بلومبرج: ديكتاتور ترامب المفضل لن يجد من ينقذه في أمريكا

في الأربعاء ٢٤ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية أن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" أو "الديكتاتور المفضل" لـ"دونالد ترامب" لم يعد يراهن على الولايات المتحدة لمساعدته في الخروج من ورطته.

وقالت في تقرير لها إن "السيسي" كان يتمتع قبل 12 شهرا بأفضل عام في حكمه، فالجنرال الذي تحول إلى السياسة كان يقود اقتصادا استعاد عافيته وأصبح "وعاء العسل" للمستثمرين في الاقتصاديات الصاعدة. وسمح استفتاء رئاسي له بالبقاء في الحكم حتى عام 2030 مما جعل منصبه السياسي غير قابل للاختراق، كما كان يتمتع بدعم أهم حليفين، السعودية والولايات المتحدة، وقال "ترامب" إن "السيسي" يقوم بـ"عمل رائع".

وأضافت أنه مثل باقي المنطقة تعاني مصر من تداعيات فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط، ورغم المساعدة الجديدة من صندوق النقد الدولي فسيبقى الاقتصاد يواجه مصاعب. وحتى قبل أن يضرب الفيروس ضربته كان النشاط الاقتصادي بطيئا وتباطأ أكثر بعد انتشار الوباء. وتبدو محاولات الحكومة اليائسة لإعادة عجلة الاقتصاد وتفعيل السياحة واضحة حتى مع توقعات انتشار حالات فيروس كورونا.

ويواجه "السيسي" تحديين أجنبيين في السياسة الخارجية على حدوده مما سيجعل عام 2020 أدنى نقطة في حكمه.

ففي ليبيا، اكتشف أنه يقف مع الجانب الخاسر في الحرب الأهلية. وفي إثيوبيا فشلت المحادثات حول سد النهضة مما قضى على آمال التوصل لحل في نزاع قديم.

والأسوأ من كل هذا هو أن "السيسي" لا يتوقع مساعدة من أهم المعجبين به في البيت الأبيض. فانهيار المحادثات حول سد النهضة يعتبر فشلا للوساطة الأمريكية. فقد حاولت وزارة الخزانة رعاية جولة من المفاوضات فيما لن يهتم "ترامب" كثيرا بالأمر، خاصة أنه يواجه مشاكل داخلية عدة وعام انتخابات يأمل فيه بأن يحافظ على رئاسته.

وفي ليبيا يبدو أن الرئيس الأمريكي قد توصل لتفاهم مع تركيا التي تدعم الجانب الآخر في الحرب الأهلية. ولا يستطيع "السيسي" طلب المساعدة من السعودية. فرغم الدور الذي لعبه السعوديون بالوساطة الإثيوبية- الإريترية عام 2018 إلا أن دورهم محدود في مفاوضات نهر النيل. ولأن علاقات السعودية مع تركيا تتسم بالعدوانية فلن يكون هناك أي أمل لأن تتوسط الرياض في المواجهة بشأن ليبيا بين القاهرة وأنقرة.

لكن كل هذا لا يعني أن مصر لا أصدقاء لها في ليبيا. وليس من الواضح ما ستفعله روسيا والإمارات لدعم وتقوية الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" حال دخلت القوات التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا وبدعم تركي مدينة سرت الاستراتيجية.

وأعلن "السيسي" أن سرت هي خط أحمر، بشكل اقترح تدخلا مصريا لو اجتازت تركيا خطه على الرمل. وربما حاول الإماراتيون المعادون لتركيا الحفاظ على الخط ولكن ليس روسيا التي تقيم تحالفا مع تركيا في سوريا.

وربما أجبر "السيسي" على اتخاذ قرار في القريب العاجل، خاصة أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" يخوض مشروع بناء دولة في ليبيا وترغب حكومة طرابلس بتعزيز أوراقها ضد "حفتر". وقابلت تركيا وحكومة الوفاق مبادرة "السيسي" لوقف إطلاق النار بالسخرية.

وعلى صعيد ملف الجنوب مع إثيوبيا فالأمر ليس متحركا بدرجة الملف الليبي رغم التهديدات والتكهنات بالحرب. ولو مضت إثيوبيا ونفذت تهديدها بملء السد فسيجد "السيسي" نفسه أمام ضغوط للانتقام، خاصة أن مصر تخشى من شح المياه الضرورية للري والزراعة.

ولم يكن هذان التحديان كافيين لإثارة خوف "السيسي" فهناك ثالث نابع من تهديدات (إسرائيل) بضم الضفة الغربية، وفقا للوكالة.

وقوى "السيسي" العلاقات مع (إسرائيل) من خلال صفقة غاز طبيعي بـ15 مليار دولار، هو أمل كبير لمصر بأن تكون مصدر الطاقة لأوروبا.

ولو مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بالخطة والتي لن تحظى بشعبية بين المصريين العاديين، فسيجد "السيسي" نفسه أمام مطالب للرد بطريقة قوية غير البيانات الشاجبة. وفي ظل هذه الظروف فمنظور البقاء في الرئاسة حتى عام 2030 سيكون لعنة وليس بركة.

اجمالي القراءات 515