ثم عند وصولها الى التليفون الاخر,((( تتحول))) مرة اخرى الى صوتك وكلماتك, والعكس صحيح.

ماذا لو ان التليفون الاخر لسبب او اخر لم يقم بتحويل ما وصل اليه من ذبذبات وموجات اليكترونيه  كما هو متوفع منه الى كلماتك وصوتك  , ماذا لو تغير صوت سيادتك لو كنت رجلا الى صوت امرأه او طفل, وتغيرت كلماتك الى كلمات اخرى ذات معنى اخر!!!!!!!!

 

الحوار بين الناس هو ان يعرض احدهم فكره اكتملت او لم تكتمل فى رأسه  ويعرضها على الاخرين, ومنهم من سوف يوافق عليها او يتفق معها كليا او جزئيا,  ومنهم من لن يوافق او يتفق معها كليا او جزئيا. غير ان الانسان لم يستطع بعد فى تطوره الانسانى والحضارى ان يدخل رأس من يعرض الفكره للحوار ليرى الفكره فى صورتها الاساسيه داخل المخ, ولذا كان على صاحب الفكره ان يقوم بعمليه (((تحويل ))) لفكرته الى كلمات مسموعه او مقروءه كى يوصلها الى الاخرين, الذين بدورهم يقومون بعمليه (((تحويل))) لتلك الكلمات الى فكره كى يقرر كل منهم ان كان على اتفاق ام اختلاف مع تلك الفكره او الرأى.

 

وكما ضربت مثلا بالتليفون اعلاه, لكى تتم الاتصالات بطريقه سليمه وصحيحه ودون انقطاعات , يجب ان تتم عمليات ((التحويل)) بأمانه, تخيل مثلا لو انك تتصل من تليفونك بفرن البوتاجاز او بفرشه الحلاقه او خلاط المطبخ, تخيل لو ان التليفون الاخر ليس به المكونات التى تسمح له بتحويل الموجات الى اصوات وكلمات, فالنتيجه بالطبع ان لن يتم الاتصال او الحوار التى كنت تبتغيه.  

 

اننا عندما نتحاور او نتبادل الافكار, نعتمد اعتمادا كليا على مقاييس ثابته لاتتغير من شخص الى اخر فى تبادل الافكار او الحوار او ماشاء لك ان تسميه, المقاييس الثابته التى لاتتغير هى الكلمات ومعانيها, ولكى يستمر الحوار وتبادل الافكار فيجب ان تتم عمليه (( التحويل)) التى اشرت اليها بطريقة سلسله فى كلا الاتجاهين , ومن ثم فإن تغيرت المقاييس حسب هوى اى من الطرفين, فى تفسير معانى الكلمات المتفق عليها فيصبح ذلك الحوار مثل الحوار الذى تتوقعه بين حامل التليفون الذى يتحاور من خلاله مع حامل فرشه حلاقه او خلاط  او شاكوش, احيانا لأسباب فنيه بحته لايكون الاتصال واضحا فتتغير كلمه او حرفا, لايسمعه الطرف الاخر, وهذ متوقع, لكن ان يتغير الاتصال فى الغالبيه العظمى من المكالمه بحيث تصبح غامضه فى شقها الاعظم,  فعليك بتغيير شركه التليفونات او جهاز التليفون الذى تحمله.

 ولذلك فمن المنطق ان لايتوقع من لايحمل نفس الجهاز المسمى تليفون بغض النظر عن اقدميته او شكله او حجمه, ان يتم الاتصال والحوار مع شخص اخر تليفونيا.

 

تحياتى واحترامى

 

اجمالي القراءات 14769