جدل وحوار وٱحترام

سمير حسن في الأربعاء ٣١ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ك ٱلغامز) وليس (قولك اللامز!!!!!!) فهل ٱلغمز هو ٱللمز يا سيدى ٱلمحترم؟

وتقول هنا مصرًّا على سؤالك: (فليس هناك لمز او همز او سخريه بل جدية لا تتعداها جدية اخرى وارجو ان تفهم ذلك جيدا, وهى الحقيقه سواء اردت ام لم ترد, ان كان البغاء (فريضه) فى الاسلام كما ادعيت, فما اعتراضك او خجلك من سؤالى عن تأديتها ضمن الفرائض الأخرى).

وأنآ أرى فى ٱلخطإ أنّ ما عرضته من فهم لقولى لا يطابقه. ولم أرَ فيه سوءا لأنّك لم تحرّفه ولم تكن تريد لىۤ إسآءة بما فهمته.

لقد قلت لك أنّ ٱلسبب ٱلذى يجعلنى لاۤ أجيب هو قولك (فروض الاسلام من العباده) فأنا لاۤ أرى لهذه ٱلفروض أصلا فى كتاب ٱللّه. وحتىۤ أجيب على سؤال يجب أن يكون ٱلسؤال محدّدا ومطابقا فهمه عند ٱلسآئل وٱلمجيب. فٱلسؤال يغمز بين مفهوم فرض ومفهوم عبد. وهذا ماۤ أردته بقولى لك (قولك ٱلغامز) وليس ٱللامز.

وأما عن سؤالك ٱلخامس فأجيب لأنّه محدد. فقد ورد فى ٱلقرءان أسمآء لدوآبٍّ كٱلبقر وٱلضأن وٱلإبل وٱلماعز وٱلحمار. وجآء فى تحريم ٱلطعام ٱسم لحم وجآء معه وصف له: (لحم خنزيرٍ ولحم ٱلخنزير). ولم يأت ٱسم دآبّة محرّم لحمها من دون شحمها وجلدها ووبرها. وكان قد ٱنتشر بين ٱلناس رأىُّ ٱلذى رأى من ٱلأبآء ٱلسلف أنّ ٱسم خنزير هو ٱسم ٱلدآبة ٱلتى تحمل ٱسم حزِير فى ٱلعبريّة وٱلأراميّة وٱلكنعانيّة وهى ٱلمحرّم أكل لحمها ٱلطيّب على ٱلذين هادوا بسبب ظلمهم.

فهل فى ٱلعودة إلى كتاب ٱللّه وٱلنظر فى ٱلقول (لحم خنزيرٍ ولحم ٱلخنزير) يمنعناۤ أن نختلف بٱلفهم مع ٱلذى رأى من ٱلأبآء؟

ولماذا لا يكون لنا فى ٱلعبريّة وسيلة لفهم دليل كلمات فعل فيه قول ظَنون؟

ٱلعاميّة ٱلبعيدة عن ٱلمدن فى بلادنا يا سيدى هى عبرية وأراميّة وكنعانية.. فلماذا لا نعود إليها لنفهم دليل ما رجس علينا فهمه؟

لقد فعل جامعوا ٱلكلام من ٱلأبآء مثل هذا ورحلوۤۤا إلى ٱلبادية وسمعوا كلام ٱلناس هناك وسجلوه فى كتبهم.

ثمّ تجد فى قواميس ٱللغة ذاتهاۤ أن كلمة خنزر للذى قسى وعسى وصلب فلماذا لا يكون ٱلمحرّم من ٱللحم هو حامل هذا ٱلوصف؟

وتجد فى كتاب ٱللّه أنّ ٱللّه جعل ٱلذين قست قلوبهم قردة وخنازير فهل نفهم أنه جعلهم دوآبّ كما قال ٱلسلف؟

فلنتلوا معا ما جآء فى كتاب ٱللّه:

"فلمّا نَسُوا ما ذُكِّروا بهِ أَنجينا ٱلَّذين ينهون عنِ ٱلسُّوۤءِ وأخذنا ٱلَّذين ظلموا بعذابٍ بئيس بما كانوا يفسقون/165/ فلمّا عَتَوا عن مَّا نُهُوا عنه قلنا لهم كونوا قِرَدَةً خٰسئين/166/ وإذ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبعثَنَّ عليهم إلىٰ يوم ٱلقيٰمةِ من يسومهم سوۤءَ ٱلعذابِ إنَّ ربَّكَ لَسَريع ٱلعقابِ وأنَّه لغفور رَّحيم/167/ وقطَّعنٰهم فى ٱلأرض أُممًا مِّنهم ٱلصَّـٰٰلحون ومنهم دون ذٰلك وبَلَونَٰهم بٱلحسنٰت وٱٰلسَّيِّئَاتِ لعلَّهم يرجعون/168/ فخلف من بعدِهِم خَلف ورِثوا ٱلكتٰب يأخذون عَرَض هذا ٱلأدنى ويقولون سَيُغفَرُ لنا وإن يأتِهم عَرَض مِّثلُهُ يأخُذُوهُ أَلَم يُؤخَذ عليهم ميثٰق ٱلكتٰب أن لَّا يقولوا على ٱللَّهِ إلا ٱلحقَّ ودرسوا ما فيه وٱلدَّار ٱلأَخِرة خير لِّلَّذين يتَّقُونَ أَفلا تعقلون/169/" ٱلأعراف.

وفيه أن ٱلذين نسوا ما ذكّروا به وفسقوا وظلموا وعَتَوا عن ما نُهُوا عنه هم ٱلذين صاروا "قردة خٰسئين" يتسلط عليهم "من يسومهم سوۤءَ ٱلعذاب" يُطردون من ديارهم ويتفرقون فى ٱلأرض وتنشأ أمم مِّنهم ويصير "منهم ٱلصَّٰلحون ومنهم دون ذٰلك".

وبذلك أفهم أنّ كلمة "قردة" وصف لهؤلآء ٱلناس ولاۤ أرىۤ أنّها تدل على ٱلسعدان. وقد ٱقترنت هذه ٱلصفة مع صفة "ٱلخنٰزير" فى ٱلبلاغ 60 ٱلماۤئدة. وهم ناس يصيبهم ٱلذلّ وٱلهوان بسبب قسوة قلوبهم وليس دوآبّا.

وأرى فى ٱلبلاغ ٱلعربى ما يبين لى هذا ٱلفهم لدليل ٱلكلمة ولاۤ أرى خروجا عنه إلى ٱلفهم ٱلمنتشر بين ٱلناس:

"وإذا ناديتم إلى ٱلصَّلوٰة ٱتخذوها هُزُوًا ولَعِبًا ذٰلك بأنَّهم قوم لَّا يعقلون/58/ قُل يٰۤأَهلَ ٱلكتٰب هل تنقمونَ مِنَّاۤ إلآّ أَن ءَامنَّا بٱللَّهِ ومآ أُنزلَ إلينا ومآ أُنزِلَ من قبلُ وأَنَّ أكثركم فٰسقون/59/ قُل هل أُنَبِّئُكُم بشرٍّ من ذٰلك مَثُوبَةً عند ٱللَّهِ من لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وغضِبَ عليه وجعل منهم ٱلقِردَةَ وٱلخنٰزير وعَبَدَ ٱلطَّـٰغوتِ أُولٰۤئك شَرّ مَّكانًا وأضلُّ عن سَوَآءِ ٱلسَّبيل/60/ وإذا جآءُوكم قالوا ءَامنَّا وقد دخلوا بٱلكُفرِ وهم قد خرجوا به وٱللَّهُ أعلمُ بما كانوا يكتمون/61/ وترى كثيرًا مِّنهم يُسٰرعون فى ٱلإثم وٱلعدوانِ وأكلهِمُ ٱلسِّحتَ لَبِئسَ ما كانوا يعملون/62/" ٱلماۤئدة.

وفيه وصف للفاسقين ٱلضَّاۤلِّين "عن سوآء ٱلسبيل" فهم "لا يعقلون". وأرىۤ أنّ هذا هو ٱلمدخل إلى ٱلفسق ٱلذى يوصل صاحبه إلى "لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وغضِبَ عليه وجعل منهم ٱلقِردَةَ وٱلخنٰزير وعَبَدَ ٱلطَّـٰغوتِ".

وأضرب لك مثلا عن بيع لحم ٱلبقر فى سوريا. حيث يباع لحم ٱلبقر ٱلكبير ٱلسنّ تحت ٱسم لحم بقر. ويباع لحم ٱلبقر ٱلصغير ٱلسنّ تحت ٱسم لحم عجل. وأرى فى هذا ٱلتفريق فى ٱلبيع أنّه يكفر على ٱلحقّ فى تجارة لحم محرّم بٱلقول لحم خنزير. فهل فى مصر تجارة كهذه؟

يا سيد فوزى ٱلمحترم طالما تعيش فى ٱلولايات ٱلمتحدة فيمكنك أن تتوكّد من ٱلأمر فىۤ أحد ٱلمخابر لترى ٱلفرق بين لحم ٱلبقر ولحم ٱلعجل. وسترىۤ أن لحم ٱلبقر يرجس بٱلميتَةَ وهو لون من ٱلتراب كٱلكلس وٱلحديد غير ٱلصالحين لتغذية حىٍّ. فما يلزمنا من ٱلكلس وٱلحديد نأخذه من طعام حىٍّ وليس ميتا.

ثمّ تجد فى مسألة ٱلتحريم للطعام ٱلقول (فإنَّه رجس) ودليل ٱلرجس هو ٱلاختلاط ٱلذى يصعب تفريقه. فعن أىِّ ٱختلاط يشير هذا ٱلقول إن لم يكن ذلك ٱلتراب؟

ثمّ تجد ٱلقول (فمن ٱضطر فى مَخمَصَةٍ). فقد بحثت فى ٱلتفاسير وفى معاجم ٱللّغة فلم أجد ما يجعلنىۤ أطمئنّ لفهم هذا ٱلقول. وعندما بحثت فى ٱلعبريّة وجدت كلمة (خمص) تدل على (حامض). وهنا فكرت بفعل ٱلحامض فى ٱللحم ٱلقاسى بسبب تراكم ٱلكلس وٱلحديد فيه ووجدت أنّ ٱلحامض يتفاعل مع ٱلكلس ومع ٱلحديد ويسحب منهما ٱلكثير. وفى حال ٱلاضطرار يكون أكل ٱللحم ٱلمخموص مقبولا. لكنّه ليس تحليلا مستمرًّا بسبب ٱلقول (غَيرَ مُتَجانِفٍ لِّإِ ثمٍ) فأكله هو لحال ٱلمضطرّ وهو ٱلذى لا يجد طعاما طيّبا.  

لآ أدرى يا سيد فوزى ٱلمحترم لماذا تستغرب تناقضى مع ٱلأبآء فى فهم دليل كلمة من ٱلكلمات. فهل ٱلمطلوب هو طاعة ذلك ٱلفهم حتى ولو كان خطأ؟

أرجوۤ أن يكون حوارنا ٱلجارى فى كتاب ٱللّه لا يوقفه ما قاله ٱلأبآء وٱستقرّ عند ٱلناس ٱلذين يدّكرون عن ٱلنظر وٱلمسئولية فى ٱلفهم وٱلاستنباط. فنحن لا نتسابق فى نيل درجات فى ٱلعلم ولا نتقاتل على عمل ورفعة فى ٱلفتوى. فٱللّه سيحاسبنى وسيحاسبك على ما نجريه من حوار يتخذ هيئة ٱلتخاصم فيما بيننا. فلنجادل بعضنا ولنتحاور بٱلتى هى أحسن كمآ أمر ٱللّه.

وأرجوۤ أن تعلم أننى عندماۤ أتلوا فى كتاب ٱللّه أذكر قول ٱللّه عن ٱلأبآء وعن أكثر ٱلناس:

"وإذا قِيلَ لَهُم تَعَالوا إلىٰ مآ أنزلَ ٱللّهُ وإلى ٱلرسولِ قالوا حَسبُنا ما وجدنا عليه ءَاباۤءَناۤ أَوَلَو كانَ ءَابآؤُهُم لا يعلمون شيئًا ولا يَهتَدُونَ" 104 ٱلمآئدة.

ولذلك لاۤ أحسب أن ما قاله ٱلسلف فى كتاب ٱللّه هو مرجعى ٱلأخير. فلى ولك بصر وسمع وأفئدة وقلب يفكر ويعلم ويعقل ويفقه ويذكر. وعلى كلٍّ منا مسئولية عند ٱللّه قبل أن تكون عند ٱلناس. فقول أكثر ٱلناس فى ٱلماضى وفى ٱلحاضر هو ما قاله فرعون وملإيهِ لموسى وهٰرون:

"قالوۤا أجِئتنا لِتَلفِتَنَا عَمَّا وجدنا عليه ءَابآءَنا وتكونَ لكُما ٱلكِبرِيَآءُ فى ٱلأرض وما نحنُ لكما بمؤمنينَ" 78 يونس.

وفى كتاب ٱللّه توجيه يمنعناۤ أن نتبع ونسير ورآء أحد من ٱلناس من دون علم ومسئولية:

"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.

وفيه ما يبيّن لى ولك أنّ أكثر ٱلناس يضلّون عن سبيل ٱللّه:

"وإن تطع أكثر من فى ٱلأرض يضلّوك عن سبيل ٱللَّه إن يتبعون إلاّ ٱلظنَّ وإن هم إلاّ يخرصون"116 ٱلأنعام.

 

فعن ٱلبغآء يا سيد فوزى ٱلمحترم قلت فى ٱلمقالين وفى ٱلردود أنه فريضة (بدليل ٱلانفراج وٱلوسع لكلمة فريضة). وعن ٱلفاحشة كماۤ أرى وقلت فى ٱلمقالين وفى ٱلردود هى ٱلزنى ٱلعلنىّ (ٱلخيانة ٱلزوجية ٱلتى يشهد وقوعهاۤ أربعة من ٱلمؤمنين) وكذلك هى نكاح ذكر لذكر وأنثى لأنثى. وكذلك هى نكاح مَن نكح ٱلأب من ٱلنسآء.

وأستدل من ٱلقول ٱلعربى:

"وإذا فَعَلُوا فَٰحشَةً قالوا وجدنا عليهاۤ ءَابآءَنا وٱللّهُ أمرنا بها قُل إنَّ ٱللّهَ لا يأمُرُ بٱلفحشآءِ أتقولون على ٱللّهِ ما لا تعلمونَ" 28 ٱلأعراف.

أنّ ٱلذين قالوۤا أنهم وجدوۤا ءابآءهم عليها هم يظنون (لأنهم لا يعلمون) أنّ ٱلفاحشة (ٱلزنى ونكاح ذكر لذكر وأنثى لأنثى ونكاح زوجة ٱلأب) مثل ٱلبغآء ففعلوا ٱلفاحشة على ظنّهم هذا. ولمّا كان أكثر مَن فى ٱلأرض فى ٱلماضى وفى حاضرنا وفى ٱلمستقبل يضلّون عن سبيل ٱللّه لأنهم لا يعلمون فهم سيبقون على ظنّهم أنّ ٱلبغآء وٱلفاحشة أمر واحد.

أما ٱلمؤمنون ٱلذين يعلمون وٱلذين يستطيعون ٱلعلم ويحنفون عمّا ٱستقرّ عندهم من مفاهيم فهم قليلون فى كلِّ وقت وهم ٱلمسئولون عن أوامر وتوجيهات ٱللّه لأنهم يعلمون ويستطيعون ٱلحنف. فإن شاعت ٱلفاحشة عند أكثر مَن فى ٱلأرض فعلى ٱلمؤمنين ٱلذين يعلمون أن يتحصنوا من شيوعها فيهم وأن يعاقبوا ٱلذى يحبُّ منهم شيوعها:

"إنّ ٱلّذين يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلفٰحِشَةُ فى ٱلّذين ءَامَنُوا لهم عذاب أليم فى ٱلدُّنيا وٱلأخِرةِ وٱللّه يعلمُ وأنتم لا تَعلمونَ" 19 ٱلنور.

وٱلذين ءامنوا هم ٱلمسئولون عن ٱلنّهى:

وليس على ٱلمؤمن مسئولية منعهم من ٱلزنى وٱلفاحشة وٱلبغآء. وسبق لى وقلت: (أن ٱلبغآء تجارة علنية مأجورة لا يمنعها كتاب ٱللّه وهو ليس زنى. وأن للمؤمن أن يتاجر به وأن يستمتع به. وقد طلب ٱللّه منه أن يستعفف عن متعته. وما يمنعه ٱللّه عنه هو ٱلإكراه فى ٱلعمل للفتاة ٱلتى تريد لنفسها حصنًا. أما ٱلزنى فهو حرام على ٱلمؤمنين كمآ أنّ ٱلزواج من زانية أو مشركة هو حرام على ٱلمؤمن). وأكرر قولى هنا للمؤمن أن ينتفع من تجارة ٱلبغآء ٱلتى يعمل بها ٱلجاهلون فيرعى ذلك ٱلعمل ويحميه من ٱلاعتدآء وٱلأمراض بعلم ودراية. وإن تمتّع بٱلبغآء لا حرام عليه. لكن إذا صبر تعفف عنه حَتَّىٰ يُغنِِيَه ٱللَّهُ مِن فَضلِهِ.

 

أنت يا سيد فوزى ٱلمحترم ترى فيمن يحملون ٱسم ٱلمسلمين أنّهم ٱلمسلمون وأنا لاۤ أرى مثله. فأنآ أرىۤ أنّ ٱلمسلم للّه ربِّ ٱلعالمين لا يمنحه مأمور نفوس ولا ٱنتساب لطآئفة تظنّ بٱللّه ٱلظنون. بل هو ٱسم يكتسبه ٱلمرء لنفسه بنظره وعلمه ومسئوليته كما بدأ أول مرّة مع إبراهيم.

أما ٱلقول ٱلمتعلق بمقالات لى فأنا لم أقل أنها مرجعا لأحد. لكنها تبيّن لك يا سيد فوزى ٱلمحترم ماۤ أفهمه أنا من كلمة فريضة وصلوٰة وزكوٰة وغيرها من ٱلكلمات ٱلتى تنطوى فى قولك (فروض الاسلام من العباده) طالماۤ كلانا فى حوار حول مسألة تتعلق بهذه ٱلكلمات. وجوابى علىۤ أسئلتك سيكون فى عرض لفهمى ومقابلته مع فهمك وبذلك يكون لنا حوار علىۤ أسس من ٱلتفاهم. فلم يكن فى جوابى لفّ ودوران كما تقول.

أنت تقول: (اننا نلتقى على هذا الموقع لتبادل الافكار لا اكثر ولا اقل, وسواء اتفقنا ام لم نتفق, لا مبرر او سبب لأى منا ان يسب الاخر او يحقره او يقلل من شأنه بطريقه مباشره او غير مباشره).

وأناۤ أشدّ على طلبك هذا وهو مآ أطلبه منك بٱلرجوع إلى تلك ٱلمقالات لترىۤ أفكارى فيها وتبادلنى ٱلأفكار وٱلقول ٱلمحاور.

أما قولك: (وكما يقال هنا فى امريكا,you are entitled to your opinion ,but you are not entitled to your own facts ومعناها ان لكل شخص الحق فى ان يكون له وجهة نظره الخاصه به, ولكن ليس له الحق ان يكون له حقائقه الخاصه به, ارجو ان تفكر فى ذلك جيدا).

فهذا ٱلقول يؤيدنى يا سيد فوزى وأنا لاۤ أختلف مع قآئله. أما ما يتعلق بتفسير كلمة لسابق من ٱلناس أو لاحق فلا يكون تفسيره مرجعا. هذا فهمه. وإن أردت تسميته حقًّا فهو حقّه ومسئوليته. ولى ولك مثل هذا ٱلحقّ من دون أن نلزم أحدا به. أما كتاب ٱللّه فمحفوظ وكلامه ثابت وهو ٱلمرجع فى حوارنا حول ٱلحقِّ ٱلثابت. أما تفسير كلماته فمسئولية مَن يفسر ولن تكون مرجعا لمن يتلوا ويفهم قول ٱللّه:

"لِكلِّ نَبَأٍ مُستَقَرّ وسوفَ تَعلَمُونَ" 67 ٱلأنعام.

فهو يعلم أنّ للنّبإ مستقرّ من بعد حركة نظر ٱلناظرين فى ٱلحقِّ. وسيكون علمه به فى وقت ٱستقراره. وهو يعلم أنّ ٱلاستقرار للنّبإ لا يكون إلا بٱلسير فى ٱلأرض وٱلنظر كيف بدأ ٱلخلق لا بقول ظَنونٍ لمن قعد فٱدّكر فلا يسير ولا ينظر.

وعلى سبيل بيان ٱلاختلاف بيننا فأنت تقول: (لقد اتفق العالم على ان لون السماء هو اللون الازرق..). وأناۤ أقول أنّ جميع ٱلكلمات ٱلتى يتكلم بها ٱلناس بألسن مختلفة ويتبادلون فيما بينهم بعضها هى فى ٱلأصل منزلة من عند ٱللّه. فرسالات ٱللّه قديمة وقد بدأ ٱلأمر مع ءادم وصولا إلى محمد. وهناۤ أرىٰ للناس فعلهم فى حرف كلمة عن موضعها ٱلمنزل ولذلك أبذل جهدى فىۤ إعادتهاۤ إلى موضعها وفهم ٱلقول بعد ذلك كما حدث لى مع كلمة خنزير.

لن أطيل عليك أكثر فى ٱلدفاع عن نفسى فى كلّ ما قلته فى مقالك (مابين العلم والجهل وما بين العالم والجهلاء !!!!!). وأرجوۤ أن نرفع من أنفسنا مفهوم ٱلخصومة وأن يكون حوارنا علىۤ ٱلاختلاف نافعا لنا ولمن يشاركنا فى ٱلحوار ولمن يتابعنا على ٱلموقع ويرقبنا ولمن يصبّ على ٱلنار زيتًا. وأناۤ أعلن لك أسفى عن كلِّ كلمة لى مسّت شخصك وسببت لك ٱنفعالا أينما وردت. ولن أترك لجهدى ٱلكبير فيماۤ أعمله على فهم كتاب ٱللّه ليضيع منّى فى خصومة سببها ٱختلاف فى ٱلمفاهيم نحتاج كلانا للصبر عليه قبل ٱلقول فيه. فما بقى من عمرك يا سيد فوزى ٱلمحترم ذو قيمة عالية ومحترمة. وكذلك هو ما بقى من عمرى. وقد يكون قصيرا وكلانا يحتاج لإصلاح ماۤ أفسده ٱلتحريف وٱللّغو فى مفاهيمه قبل لقآء ربِّه. ولعلّ فى حوارنا ٱلذى سخن بعض ٱلشىء سبيلنا كلانا للعمل على ٱلإصلاح بهداية من كتاب ٱللّه.

فمع خالص تمنياتى لك بعمر طويل وعيش طيّب وقول صالح ولك تحياتى وإلى ٱللقآء فى حوار طيّب فيما نختلف وفيما نتفاهم.

اجمالي القراءات 7448