إرهاب أم تعدين؟ السلطات السودانية تضبط كمية متفجرات ضخمة تكفي لنسف الخرطوم

في الأربعاء ١٦ - سبتمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

شددت النيابة العامة السودانية على ربط متفجرات تم ضبطها اليوم الأربعاء بأنشطة إرهابية، مستدلة بحزمة أسانيد أهمها ضخامة هذه المتفجرات وقوتها وصلة بعض العناصر المتورطة بخلايا وعمليات إرهابية سابقة؛ لكن البعض يعتقد أنها كانت مخصصة لأنشطة التعدين فقط.

وطبقا لوكيل النيابة أحمد سليمان الذي كان ضمن الفريق الذي أشرف على الضبطية، فإن الكمية المضبوطة تصل إلى 850 عبوة من مادة الديناميت.

ويقول سليمان للجزيرة نت إن كل سنتيمتر من هذه المتفجرات كافٍ لتفجير 7 كيلومترات مربعة، بينما تستخدم المتفجرات قانونا في شق الطرق، وقد تستخدم كميات صغيرة منها لتفتيت صخرة تعوق عملية التعدين.

واعتبر سليمان أن الحديث عن أن الضبطية على صلة بأعمال التنقيب هو محاولة للتشكيك من قبل أنصار النظام السابق، وقال إن ثمة معلومات ستتكشف بعد التحقيق مع المتورطين، وستثبت علاقة المتفجرات بأنشطة إرهابية.

النيابة العامة تقول إنها ضبطت 850 عبوة من مادة الديناميت (الجزيرة)

نشاط إرهابي

وأفاد وكيل النيابة بأن ثمة علاقة بين الضبطية التي أعلنها النائب العام وبين محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أسفل جسر كوبر من ناحية الخرطوم بحري في فبراير/شباط الفائت.

وأضاف أن العناصر التي تم توقيفها على صلة بخلايا إرهابية جرى توقيفها في كل من حي أركويت بالخرطوم وضاحية شرق النيل، في أوقات سابقة.

وإثر انفجار عارض في شقة بحي أركويت في فبراير/شباط 2017، تمكنت الشرطة من ضبط خلية تنشط في تصنيع المتفجرات، أفرادها من جنسيات عربية، ويقودها مصري أصيب في الانفجار.

وفي فبراير/شباط الماضي، أوقفت المباحث خلية من 7 مصريين في ضاحية شرق النيل شرقي الخرطوم، وقالت الشرطة حينها إنها تلاحق متهمين آخرين مطلوبين ومنتمين للخلية.

وبحسب اعترافات خلية شرق النيل، فإنهم دخلوا السودان عامي 2014 و2015 بعد فض اعتصام رابعة، بينما نأت السلطات عن كشف هوية وجنسيات خلية شقة أركويت عام 2017.

جانب من المواد المتفجرة التي عرضتها السلطات (الجزيرة نت)

نشاط تعديني

من جهة أخرى، أكد مصدر أمني للجزيرة نت أن المضبوطات والمتهمين الذين أعلن عنهم اليوم على صلة بأنشطة التعدين عن الذهب، وليست لهم علاقة بأي نشاط إرهابي.وينتشر التعدين الأهلي عن الذهب في عشرات المواقع في غالب ولايات السودان الـ18، حيث ينشط الآلاف في عمليات التنقيب.

وقال والي البحر الأحمر عبد الله شنقراي -للجزيرة نت في وقت سابق- إن عمليات دهم نفذتها السلطات الأمنية في أغسطس/آب الماضي إثر مواجهات قبلية دامية بين البني عامر والنوبة في بورتسودان، أسفرت عن ضبط متفجرات تستخدم في التعدين لدى أطراف الصراع.

وقالت السلطات السودانية اليوم إنها ضبطت متفجرات شديدة الخطورة بحوزة 41 متهما، كانت تكفي لنسف العاصمة السودانية، وهي تهدد أمن البلاد ودول مجاورة.

وأوضحت أن متابعة دقيقة من الاستخبارات منذ الشهر الماضي قادت لضبط المتهمين، ورجحت أن تكون بعض المواد المتفجرة قد تم تسريبها من جهات رسمية.

وتقول السلطات السودانية إن الاتجار بالمتفجرات الذي يتعامل به العاملون في التعدين، يشكل أرضية خصبة لأي جماعات ذات أهداف إرهابية.

اجمالي القراءات 342