حملة شرسة ضد رفسنجاني والمحافظون يطالبونه بالعودة إلى "الإسلام

في الثلاثاء ١٥ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بعد اتهامه بخيانة خامنئي..
حملة شرسة ضد رفسنجاني والمحافظون يطالبونه بالعودة إلى "الإسلام"

 
  هاشمي رفسنجاني    

طهران - وكالات: ذكرت تقارير صحفية أن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني يتعرض حاليا لحملة شرسة من قبل المحافظين وأنصار الرئيس أحمدي نجاد في محاولة محمومة لإجباره على اعتزال الحياة السياسية وذلك من خلال العمل على تقليل مركزه الديني وإقصائه من رئاسة مجلس خبراء القيادة،

على خلفية انتقاده الدائم لنظام ولاية الفقيه والحكومة والحرس الثوري واتهامه بدعم تظاهرات طلابية اندلعت في طهران الاسبوع الماضي وتم فيها إحراق صور نجاد, بالاضافة إلى صور مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني والمرشد الأعلى علي خامنئي.

حيث كشف عدد من المواقع الالكترونية للمعارضة الإيرانية عن طلب تقدم به مساعد المدير العام لوكالة الانباء الايرانية (ارنا) عبد الرضا داوري، يطلب فيه من محرري الوكالة ان يكون العنوان الديني لرفسنجاني هو "حجة الاسلام" والوظيفي "رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام"، في حين ان الاعلام المحلي دأب منذ سنوات على ذكر "آية الله" الى جانب الاشارة الى رئاسة رفسنجاني لمجلس خبراء القيادة، وهو الجهاز المكلف اختيار المرشد الاعلى ومراقبة ادائه وعزله.

وحسبما ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية، وفقا لما هو متعارف عليه في المدارس الحوزوية الشيعية، فان عنوان "آية الله" يعني ان صاحبه حاصل على درجة الاجتهاد الديني، وهذا المركز يعد أعلى من مركز "حجة الاسلام".

في هذه الأثناء، شن المساعد الأمني السابق للرئيس الإيراني أحمدي نجاد، النائب المتشدد روح الله حسينيان، هجوما عنيفا وغير مسبوق ضد رفسنجاني، على خلفية التظاهرات التي شهدتها جامعات طهران مؤخرا في ذكرى ما يعرف بـ "يوم الطالب".

وقال حسينيان في خطاب له موجها حديثه لرفسنجاني: "انك وبعد الفتنة الاخيرة قمت مرارا بخيانة القائد (خامنئي)، وزعمت في بعض الاجتماعات الداخلية انك من انصار القائد، لكنك في مدينة مشهد كشفت عن حقدك، وقلت اذا اعلنت الامة رفضها لنا فسنرحل، والامة اعلنت مرارا عبر شعاراتها انه لم يعد لك مكانا في قلبها".

واضاف امام حشد طلابي في مرقد الامام الخميني "نحن وفي ضوء دعوات القائد، ندعوك الى العودة للاسلام والنظام".

ووصف حسينيان زعماء المعارضة، ذاكرا بالاسم مير حسين موسوي ومحمد خاتمي الى جانب رفسنجاني، بانهم "اصغر من ان يكونوا قادرين على مواجهة النظام".

 
  خامنئي ينصب نجاد لرئاسة إيران    

وقال: "نحن اليوم نقف مقابل تيار باطل له جذور في امريكا واوروبا والقوى غير المتدينة التي تسمى بالاصلاحية". كما اعرب النائب الاصولي المؤيد للحكومة عن عدم ارتياحه من حفيد الامام الخميني، حسن خميني، لكونه لم يرحب بالطلبة الذين حضروا الى مرقد الخميني للاعراب عن سخطهم ازاء الاساءة التي تعرض لها مؤسس الجمهورية الاسلامية في احتجاجات "يوم الطالب الجامعي".

وكان وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي اتهم في وقت سابق رفسنجاني بدعم المعارضة.
وقال أمام حشد من رجال الدين الموالين للحكومة في مدينة قم، إن أبناء رجال دين بارزين ورموز مهمة شاركوا في احتجاجات المعارضة وأثروا في آبائهم.

وتابع: "للأسف، واستناداً الى معلومات استخباراتية دقيقة، قوى كثيرة كان من المتوقع ان تدافع عن المرشد الأعلى (علي خامنئي)، انضمت بدل ذلك الى الذين انتفضوا ضد المرشد". وزاد ان "المؤامرات الأخيرة هي مثل جبل جليد عائم في محيط. جزؤها الأضخم موجود تحت الماء، فيما ان الظاهر منه جزء يسير".

وهاجم مصلحي رفسنجاني، قائلاً: "المفجع ان رفسنجاني يعبّر عن الأفكار ذاتها التي ترد في بيانات قادة المعارضة". كما اتهمه بتأييد فكرة تنحي المرشد، اذا خسر تأييد الشعب.

وقال مصلحي: "أولئك الذين هم في أزمة، يعتقدون ان البلد في ازمة. لكن بصفتي مسؤولاً مطلعاً اعلن ان لا أزمة في البلد". وأضاف: "على الذين اعتادوا الاعتقاد بأنهم في الجانب الآمن، ان يدركوا انه لا يمكنهم التضحية بأجهزة الاستخبارات من اجل مصالحهم الخاصة".

الى ذلك، اعتبرت "منظمة العفو الدولية" المدافعة عن حقوق الإنسان ان انتهاكات حقوق الإنسان في إيران هي الأسوأ في السنوات العشرين الماضية.

وتضمن تقرير اصدرته المنظمة مزاعم بالتعذيب والاغتصاب وعمليات قتل. وطالبت المنظمة في تقريرها علي خامنئي بالسماح لخبراء دوليين في حقوق الإنسان بزيارة بلده للمساعدة في إجراء تحقيق حول تلك الانتهاكات.

وأضاف التقرير أن التحقيقات الرسمية حتى الآن "يبدو أنها تهتم بالتستر على الانتهاكات، أكثر من اهتمامها بالوصول إلى الحقيقة".

وكان رفسنجاني دعا من مشهد الى اعادة ثقة الامة بالنظام واطلاق السجناء وتعزيز الحريات، كما ألمح الى ان شرعية "الولي الفقيه" منوطة بقبول الامة له.

وقال: "ان من المحزن للغاية مشاهدة الاخطاء نفسها تتكرر من جانب السلطات التي تصر على ان الاصلاحات قد انتهت، فبعد كل هذه الضغوط لم تنته الحركة". كما تعهد مواصلة حركة الاحتجاجات ضد أحمدي نجاد رغم "القمع المرير المتواصل للمحتجين.


اجمالي القراءات 2961