إعادة الاعتبار لنيرون بعد ألفي عام.. بحث جديد يكشف رواية بديلة لحريق روما الكبير

في الخميس ١٢ - نوفمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

هل حان الوقت بعد ألفي عام على حريق روما أن تُراجع الرواية التاريخية السائدة منذ زمن طويل عن الإمبراطور الروماني نيرون.

في هذا التقرير، تقول صحيفة "تايمز" البريطانية إن بحثا جديدا خلُص إلى أن الكثير مما قيل عن حريق روما لم يكن صحيحا، وإن نيرون كان ضحية للخداع والمكائد والتشويه.

حريق روما الكبير

تقول الصحيفة إن نيرون عُرف منذ القِدم بسمعته السيئة وقساوته ونرجسيته، وكان يُنظر إليه باعتباره مثالا للفساد والطغيان والسادية.

وتُعتبر الحادثة الأشهر فترة حكم نيرون (54 إلى 68 ميلادي) حريق روما الكبير صيف عام 64. وقد أشارت العديد من الروايات التاريخية إلى أن الإمبراطور الروماني استمتع بمشاهدة الحريق، وربّما كان هو نفسه من أضرمه.

وادّعى المؤرخ الروماني سويتونيوس، المولود عام 69 ميلادي، أن نيرون كان يعزف على أوتار قيثارته ويغني وهو يشاهد عاصمته تحترق. واتهم المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون (1737-1794م) -في كتابه "اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها"- نيرون بإشعال الحريق الذي يُعتقد منذ فترة طويلة أنه دمر ثلثي مدينة روما، وأن 4 فقط من مقاطعات روما الـ 14 قد نجت منه.

وكان الحريق قد اندلع بدءًا من سيرك مكسيموس، قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة لفترة وينشب بالمحلات التجارية المجاورة، ووفقاً لمصادر تاريخية كان نيرون بعيداً عن روما عندما اندلعت النار وعاد للمدينة وأصدر قرارات بإيواء اللاجئين بالحدائق والمباني العامة قبل أن يعيد بناء أحياء محترقة ويشيد قصره الجديد.

رواية بديلة

يرى عالم الآثار والمؤرخ الإنجليزي أنتوني باريت -في بحث جديد حول حريق روما الكبير- أن الحقائق تم تزييفها بشكل متعمد، وأن الحريق لم يكن هائلا كما قيل.

يؤكد باريت أن النيران التهمت حوالي 15% فقط من مدينة روما، كما أن الحريق لم يدمّر فقط الأحياء الفقيرة -مثلما يفترض المؤرخون منذ فترة طويلة- بل دمّر منازل الطبقة الأرستقراطية أيضا.

ويضيف الباحث الإنجليزي أن نيرون فرض آنذاك ضرائب كبيرة على النخبة لمواجهة الظرف الطارئ، وشرع في إعادة إعمار المدينة.

وفي غضون 3 أعوام من اندلاع الحريق، أجمعت النخبة على طرده من السلطة، وبدأت تكتب التاريخ وفق رؤيتها، وهو ما جعل نيرون طيلة ألفي عام ضحية للتشويه وتزييف الحقائق.

اجمالي القراءات 934