"قصصها".. وثائقي يرصد كفاح المرأة السورية خلال الثورة والحرب ويفوز بجائزة عالمية

في الأربعاء ١٠ - نوفمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

فاز الفيلم السوري "قصصها" بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، ضمن مهرجان تورونتو نوليود السينمائي الدولي المقام في كندا، وأعرب القائمون عليه عن سعادتهم بوصول الرسالة من العمل عن دور المرأة السورية وحضورها.

وفيلم "قصصها" للمخرج السوري الشاب عبد القادر حبق، وإنتاج "حبق فيلم" ومنظمة "هنريش بل"، ويسرد الفيلم قصص 3 شابات سوريات، هن الممرضة ملكة حربلية والناشطتان الحقوقيتان فاطمة الحميد ووئام غباش، ويتحدث كيف غيرت الثورة السورية حياتهن وأثرت في تحول مسارهن، ويرصد ثباتهن خلال الحرب والاستجابة لتحقيق ذواتهن.
قصص البطلات
ولكل من بطلات الفيلم قصة تروى ضمن جغرافية سوريا المختلفة، فملكة من حلب وعملت ممرضة ضمن مستشفيات المدينة منذ 2007، وعند بدء الثورة في سوريا وتصاعد الصراع المسلح واجهت الممرضة مخاطر الموت من قصف النظام السوري واستهدافه المباشر للمستشفيات والمراكز الطبية في مناطق سيطرة المعارضة.

وكانت ملكة شاهدة على قصف النظام مستشفى يحتضن أطفالا حديثي الولادة، وظهرت حينئذ في تسجيل مصور عام 2016 وهي تبكي بحرقة في اللحظات الأولى التالية للقصف وسط الدمار والغبار الناجم عنه، بعد نجاة الأطفال من الموت.

وتعرضت ملكة خلال مسيرتها المهنية للإصابة 5 مرات، لكن ذلك لم يثنها عن الاستمرار في عملها الإنساني في خدمة المرضى. وتقديرا لجهودها وتضحياتها نالت ملكة عام 2018 جائزة أفضل ممرضة ذات تأثير إنساني من قبل هيئة الأمم المتحدة.

أما فاطمة الحميد فهي من إدلب وتحمل إجازة في اللغة العربية، وإلى جانب عملها في التدريس نشطت فاطمة في الدفاع عن حقوق المرأة السورية وانضمت إلى منظمات حقوقية عدة في عمل تطوعي، للحصول على تدريبات في مجال مناهضة العنف ضد المرأة.

ومن أبرز المحطات الفاصلة في حياة فاطمة مقتل زوجها في قصف للنظام السوري على ريف إدلب، وتحملها مسؤولية كبرى في العناية بأسرتها والاستمرار بالعمل الحقوقي والإنساني لمناصرة المرأة السورية التي تتعرض للتهميش.

أما الشخصية الثالثة فهي وئام غباش، وقد أجبرتها ظروف الحرب على اللجوء إلى لبنان لمواجهة ظروف شديدة القسوة، لكنها استطاعت أن تثبت نفسها وتعمل ناشطة لمساندة السوريات في لبنان اللاتي يعانين من التضييق وسوء الظروف المحيطة.

ثقة ورسالة
وعن فكرة الفيلم قال المخرج عبد القادر حبق للجزيرة نت، إنها كانت موجودة لديه وصديقه المصور الصحفي ميلاد شهابي منذ عام 2014، وكانت تتمحور حول توثيق قصة الممرضة ملكة في حلب، لكن ظروف الحصار التي فرضت على المدنيين في حلب أجّلت الفكرة.

وكان اختيار بطلات فيلم "قصصها" -وفق حبق- جاء كون الشخصيات معروفة للمخرج والمصورين منذ مدة طويلة في سوريا، وتشكلت حالة من الثقة خلال العمل في التصوير، مما أسهم في نجاح وصول رسالة بطلات الفيلم.

ويرى حبق أن الفكرة الأساسية من العمل هي تسليط الضوء على المرأة السورية وكيف استطاعت تطوير نفسها خلال الثورة، بعد حصولها على المساحة والفرص الجديدة، معتبرا أن معظم الأفلام تركز على معاناة المرأة السورية، ولم ترصد الجوانب المضيئة في حياتها.




وعن ظروف العمل والتصوير، أشار المصور الصحفي ميلاد الشهابي إلى أن تصوير الفيلم استغرق وقتا من عام 2015 حتى نهاية 2019، وكان التصوير في 3 دول هي سوريا، ولبنان، وهولندا.

ويجمل شهابي الصعوبات التي واجهت الفيلم في التصوير والعمل في ظل القصف وحصار مدينة حلب من قبل النظام السوري، لكن الفريق تجاوز هذه العقبات ووصل إلى المهرجانات الدولية.

يذكر أن فيلم "قصصها" شارك في العديد من المهرجانات الدولية ضمن 14 مشاركة، ورشح لـ5 جوائز دولية، وحصل على جائزة مهرجان "كان" بفرنسا في سبتمبر/أيلول الماضي، فضلا عن الجائزة الأخيرة قبل أيام في مهرجان تورونتو نوليود السينمائي الدولي المقام في كندا.
اجمالي القراءات 279