فيديو| بناة الأهرامات فضائيون أم مصريون قدماء؟.. ملياردير أمريكي يثير الجدل

في السبت ٠١ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

ثيرت حالة من الجدل خلال الساعات الماضية، حول أهرامات الجيزة، بسبب تغريدة نشرها رجل الأعمال الامريكي أيلون ماسك، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، زعم فيها أن كائنات فضائية هي من بنت أهرامات الجيزة وأن الملك رمسيس الثاني كان إحدى هذه الكائنات.

 

أيلون ماسك هو رجل أعمال كندي، حاصل على الجنسية الأمريكية ولد في جنوب أفريقيا، وهو مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، والمصمم الأول فيها، المؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذي والمهندس المنتج فيها. كما شارك بتأسيس شركة التداول النقدي الشهيرة باي بال، ورئيس مجلس إدارة شركه سولار سيتي.

 

اختارته مجلة فوربس في ديسمبر 2016، ليكون في المرتبة 21 في قائمة أكثر الرجال نفوذا في العالم، وبحلول فبراير 2018، قدرت صافي ثروته بما يقارب 20.8 مليار دولار أمريكي ليدخل بذلك قائمة أغنى رجال العالم حاصلاً على المركز الثالث والخمسين (53).

 

بدروه رد الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصرية، على تغريدة أيلون ماسك، عبر بيان اليوم السبت قائلا: "يبدو أن أموال هذا الملياردير لم تجعله مشهورا، لذلك بدأ في الاعلان أن الأهرامات بناها قوم جاءوا من الفضاء، وأن الملك رمسيس الثاني أيضا من الفضاء (...) وهذا كلام ليس له أي دليل علمي".

 

وأضاف حواس أن "الأدلة الأثرية والتاريخية واللغوية تثبت أن بناه الأهرامات هم المصريون، وأن الملك رمسيس الثاني شرقاوي من الدلتا، وعائلته عاشت في "بر رعمسو" بقنطير الحالية وحكموا مصر في هذه الفترة، وأن هناك أدلة لغوية مكتوبة داخل مقابر الموظفين والنبلاء تشير إلي خوفو وهرمه، وأن الهرم هو رمز لإله الشمس، وأنه جزء من الأهرامات المصرية التي بنيت منذ الأسرة الثالثة حتي بداية الأسرة 18".

 

وأوضح أن مقابر العمال بناة الأهرام تثبت للعالم أجمع أن الهرم كان المشروع القومي لمصر، وأن بناة الأهرامات عملوا في بناء الهرم لمدة 32 عاما، وكُشف مؤخرا عن بردية وادي الجرف التي يحدثنا فيها رئيس العمال "مرر" عن بناء الهرم وقطع الأحجار من طره، وأعلن أن اسم هرم خوفو هو "أخت خوفو" بمعني أفق خوفو، ومنطقة الهرم كانت تعرف باسم "عنخ خوفو" بمعني خوفو يعيش.

 

وتابع حواس: "أرجو من هذا الملياردير أن يثقف نفسه ويقرأ ما كُتب عن الفراعنة وعن الهرم حتي يعرف أن الأهرامات ليس لها صلة بالفضاء وأن بناة الأهرامات هم المصريين وأن الملك رمسيس الثاني هو مصري شرقاوي".

 

 

 

بدوها دعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الملياردير الأمريكي  لزيارة مصر والتعرف على تاريخ بناء الأهرامات، وقالت المشاط في تغريدة عبر حسابها على "تويتر"، اليوم السبت،: "أتابع كل أعمالك بشغف كبير. أدعوك أنت وشركتك سبيس أكس إلى اكتشاف المزيد من الكتابات عن كيف تم بناء الأهرامات المصرية، وكذلك المقابر الفرعونية. نحن في انتظارك".

 

وبعد ساعات من نشر التغريدة المثيرة للجدل، تراجع الملياردير إيلون موسك، مؤسس شركة "سبيس إكس" لتقنيات استكشاف الفضاء، عن رأيه وعاد بعد نحو 20 ساعة من نشر تغريدة الأولى المثيرة للجدل، لينشر رابطا من موقع "ويكيبيديا"، مقتبسا منه أن الأهرامات كانت أعلى مبنى شيده البشر لمدة 3800 عام.

 

وبعد ذلك بـ7 ساعات أخرى ومع استمرار الجدل حول تغريدته الأولى، نشر موسك رابطا آخر لتقرير من موقع BBC، بعنوان "الحياة الخاصة لبناة الأهرامات"، وقال موسك إن هذا التقرير يقدم ملخصا معقولا عن كيف تم بناء الأهرامات.

 

جدير بالذكر أن الأهرامات تقع على هضبة الجيزة في محافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث بنيت قبل حوالي 25 قرنا قبل الميلاد، ما بين 2480 و2550 ق. م وهي تشمل ثلاثة أهرام هي خوفو، خفرع ومنكاورع.

 

 

 

 

ويعتبر بناء الأهرامات لغز حير البشرية لعقود طويلة، فبعض التفسيرات كانت أقرب للمنطق، والبعض الآخر كانت خيالية، ورغم اختلاف التفسيرات إلا أن العلماء اجتمعوا على حقيقة أن بناء الأهرامات لم يكن الغرض منه أن تصبح مجرد مقابر لفراعنة مصر، وأن ثمة أهداف أخرى كانت وراء هذا البناء الأسطوري.

 

البعض اعتقد أن القدماء المصريين قاموا ببناء الأهرامات، لأجل تخزين الحنظة، بينما رى المؤرخ الفرنسي إم فيالين دي بيرسيني، أن الأهرامات بنيت لتعمل كحواجز حمائية، أو مصدات للرياح والأعاصير الرملية، فيما ذهب أحد أحد فلاسفة السويد خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر، إلى  تفسير بناء الأهرامات باعتبارها مصافي يخزن فيها الطمي المختلط  بمياه  نهر النيل، وتزعم إسرائيل أن أجدادهم هم بناة الأهرامات.

 

وقال روبرت بوفال، مهندس بلجيكي مهتم بدراسة الآثار المصرية، إن الأهرامات شيدت بحيث تصبح موقعًا لصعود الروح إلى عالم الخلود في المجموعة السماوية، فيما أشار جوزيف فرانكلين رذرفورد في عام 1928، إلى أن أهرامات الجيزة بنتها الأرواح الشريرة، وذهب فريق آخر إلى أن بناء الأهرامات كان بغرض أن تصبح حصنًا أمينًا لتخزين العلوم والمعارف فى فترة الفيضانات، وذهب بعض المؤرخين إلى اعتبارها بمنزلة خزانة لعلوم الطب والسحر، والتعويذات، وكما ذهب آخرون إلى أنها إشارة على نهاية العالم.

اجمالي القراءات 839