د. محمد النشائى أستاذ علم الفيزياء: الفقر يقتل الديمقراطية فى مصر.

في الجمعة ٠٦ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

د. محمد النشائى أستاذ علم الفيزياء: الفقر يقتل الديمقراطية فى مصر.. وأؤيد «الديكتاتورية الحميدة»

  حوار   نشوى الحوفى    ٦/ ١١/ ٢٠٠٩
تصوير: أحمد هيمن
النشائى يتحدث إلى «المصرى اليوم»

سيطرت حالة من الشعور بالمرارة والحزن على العالم المصرى الدكتور محمد النشائى، أستاذ علم الفيزياء خلال حوارنا معه، نظرًا للاتهامات التى طالته منذ عودته، وإعلانه عن استخدامات النانوتكنولوجى ومدى قدرتها على النهوض بمصر، فمنهم من قال «عبده مشتاق» عاد ليبحث عن منصب وزارى، وهناك من قال «مدعى علم» يريد منافسة الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل، وتجاوز البعض، وقال إنه معارض سياسى يبحث لنفسه عن مكان فى مصر.

 

 

ليأتى رده على تلك الاتهامات، مؤكدًا أنه لم يسع يومًا ما إلى المناصب، وأن الغرب يعرف قيمته جيدًا، وأنه حصل على تقدير عالمى نظرًا لإنجازاته العلمية، وأنه ليس لديه أى طموح سياسى فى المناصب، ويكفيه أن يكون مستشارًا علميًا للرئيس مبارك ليقدم له حلولاً لمشكلاتنا، وأبدى أسفه للوضع الذى أصبحت عليه مصر الآن، رغم تاريخها العريق، لافتًا إلى أن إيران وإسرائيل والسعودية، أصبحت لها قواعد علمية فى النانوتكنولوجى، وفى الوقت ذاته أبدى ندمه عن إعلانه عن مشروع النانوتكنولوجى بسبب عدم الجدية من المسؤولين، ولعدم توافر رؤية واضحة للبحث العلمى، والتعامل بفكر الموظفين، وقال لا أحب أن أكون صورة يكمل بها البعض الوجاهة العلمية، مؤكدًا أن اللجان العلمية تسيطر عليها الشللية والمنافسة غير الشريفة.

 

 

وقال إذا كنا نبحث عن بقعة ضوء فعلينا أن نعتمد على العلم لبناء مجتمع قادر على قطع الحلقة المفرغة بين الفقر والجهل، مؤكدًا أن النانوتكنولوجى يمكنه أن يمنحنا طفرة اقتصادية لم يشهدها العالم من قبل، لافتًا إلى أن الوقت مازال أمامنا لإصلاح الخلل، فقط نحتاج إلى المزيد من الجهد والعمل والتخطيط.

■ أى الاتهامات التى تفضل البدء فى الرد عليها؟

- بقصة أننى مدعى علم ودخيل على الفيزياء بصفتى أستاذ هندسة إنشائية، الواقع يقول إن الفارق بين الهندسة المدنية والفيزياء النظرية واسع، لكن الحقيقة هى أن العلم قادنى من تخصص إلى آخر، وحققت فيه إنجازات يتجاهلها البعض، رغم اعتراف العالم بها، نعم بدأت من الهندسة المدنية التى درستها فى جامعة هانوفر الألمانية، وعملت مهندسًا وبنيت الكثير من المبانى العملاقة فى مدن عديدة حول العالم، وعندما تجاوزت منتصف الثلاثينيات بقليل، شعرت أننى أعيش حياة سمتها الرئيسية الرفاهية، فقد كسبت أموالاً طائلة من عملى لكننى كنت بحاجة للمزيد من العلم، فقررت دراسة الميكانيكا التطبيقية فى جامعة لندن وحصلت على الدكتوراه فيها، وعندما أتيحت فرصة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعمل فى معامل «لاس آلاموس» بدأ اهتمامى بالعلوم النووية، والقواعد الرياضية والتطبيقات الفيزيائية للنماذج العشوائية.

ليقودنى كل هذا إلى التعمق فى العلوم، وجذبنى للبحث نظريتان تحمل كل منهما معالم وتطبيقات مغايرة للأخرى، الأولى هى نظرية النسبية، التى تتعامل مع الأبعاد الهائلة، والثانية هى نظرية الكم، التى تهتم بالأبعاد فائقة الصغر، ونتيجة لدراستى لهما فى ظل تشجيع أستاذى الحاصل على جائزة نوبل فى الفيزياء «إيليان بروكوجيه»، توصلت إلى نظرية «توحيد القوى» التى عرفتنا إمكانية التعامل مع الفوضى وضبطها وإخضاعها للمعادلات الرياضية وعانيت من توحيد القوى، القوى النووية الضعيفة المسؤولة عن الاندماج النووى والقوى النووية الشديدة المسؤولة عن الانشطار النووى والقوى الكهرومغناطيسية والجاذبية، نعم الكون يسير وفق نظام محدد،

ولكن فى بعض الأحيان يصيب هذا النظام نوع من الثورة، كانوا يعتبرونها فيما مضى نوعاً من الفوضى التى لا يمكن التعامل معها علمياً إلا أننى نجحت فى إثبات عكس ذلك، وهو ما رشحنى لنيل جائزة نوبل من دون الحصول عليها، وهو أمر أحزننى بعض الشىء لكنه لا يزعجنى، وإلا شعر كل علماء الدنيا بالنقص، فأغلبهم لم يحصل على «نوبل» رغم تفوقهم وإسهاماتهم.

■ ألا ترى أن لقب «المرشح لجائزة نوبل» أضر بك؟

- لا أعلم، لكننى لم أمنح نفسى هذا اللقب فهو حقيقة مثبتة، وللأسف الغرب يعرف قيمتى، بينما يهاجمنى أبناء وطنى، وأقولها للجميع إن عدم حصولى على «نوبل» لا يقلل من حجم ما قدمته للعلم من إنجازات، باتت مسجلة باسمى شاء من شاء وأبى من أبى لأن اسمى مسجل فى العديد من المحافل العلمية المحترمة فيما يقرب من ١٠٠ بحث علمى مميز، كما أننى قمت بالتدريس فى العديد من الجامعات الدولية فى بلجيكا وألمانيا ولندن والولايات المتحدة، ولهذا أتعجب من الذين يهاجموننى رغم أن لا أحد فى العالم يمكنه احتكار العلم والتفوق.

■ كنت أول من أعلن مفهوم النانوتكنولوجى فى مصر ولفت الأنظار إليه ألا تتفق معى أن الغموض مازال يحيط بهذا العلم؟

- إلى حد ما، لأننى عندما أعلنت عن هذا العلم، لم أكن أبتدع شيئاً جديداً يجهله العالم، لأن هذا التخصص معروف منذ ما يقرب من ٢٥ عاماً، وباتت له تطبيقاته فى الدول المتقدمة، لكننا فى مصر نحب التهليل ونجيد ثقافة الضجيج دون رؤية محددة أو هدف محدد نسعى إليه، ومع إعلانى عن هذا التخصص العلمى وفوائده التى يمكن أن تفيد مصر ضجت القاعة بالتصفيق، وسارع الجميع بتبنى النانوتكنولوجى، وبسرعة صدر قرار بإنشاء اللجنة القومية للنانو تكنولوجى وأصبحت رئيساً شرفياً لها، من دون أن يكون هناك نظام عمل أو ميزانية أو أى شىء يضمن لها الاستمرارية وتقديم نتائج تحقق الإفادة بالفعل، وكأنه من المفترض أن أسعد بوضعى هذا ويكفينى أن مكتبى يجاور مكتب وزير البحث العلمى، دون أن يكون لوجودى أى مردود علمى أو بحثى، وهنا أوضح أمراً مهماً هو أن عمرى الآن ٦٧ عاماً، أى أننى لم أعد أجرى وراء منصب أو مسمى بعدما حصلت عليه من تقدير عالمى، كما أننى وبحمد الله أمتلك من الثروة ما يمنحنى حياة رغدة، ولكنى لا أحب أن أكون صورة يكمل بها البعض الوجاهة العلمية،

وأقول لا يعلم الكثيرون أن سر اهتمامى بالنانوتكنولوجى جاء من منبع وطنى بحت، فمنذ ما يزيد على ١٢ سنة، وأنا أعمل فى هذا التخصص، وأفيد به العالم المتقدم الذى يبحث كل دقيقة عن الجديد فى العلم، لحل مشكلاته فى جميع التخصصات، وشعرت أن وطنى بحاجة إلى هذا التخصص، للقضاء على معوقات التنمية التى تواجهه، فكان قرار العودة وإعداد مؤتمر لشرح الفكرة، ولكن ها هى السنوات مرت دون اهتمام حقيقى بما أعلنت، رغم أن دولاً مثل إيران وإسرائيل والكويت والسعودية باتت لها قواعد علمية فى هذا المجال، والآن أشعر بالندم لأننى أعلنت عن النانوتكنولوجى وناديت بتبنيه، لأن التعامل معه لم يكن بالجدية الكافية من المسؤولين لدرجة أنهم قزموا معناه وأفقدوه قيمته.

■ أين يكمن الخلل فى اعتقادك؟

- يكمن الخلل فى فكر البحث العلمى فليس لدينا رؤية واضحة لهذا المجال نتعامل معه بفكر الموظفين لا بعقلية العلماء، العالم خرج من عصور الظلام لعصور النهضة وبنى حضارته العلمية الحديثة من خلال الاهتمام الشديد والتقدير اللا محدود للبحث العلمى، فى الولايات المتحدة الأمريكية هيأ الرئيس روزفلت المناخ والتمويل للعلماء الألمان فصنعوا ما صنعوا والسعودية وهى دولة إلى سنوات ليست بالبعيدة، لم تكن تعرف النهضة التكنولوجية واعتمدت علينا فى صناعة تلك النهضة، لديها الآن جامعات ضمن التصنيف العالمى المتقدم لأفضل الجامعات، بينما خرجت جامعاتنا من التصنيف العالمى، وبينما نحن نفرح حينما ندخل فى ذيل القائمة بين الحين والآخر،

وأقولها وأكررها إن فى مصر موارد وإمكانيات مادية ضخمة أهمها الموارد البشرية، التى لا مثيل لها فى العالم، لكونها ممزوجة بكمية ضخمة من الذكاء المبنى على أساس حضارى، ولكن لا أحد يمتلك الرؤية ولا أحد لديه الإرادة نتحدث ونعقد اجتماعات ونشكل اللجان التى تهتم بقيمة ما ستحصل عليه من بدل فقط، رغم أن الحل بسيط جداً ويتلخص فى نظرية مصرية قديمة مفادها أن ما يهبط بنا لأسفل، يقودنا عكسه للأعلى، فلماذا لا نبحث عن عكسه هذا؟

■ هل تؤمن بإمكانية إصلاح هذا الخلل أم أن الوقت صار ضدنا؟

- لم يفت الوقت نحن بحاجة للمزيد من الجهد والعمل والتخطيط، كانت مصر فى الثلاثينيات، رغم القهر والاحتلال فى قمة العالم العربى ثقافياً وفنياً وحضارياً، وليس لدينا سبب منطقى فيما آل إليه حالنا الآن، ففى حياة الأمم الكثير من المراحل التى تحمل سقطات وقفزات، الصين تصنف الآن بصفتها دولة عظمى، ولكن الكثيرين لا يعلمون أنها انهارات ثلاث مرات فى التاريخ لكنها نجحت فى النهوض، فى كل مرة كانت تسقط فيها لتبدأ مسيرتها وبقوة، والسبب يرجع إلى أنها اعتمدت على العلم والإرادة، فقد تنهار الدول والأمم ولكن العلم لا ينهار، ولا يمكن لأحد أن يسرقه منك، إسرائيل دولة بنيت على الظلم ولكن أساسها العلم،

ولذا ستظل الأقوى فى المنطقة، والعربى الذى يعيش فى إسرائيل يعيش فى ظروف أفضل من نظيره فى الدول العربية، لكنه يرفض ظلم الحكومة الإسرائيلية فى حق الفلسطينيين، وإذا كنا نبحث عن أى بقعة ضوء أو أمل، فلابد أن نعتمد على العلم لأنه أساس البناء فى المجتمعاًت، ليس هذا فقط لأن العلم قادر على قطع الحلقة المفرغة بين الفقر والجهل.

■ هل تعتقد أن مجتمعاً يزرع الأرض بمياه المجارى ويشرب من مياه الصرف، يمكن أن يفكر فى العلم والنانوتكنولوجى؟

- لابد للمجتمع من التفكير فى العلم، وعلى سبيل المثال يستطيع النانوتكنولوجى أن يمنحنا طفرة اقتصادية لم يشهدها العالم من قبل، فإذا كنا نتحدث عن الرى بمياه المجارى، فالمشكلة ليست فى الرى بمياه الصرف، ولكن فى عدم استخدام العلم فى تكريرها، وهو ما يسمى تنشيط الحمقى، وفى الطب أيضاً ليست المشكلة فى كثرة الأمراض وأعداد المرضى، ولكن فى التقنيات العلمية التى نتبعها مع تلك الأمراض، على سبيل المثال يمكن عن طريق النانوتكنولوجى إنتاج غواصة صغيرة تدخل الجسد وتعالج الخلل، ثم تتحلل فى الجسم وتخرج منه مع الفضلات، هل تعلمون أن أوروبا تستخدم النانوتكنولوجى فى زيادة رفاهية البشر مثل إنتاج الزجاج الطارد للغبار، أو القماش المقاوم للبلل عبر تكديس جزيئات المادة فى الزجاج أو القماش بشكل ضخم، فالعلم ليس رفاهية كما يردد البعض، وليس صعب المنال كما يدعى آخرون، ولكنه ضرورة حتمية لمن يريد الحياة بكرامة فى هذا العالم.

■ هل من الممكن استخدام النانوتكنولوجى فى تكديس جزيئات العقلية والشخصية المصرية لإعادة صياغتها وعلاجها من عيوبها؟

- لا إرادة ولا كرامة لمن لا يملك قوت يومه، والفقر فى مصر يفسد أى نظرية ديمقراطية يمكن الحديث عنها، كيف تطلبين من مواطن لا يجد قوت يومه أو علاج أبنائه، أن تكون لديه إرادة وكرامة، فعلى بن أبى طالب كان على استعداد لدخول محكمة الجنايات فى الفقر، فما بالك بالمواطن الكادح المطحون! لذا فإعادة صياغة جزيئات الشخصية المصرية لابد أن تبدأ بطفرة قوية للنهوض بالوضع الاقتصادى فى مصر، فنمنح الجميع الشعور بالتساوى الذى يدعم الإحساس بالعدالة، ليس بنفس منطق النظرية الاشتراكية، لكن بمنطق حرية الملكية والفكر، من الممكن على سبيل المثال الاعتماد على عدد كبير من المصانع الصغيرة، التى لا يزيد عدد العاملين فيها على ٥٠ فرداً، بشرط أن يشعر كل فرد فى كل مصنع بأنه يمتلك «رأسمال»،

وأنه جزء مهم من دورة العمل، وجزء من العملية الإبداعية ومؤثر فيها، يجب أن يشعر كل المصريين بأنهم شركاء فى المكسب والخسارة، ليس فى الخسارة فقط، وأضرب مثلاً بمصانع «فورد» للسيارات التى أسسها هنرى فورد فى مطلع القرن الماضى، الذى جعل كل عامل فى المصنع مسؤولاً عن تركيب أو إنتاج جزء محدد فى السيارة، فخلق حالة من الجودة والتخصص الدقيق، لكنه قتل روح الإنسان فى الإبداع، بعدها جاء السويديون فى الستينيات وصنعوا السيارة «فولفو» واعتمدوا على الإبداع والابتكار، مما يعنى أنه لا تضارب بين القمة والقاعدة، الجميع ينتج ويشارك ويبدع.

■ هل يمكن تطبيق النانوتكنولوجى فى عملية الإصلاح السياسى والإسراع بالديمقراطية؟

- بالطبع، ولكن دعونى أقل إننى، وعلى عكس المتوقع منى، وأنا عاشق الفكر الليبرالى الحر، أجدنى الآن مؤيداً للديكتاتورية الحميدة، والسبب هو واقعنا الحالى الملىء بالمعوقات القاتلة لأى تجربة ديمقراطية، بما فيها من زيادة فى أعداد العاطلين والجهل والأمية واقتصاد متذبذب، وأتساءل: هل نستطيع أن نطبق الديمقراطية وإقناع كل المواطنين بما تتخذه الدولة من قرارات؟ بالطبع لا، ولذا يكفينا شخص قائد متعلم ومتنور يستطيع اتخاذ القرار، ولدينا فى الصين الشعبية مثل، فقد أصبحت واحداً من أهم اقتصادات العالم تحت الحكم الديكتاتورى، ليس المهم نظام الحكم، المهم إشراك الناس فى الدورة الاقتصادية والعلمية والإدارية للدولة، وامتلاك الهدف والإرادة لتحقيقه، من حقنا كمصريين أن نشعر بأننا شعب مميز، لأننا فعلاً شعب مميز،

وأتساءل: لماذا لا نفعل كما فعل محمد على؟ كان ديكتاتوراً، ولكن كان لديه الفكر والرؤية والإرادة لتنفيذ ما سعى له.

■ هل الإحساس بالتميز وحده يصلح لإحداث التطور؟

- بالطبع لا، فنحن نردد مصطلحات العلم دون إدراك لمعناه، نكرر اسم النانوتكنولوجى دون فهم حقيقى لمضمونه، بات كل من هب ودب يتحدث فى النانوتكنولوجى، ونشعر بأن هذا قمة الإنجاز، ولكن ليس هكذا يدار البحث العلمى.

■ نعود لبعض الاتهامات التى وجهت إليك.. لماذا قبلت منصب رئيس اللجنة القومية للنانوتكنولوجى إن لم يكن يرضيك؟

- لم أقبل به، بل كنت أول من طالب بجهة متخصصة للنانوتكنولوجى، ولكن اكتشفت أن كل شىء انتهى إلى لا شىء، قلت لهم إن مسيرة العلم فى مصر غير صحيحة، فغضبوا منى لأننى كثير الانتقاد للوضع العلمى، وأنا أؤمن بأن العلم أرستقراطى، يعطى من يؤمن به ويسعى إليه، فهو ليس عشوائياً ولا فوضوياً، وقد تفرغنا منذ سنوات لإنشاء اللجان فى كل التخصصات، الأرصاد والكيمياء والفيزياء والتعليم حتى البحث العلمى ذاته صنعوا له لجاناً، ولكن دون أى صلاحيات أو ميزانيات أو فعاليات حقيقية، هذا غير طبيعة إدارة الأمور داخل تلك اللجان والإدارات التى تحكمها المنافسة غير الشريفة، ويسيطر عليها مبدأ الشللية لا مبدأ التميز، فى الوقت الذى يسبقنا فيه العالم بسنوات.

■ ألهذا أعلنت موافقتك على الانضمام إلى دعوة دكتورة نوال السعداوى إلى إقامة دولة مدنية؟

- لم يحدث، فلا أحد عرض علىّ الانضمام، ولا أنا وافقت على الفكرة، ليس رفضاً لها، لكننى مؤمن بحرية الفكر والعقيدة، مع احترام ثوابت الدين أياً كانت هويته، الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية، نحن بحاجة لدولة تحترم المواطن وحقوقه وتؤكد على واجباته فى الوقت ذاته.

■ بصراحة.. هل أنت «عبده مشتاق» تنتظر منصباً رسمياً فى الدولة؟

- أولاً لم أسمع هذا التعبير إلا فى مصر، ففى الخارج لا يعيب الإنسان أنه يسعى لتولى منصب، طالما يمتلك المؤهلات اللازمة له، فما المشكلة فى أن أحلم بمنصب وزير!

ورغم كل هذا فأنا لست «عبده مشتاق» تجاوزت الستين من عمرى، فأى مستقبل سياسى أبدؤه الآن؟ ولكن دعونى أقل الحقيقة، أنا أعشق هذا البلد وأتمنى أن أعمل مستشاراً علمياً للرئيس مبارك، فتنحصر مهامى فى وضع حلول لما يواجهه البلد من مشكلات.

 

اجمالي القراءات 3387