عشية أول انتخابات بعد 24 عاما.السودانيون يقترعون غدا وسط مخاوف من العنف والتزوير..

في السبت ١٠ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

عشية أول انتخابات بعد 24 عاما..
السودانيون يقترعون غدا وسط مخاوف من العنف والتزوير

 

 

 
  الرئيس السودانى عمر البشير    

الخرطوم: في وقت تعالت فيه أصوات أحزاب وشخصيات سياسية لمقاطعتها ، تشهد السودان غدا الاحد انتخابات رئاسية وبرلمانية وولائية (نسبة إلى الولايات) وصفت بالمصيرية يطمح من خلالها حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى طيّ نهائي لصفحة الانقلاب العسكري الذي نفذه الرئيس الحالي عمر البشير في عام 1989 وأطاح بنتائج آخر انتخابات ديموقراطية شهدتها البلاد في عام 1986.

ومن المقرر أن يتوجه نحو 14 مليون ناخب سوداني من أصل 38 مليون نسمة لصناديق الاقتراع الاحد، لاختيار رئيس جديد للجمهورية من بين ثمانية مرشحين في سباق الرئاسة السودانية ، وممثلين في الأجهزة التشريعية والتنفيذية، بعد 24 عاماً من آخر انتخابات ديموقراطية.

وتمثل هذه الانتخابات التي تطول 3 ايام انطلاقا من غد، خطوة أساسية من الخطوات المقررة في اتفاق السلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب في العام 2005 والذي أنهى حربا أهلية استمرت في السودان 22 عاما، وهي تسبق الاستفتاء الذي سيجري في العام 2011 على تقرير مصير الجنوب.

ويأمل الرئيس السوداني عمر البشير أن يؤدي فوزه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وانتخابات الولايات المعقّدة، إلى إكساب حكومته الشرعية في تحديها مذكرة اعتقاله التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية نتيجة اتهامات بارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور.

البشير الأوفر حظا

في سياق متصل، يرى الكثير من المراقبين ان فوز البشير أصبح شبه مؤكد بعد انسحاب منافسيه الرئيسيين إثر مزاعم بوجود تزوير واسع لكن فوزا كهذا سيكون مشوبا بالشكوك في شرعية الانتخابات.

وقال البشير في آخر حديث له في حملته الانتخابية في النوبة في شمال السودان، حيث دشن طريقا يربط ثلاث مناطق في الشمال "البعض يتساءل لماذا نقوم بهذه الافتتاحات في هذا الوقت، فهل افتتحنا اشياء فارغة، ولكنها امور حقيقية على الارض ونحن بها لا نمن على الناس وهذا واجبنا تجاه مواطنينا".

ونقلت صحيفة "ألسوداني" عن البشير قوله في حوار مع قناة "الشروق" السودانية إن أول تحدٍ سيواجهه بعد فوزه بالانتخابات هو الوحدة، وأشار إلى أن جولته خلال حملته الانتخابية في 17 موقعاً بجنوب السودان غيرت الكثير من قناعات الجنوبيين بشأن انفصال الجنوب، مبديا ثقته بالفوز بالرئاسة وفق المشاهدات التي لمسها في زياراته لأنحاء السودان.

وأكد انتهاء ما يسمى بالمناطق المقفولة وقال انه ذلك ما جعل الأحزاب التقليدية خلال مرحلة الحملات تذهب للبحث عن قواعدها وتجد أن الأشياء تغيرت فبدأت تطالب بتأجيل الانتخابات، كما عاب على رئيس حزب الامة الصادق المهدي تحدثه عن تحقق 90% من شروطه، وأردف :"هذه نسبة جيدة وكان عليه المشاركة وليس المقاطعة".

واوضح أن جميع امتيازات البترول قبل الإنقاذ كانت مرخصة بالكامل لشركة شيفرون الأميركية معتبرا انه خطأ كبير، موضحاً أن قسمة عوائد النفط بين الشركة والحكومة كانت ظالمة بواقع 70% لشيفرون و30% للسودان، وأضاف ان الأسوأ أن كل معلومات البترول لدى الأمريكيين لأنه لا يوجد سودانيون يعملون في مجال النفط.

ويتقدم البشير قائمة المرشحين الرئاسيين ممثلاً حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وذلك بعد انسحاب ياسر عرمان من الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى جانب كل من زعيم حزب الأمة، الصادق المهدي، ومبارك عبد الله الفاضل المهدي عن حزب الأمة والإصلاح والتجديد، ومرشح الحزب الشيوعي السوداني محمد ابراهيم نقد.

كذلك يشارك في الانتخابات الرئاسية عدد من ممثلي الأحزاب الثانوية، تبرز من بينهم رئيسة الاتحاد الاشتراكي السوداني الديموقراطي، فاطمة أحمد عبد المحمود محمد، لتكون أول امرأة تترشح إلى الرئاسة في تاريخ السودان.

أما المنافسة على رئاسة الجنوب فتنحصر بين رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، سلفا كير ميارديت، ولام آكول ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديموقراطي. فيما تشهد انتخابات المجلس التشريعي في الجنوب، إلى جانب مجالس الولايات، منافسة محتدمة.

اتهامات بالتزوير

في هذه الأثناء، اتهم حاتم السر، مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، الرئيس البشير باستخدام طائرات الدولة في جولاته الانتخابية.. في وقت صمتت فيه مفوضية الانتخابات عن الحديث عن هذه الانتهاكات. وأكد وجود خطة للتلاعب بالانتخابات.. وقال إن حزبه لا يستطيع التحكم في ناخبيه إذا جاءت النتائج مزورة.

ونفى عقد صفقة مع حزب البشير بعد عودة حزبه من قرار الانسحاب، وقال إنهم مطالبون الآن بهزيمة قادة المؤتمر الوطني لأن المنافسة باتت منحصرة بينهما.

ووجه مرشح "الاتحادي الديمقراطي" إنذارا لسكان القصر الجمهوري بإخلائه.. وقال إن البشير لن يفوز إلا بالتزوير.

وقال السر، أنه رغم سيطرة حكومة المؤتمر الوطني التي يقودها البشير على مقاليد السلطة طوال العشرين عاما الأخيرة، فإنه لا شيء تبدل، وأن ما كان يردده المؤتمر الوطني الحاكم بأن الولاءات تغيرت خلال السنوات الماضية، دحضته الاستقبالات الحاشدة التي لقيها زعيم الحزب، الميرغني، ومرشحه للرئاسة في مناطق السودان وخصوصا في الشمال والشرق.

وتحدى في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن اليوم السبت، وهو من منطقة تجاور مسقط رأس البشير وتبعد عنها 20 كيلومترا، بالقرب من مدينة شندي في ولاية نهر النيل، باجتثاث المؤتمر الوطني من الولاية وهزيمته البشير في مسقط رأسه،  وقال إن المنطقة تعد تاريخيا إحدى مناطق النفوذ للاتحاديين.

وتابع ، إنه يريد الفوز في هذه المنطقة حتى إذا فشل في الفوز في كل السودان، لرمزية المنطقة وباعتبارها معقلا اتحاديا. وأكد أن هزيمة حزب البشير المؤتمر الوطني، واجب وطني، لأنها تعني نهاية دولة الفساد والمحسوبية وعودة الأمل في الوحدة.

طريقة الاقتراع

تمثّل طريقة الاقتراع في الانتخابات السودانية معضلة نظراً إلى شدة التعقيد الذي تتسم به، في بلد يعاني فيه ناخبوه الذين قدر عددهم بنحو 16 مليون شخص من معدلات أمّيّة مرتفعة.

ويجب على الناخب السوداني في الشمال أن يصوّت عبر ثماني بطاقات انتخابيّة، بطاقة لرئيس الجمهورية، وأخرى لوالي الولاية، وثلاث بطاقات لمجلس الولاية (جغرافية، وحزبية، والمرأة)، وثلاث بطاقات مماثلة للمجلس الوطني.

أما في الجنوب فإن الناخب سيتعين عليه التصويت عبر 12 بطاقة انتخابية، ثمانٍ منها يتشارك فيها مع الناخب الشمالي، إضافة إلى بطاقة اختيار رئيس حكومة الجنوب، وثلاث بطاقات لمجلس الجنوب.

وإن كان المشهد الانتخابي على صعيد المنافسة الرئاسية بات شبه محسوم لمصلحة البشير، فإنه يصعب التكهن بنتائج الانتخابات التي ستحملها صناديق الاقتراع وتحديداً على الصعيد البرلماني والأقاليم، وخصوصاً في ظل تداخل الانتماءات الحزبية مع الانتماءات العائلية والقبلية والدينية.

وحسبما ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، ووفقاً لقانون الانتخابات، يفوز برئاسة الجمهورية ورئاسة حكومة جنوب السودان المرشح الحاصل على خمسين في المئة من أصوات الناخبين بزيادة صوت واحد أو أكثر. وفي حالة عدم إحراز أي من المرشحين هذه النسبة ،وهو أمر مستبعد في الانتخابات الحالية بعد ما حملته من تطورات، تجرى دورة ثانية بين المرشحَين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات.

أما على الصعيد التشريعي، فيتكون المجلس الوطني من أربعمئة وخمسين عضواً، فيما يتكوّن المجلس التشريعي لجنوب السودان من 170 مقعداً. وينتخب النواب على أساس نظام انتخاب مختلط يجمع بين الأكثري والنسبي.

ويُنتخب 60 في المئة لتمثيل الدوائر الجغرافية، فيما تخصص 25 في المئة من المقاعد للنساء. وتخصص الـ15 في المئة الأخيرة لقوائم الأحزاب السياسية، ويجري انتخابهم على أساس التمثيل النسبي على مستوى الولاية عبر قوائم حزبية منفصلة ومغلقة.

المرشحون للرئاسة

* عمر حسن أحمد البشير (66 سنة) من حزب المؤتمر الوطني: الرئيس السوداني الحالي هو الوحيد الذي جاب البلاد طولا وعرضا لحشد وتعبئة أنصاره، وقد بات الآن ضامنا الفوز بعد إعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان مقاطعة الانتخابات في الشمال بعد أن سحبت مرشحها للرئاسة ياسر عرمان.
تولى عمر البشير وهو عسكري، السلطة في 30 يونيو/ حزيران 1989 في انقلاب دعمه الإسلاميون. وشهد عهده الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب ثم اتفاق السلام الذي أنهى عقدين من النزاع في 2005.

وشهد عهد البشير أيضا اندلاع حرب أهلية جديدة في دارفور (غرب) نهاية 2003. وهو أول رئيس في التاريخ تصدر بحقه مذكرة توقيف دولية من المحكمة الجنائية الدولية.

* حاتم السر (50 سنة) من حزب الاتحادي الديمقراطي: الاتحادي الديمقراطي هو الحزب الوحيد المعارض الذي لم يقاطع الانتخابات الرئاسية. وكان الحزب جاء في المرتبة الثانية في آخر انتخابات تعددية في 1986 بعد حزب الأمة الذي انسحب من الانتخابات. اختار حاتم السر الناطق باسم الحزب المنفى إثر انقلاب البشير سنة 1989 قبل أن يعود إلى البلاد سنة 2006. والاتحاد الديمقراطي - الأصل هو الجناح السياسي لطريقة «الختمية» الصوفية المشهورة جدا في شرق السودان.

* عبد الله دينق نيال (56 سنة) من حزب المؤتمر الشعبي: كان نيال، المسلم المتحدر من جنوب السودان حيث أغلبية السكان من المسيحيين والإحيائيين، مدرسا للغة العربية قبل أن يتولى عدة حقائب في حكومة عمر البشير. وقد انسحب من الحكومة سنة 1999 لتشكيل حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي.

* عبد العزيز خالد عثمان إبراهيم (65 سنة) من التحالف الوطني السوداني: كان عبد العزيز خالد ضابطا كبيرا في الجيش السوداني، وهو أحد قادة التجمع الوطني المعارض الذي حارب النظام قبل أن يعود إلى البلاد ليؤسس حزبا سياسيا.

* فاطمة أحمد عبد المحمود محمد (66 سنة) من الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي: أول امرأة تترشح إلى الرئاسة في تاريخ السودان وقد كانت أيضا أول وزيرة حيث تولت حقيبة الصحة سنة 1974 في عهد نظام جعفر النميري العسكري.

* منير شيخ الدين منير جلاب (49 سنة) من القومي الديمقراطي الجديد: كان جنديا وعمل لسنوات عدة في الأردن.

* كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ، مستقل: عمل دبلوماسيا ومديرا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية.

* محمود أحمد جحا محمد: مستقل. وقد انسحب 4 مرشحين هم: ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية، والصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وبارك الفاضل المهدي زعيم حزب الأمة - الإصلاح والتجديد، ومحمد إبراهيم نقد.. زعيم الحزب الشيوعي.


 

اجمالي القراءات 2117