رئيس مجلس الشعب يتهم واشنطن بالحماقة ويصف بوش بنيرون الجديد

في الخميس ١١ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

شن الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، هجومًا حادًا على الإدارة الأمريكية، هو الأعنف من نوعه الذي يوجهه الرجل الثاني في هرم القيادة المصرية إلى الولايات المتحدة الحليف الأكبر لبلاده، في الوقت الذي أشاد فيه بصورة غير مسبوقة بجمهورية إيران الإسلامية.
أكد سرور خلال لقائه أمس رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد على هامش اجتماع اتحاد البرلمان الدولي في جنيف أن إيران تقف مرفوعة الرأس في القضية النووية؛ وهو الأمر الذي أثار انزعاج الولايات المتحدة.
وأضاف أن مصر بوصفها دولة إسلامية تقف إلى جانب إيران وتعلن معارضتها لأي تهديد أو اعتداء عليها، وهو ما سبق أن أشار إليه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في تصريحات أكد فيها رفض مصر شن هجوم محتمل على إيران.
وقال سرور: "إننا نشهد حاليًا عهد الحماقة السياسية الأمريكية"، مشددًا على ضرورة أن تتحد الدول الإسلامية وتتضامن وتنسق فيما بينها لمواجهة هذه الحماقة، وأنه لابد من الحوار والتفاهم بين الدول الإسلامي والابتعاد عن الخلافات والفرقة حتى لا يتحول بوش إلى نيرون آخر، في إشارة إلى خامس وآخر الأباطرة الرومانيين والذي كانت أشهر جرائمه حريق روما الشهير سنة 64م.
وانتقد سرور تدخل الدول الكبرى في الشئون الداخلية لإيران، مشيرًا إلى أنها حرضت من قبل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على مهاجمة إيران (حيث دارت حرب بين البلدين ما بين عامي 1980م و1988م)، ثم انقلبوا عليه ولقي هذا "الخائن" مصيره المحتم على يد الذين حرضوه، حسب تعبيره.
ووصف سرور الجمهورية الإسلامية في إيران بالدولة القوية، وقال إن هذه القوة لصالح المسلمين والمنطقة واعتبر سرور ان مخطط العراق موجه في الأساس ضد إيران.
من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران غلام علي حداد أهمية التعاون بين مصر وإيران، مشيرا إلى أن البلدين بوصفهما الجناحين الشرقي والغربي للعالم الإسلامي يمكن أن يساهما في نهضة المسلمين وأن يبلغا القمة.
وأعرب حداد عن أمله في أن تكون زيارة مساعد وزير خارجية إيران الأخيرة إلى القاهرة قد ساهمت في زيادة التقارب والتعاون بين البلدين لأن هذا سينعكس على وحدة المسلمين.
وقال حداد إن الخطر الأمريكي يتهدد جميع أرجاء العالم الإسلامي، متهمًا إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنها تحاول حاليا القيام بنفس المخطط الذي نفذته بريطانيا في بداية القرن الماضي عقب الحرب العالمية الأولى في تقسيم وتفتيت الشرق الأوسط.
لكن حداد وفي ختام حديثه مع سرور أكد أن الولايات المتحدة لن تستطيع تنفيذ مخططها لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وتقسيمه من جديد، لأن الظروف تغيرت عما كانت عليه المنطقة في بداية القرن الماضي، ولأن الصحوة تمتد الآن في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وكان الدكتور سرور قد ألقى كلمة أمس بمناسبة الذكرى العاشرة للإعلان العالمي بشأن الديمقراطية أمام الجمعية 117 للاتحاد البرلماني الدولي حذر فيها من أن الديمقراطية في خطر نتيجة أسباب عديدة، يأتي في مقدمتها: استمرار النزاعات الإقليمية المتعددة، فضلاً عجز نظام الأمن الجماعي الدولي عن تسويتها، هذا إلى جانب ما تحتاجه المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية من دعم لبنيتها لتقوية قدرات أفراد الشعب لممارسة الحرية وحتى تتوافر لديهم القدرة على القيادة والمساءلة.
وقال سرور إن هناك عقبات تعترض مسيرة الديمقراطية نتيجة فقد الدول الديمقراطية في العالم الغربي مصداقيتها على المستوى العالمي بعد اعتقادها أن الديمقراطية تتوقف على المجتمع الوطني داخل حدود الدولة ولا تمتد إلى علاقات الدول فيما بينها.
وحث الاتحاد البرلماني الدولي على تذليل تلك العقبات على المستويين الوطني والدولي من خلال نظام المراجعة الدولية العالمية الشاملة في مجال حقوق الإنسان، وإنشاء صندوق تمويلي تطوعي لمساعدة الدول النامية على تنفيذ توصيات نظام المراجعة الدولية، خاصة وأن الإعلان العالمي للديمقراطية قد أسهم في تطوير صورة ومكانة الديمقراطية من اختراع غربي إلى كونها مبدءا عالميا وتراثا إنسانيا مشتركا، بوصفها مبدءا وهدفا يقوم على القيم المشتركة للشعوب في المجتمع الدولي بأسره، بغض النظر عن الفروض والاختلافات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

اجمالي القراءات 6320