فرنسا.. وقفة من أجل "مروة" ومواجهات من أجل "محمد"

في الجمعة ١٠ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

فرنسا.. وقفة من أجل "مروة" ومواجهات من أجل "محمد"

هادي يحمد

 
 
باريس – فيما تشهد ضاحية "فيرمني" الفرنسية مواجهات ساخنة لليوم الرابع على التوالي بين الشرطة وشباب من أصول عربية بسبب وفاة الشاب "محمد بن مونة" في ظروف غامضة بأحد أقسام الشرطة، يشارك العشرات من مسلمي فرنسا في وقفة أمام سفارة ألمانيا بباريس اليوم احتجاجا على مقتل المصرية "مروة الشربيني" في إحدى محاكم ألمانيا طعنا بالسكين بسبب حجابها.

وفي تصريح خاص لإسلام أون لاين قال سامي دباح الناطق الرسمي باسم "الائتلاف ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا" الذي ينظم الوقفة الاحتجاجية: "إننا بتلك الوقفة نوصل رسالتين إلى السلطات الألمانية؛ الأولى هي عدم رضانا عن كيفية تعامل الحكومة والإعلام الألماني مع هذه الجريمة البشعة التي تحمل أبعادا إسلاموفوبية وعنصرية واضحة".

أما الرسالة الثانية -بحسب دباح- فهي: "الدعوة لاتخاذ إجراءات واضحة لحماية المحجبات ومسلمي ألمانيا بشكل واضح حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم التي تمس بصورة ألمانيا، واعتبار المسلمين الألمان جزءا من المجتمع يجب حمايتهم، وضمان أمنهم مثل بقية المواطنين الألمان".

ط:

ويسبق الوقفة الاحتجاجية التي شارك في تنظيمها كل من: "اتحاد المنظمات المسلمة بالمنطقة 93 شمال باريس"، و"ائتلاف مسلمي فرنسا" لقاء بين وفد من "الائتلاف ضد الإسلاموفوبيا" والسفير الألماني.

وكانت مروة (32 عاما) قد اغتيلت وهي حبلى في شهرها الثالث في إحدى الحاكم الألمانية يوم 1 يوليو الجاري بـ "18" طعنة وجهها إليها شاب ألماني من أصول روسية بسبب حجابها أمام طفلها (4 سنوات) وزوجها الذي حاول الدفاع عنها فأصابه القاتل بطعنة، كما أطلقت عليه الشرطة الرصاص ظنا منها أنه الجاني، بحسب رواية الشرطة الألمانية.

وعقب ذلك اندلعت الاحتجاجات في ألمانيا ومصر بسبب هذه الحادثة التي اعتبرها "الائتلاف ضد الإسلاموفوبيا" "أول عملية اغتيال" لمسلمة في أوروبا بسبب حجابها، وقال الائتلاف في بيان: إن الأمر "مؤشر خطير على تنامي الإسلاموفوبيا بأوروبا".

من قتل محمدًا؟

وفي سياق مواز للاحتجاجات على مقتل مروة، ولليوم الرابع على التوالي تدور مواجهات بين شباب مسلمين من أصول عربية في ضاحية "فيرمني" جنوب مدينة "سانت تيتيان" بوسط فرنسا وبين الشرطة بسبب موت الشاب "محمد بن مونة" (21 سنة) في أحد مخافر الشرطة التابعة للمدينة.

ورغم تصريحات وزير الداخلية الجديد "بريس هورتفي" اليوم 10-7-2009 أن سبب وفاة الشاب الفرنسي من أصول تونسية هو "شنقه لنفسه"، وأن "التحريات الأولية أثبتت أنه لا توجد أي آثار عنف على جسد الضحية وكذا التشريح الطبي"، فإن عائلة الضحية تصر على أن ابنها "مات في ظروف غامضة".

ورفعت العائلة دعوى قضائية مؤكدة على "غموض الملابسات المحيطة بالحادث"؛ نظرا لأن ابنها "أوقف بسبب ارتكابه لمخالفة بسيطة لا تستدعي أن يقتل نفسه من أجلها، وشكك المقربون من الضحية برواية الشرطة، واعتبروا أن قصة شنق بن مونة جاءت من أجل "التغطية على ما تعرض له من تجاوزات، وربما ضرب أفضى إلى موته".

ونقل بن مونة إلى إحدى مستشفيات مدينة "سانت تيتيان" في حالة موت سريري الإثنين 6 يوليو 2009، وفارق الحياة الأربعاء 8 يوليو؛ حيث فجر الإعلان عن موته أعمال شغب بين الشرطة وشباب المنطقة الذين قاموا بإشعال النار في العديد من السيارات والمحلات العمومية، فيما جندت وزارة الداخلية حوالي 150 شرطيا وطائرة مروحية للسيطرة على الوضع.

وتتعرض الشرطة الفرنسية إلى انتقادات كثيرة بسبب "تجاوزاتها الأمنية وخاصة مع أبناء المهاجرين في الضواحي الفرنسية"؛ حيث سبق أن اندلعت أحداث شغب عمت كامل أنحاء فرنسا سنة 2005 بسبب موت شابين مسلمين صعقا بالكهرباء في إحدى ضواحي باريس نتيجة مطاردة الشرطة لهما.

اجمالي القراءات 2780