خالد منتصر

خالد منتصر في السبت ١٨ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

«الكعب الداير» عبارة بوليسية مصرية تشير إلى مرور المجرم على محافظات الجمهورية وأقسامها بعد الإفراج عنه للتأكد أنه غير مطلوب فى قضايا أخرى، تم إلغاء هذا الكعب الداير بعد ظهور الكمبيوتر لكن الظاهر أننا بصدد إعادة استنساخه وتطبيقه فى زمن الإخوان وخاصة مع الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون الكالو المزمن والصداع النصفى للجماعة الذين يتخيلون أن عدوهم اللدود الذى يؤخرهم ويمنعهم عن تطبيق مشروع نهضتهم المزدهر هم سحرة فرعون المعروفون باسم الصحفيين والإعلاميين.

ما إن يكتب صحفى أو يتحدث إعلامى بما لا يعجب الإخوان أو ينتقد الرئيس حتى يخرج طابور من المحامين وأحياناً من أعضاء الإخوان ببلاغات من كل حدب وصوب وفى كل مدينة ونجع، فيجد الصحفى نفسه كعب داير على النيابات والمحاكم والشهر العقارى لعمل توكيلات للمحامين بحيث لا يجد فرصة للتنفس فضلاً عن الكتابة أو تقديم البرامج، وبذلك تتحقق نبوءة الفنان والكاتب الجميل عبدالرحمن الخميسى «أنا لا أعزف على قيثارتى؛ لأننى مشغول بالدفاع عنها»، فيظل الصحفى فى حالة رد فعل دائم، ودفاع دائم، ومحاولة إقناع دائمة بأنه مؤمن أو غير مرتشٍ أو لم يقصد إهانة الرئيس.. إلخ، ويتحقق ما يريده أصحاب السلطة بصناعة صحفى مشتت مرتعش، ومهما كانت أعصابه فولاذية، ومهما كان محاموه أكفاء فهو دائماً مهدد يكتب بقلم مكسور ويتحدث بلسان مربوط.

خطوة الكعب الداير والبطش باستخدام سلاح البلاغات وثغرات القانون تتم بعد خطوة أخرى وهى خطوة الاغتيال المعنوى بالاختزال، وخطواتها أن يتم اختزال حديث لك على التليفزيون أو النت أو اجتزاء مقالة ونشرها بسرعة الصاروخ على شبكات التواصل الاجتماعى من خلال ميليشيات الجهاد الإلكترونى إلى أن تصبح الجملة المختزلة أمراً واقعاً وينسى الجميع أصل الحوار أو المقال وتلصق بك هذه التهمة كالوشم أو الجذام، ويتم اغتيالك معنوياً على الملأ وإن لم يلحق بك عابر سبيل متحمس ويغتالك وكتبت لك النجاة سيلاحقك الكعب الداير لتظل فى دائرة مغلقة جهنمية نقطة البداية فيها هى نفسها نقطة النهاية.

كلمة أخيرة لمن يطلبون أن يكون الأزهر هو المرجعية الوحيدة للتفسير، نقول لهم: هل سمعتم فتوى الشيخ الأزهرى عضو لجنة الفتوى بإهدار دم المتظاهرين ووصفهم بالخوارج؟، ماذا يضمن لنا أن يكون التيار الذى يمثله هذا الشيخ هو السائد والمتحكم وصاحب الشرعية والتفسير الوحيد؟ اليوم لدينا الشيخ الطيب الوسطى وغداً من الجائز جداً بل من المتوقع أن ينتصر ويفرض هذا التيار المكفر للآخرين والمهدر لدمائهم رأيه وتفسيره!!، من يضمن لنا أن ينجذب شيخ لتيار سياسى بعينه ليتحدث باسمه ويفصل لنا الفتاوى على مقاس هذا التيار.

اجمالي القراءات 8974