أحمد بن مساعد الجراح.. دبلوماسي سعودي يعيد الكشف عن اسمه زخم محاكمات 11 سبتمبر

في الأربعاء ١٣ - مايو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

لم يكن اسم الدبلوماسي السعودي مساعد بن أحمد الجراح معروفا قبل اليوم لدى الكثير من المتابعين للمحاكمات الجارية في الولايات المتحدة منذ سنوات، والتي تتهم فيها عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر الحكومة السعودية بالتواطؤ في الهجمات، وهو ما تنفيه الرياض.

غير أن كشف موقع "ياهو نيوز" الإخباري عن اسم المسؤول السابق في سفارة المملكة بواشنطن بوصفه المسؤول الغامض -الذي يشتبه في أنه ساعد بطريقة غير مباشرة اثنين من منفذي هجمات 11 سبتمبر- يمنح الملف زخما جديدا.

فقد نشر الموقع الأميركي المذكور بشكل حصري اليوم تقريرا جاء فيه أن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) كشف اسم الجراح عن طريق الخطأ في وثيقة رفعها مسؤول في المكتب الشهر الماضي إلى محكمة فدرالية، وذلك ردا على دعوى رفعتها عائلات ضحايا 11 سبتمبر.

ورغم أن وثيقة مكتب التحقيقات تحجب اسم المسؤول السعودي فإن اسم الجراح ورد بالخطأ في إحدى الفقرات، فمن هو هذا الدبلوماسي الذي قد يغير الكشف عن اسمه ودوره مسار محاكمات أحداث 11 سبتمبر؟

مسار الرجل
شغل الجراح مناصب دبلوماسية متعددة، فقد كان مسؤولا سابقا في وزارة الخارجية السعودية، وعمل في سفارة بلاده بالعاصمة واشنطن بين عامي 1999 و2000.

وبحسب ما كشفه موقع ياهو نيوز، فإن مهمة الجراح كانت تتمثل في الإشراف على أنشطة موظفي وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية في المساجد والمراكز الإسلامية الممولة من طرف السعودية داخل الولايات المتحدة.وينقل الموقع نفسه عن موظفين سابقين في السفارة السعودية بواشنطن أن الجراح كان يعمل تحت إمرة السفير السعودي السابق في أميركا الأمير بندر بن سلطان.

وعين الجراح بعد ذلك ملحقا ثقافيا في سفارات السعودية بماليزيا ولبنان والإمارات، ومؤخرا في المملكة المغربية حتى العام الماضي.

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول 2018 غردت وزارة التعليم السعودية على حسابها في تويتر قائلة إن مجلس الوزراء قرر ترقية الجراح إلى وظيفة ملحق ثقافي بالمرتبة الـ14 في وزارة التعليم.

أسر الضحايا
وقد ذكر اسم الدبلوماسي السعودي ضمن أسماء تسعة مسؤولين سعوديين سابقين ولاحقين يقول محامو أسر ضحايا أحداث 11 سبتمبر إنهم يشتبهون في علمهم بمعلومات مهمة تفيد سير الملف، وطلب المحامون استجواب هؤلاء المسؤولين السعوديين أو الحصول على وثائق لمكتب التحقيقات الفدرالي التي تتحدث عن علاقتهم بالقضية.

كما طلبت عائلات ضحايا الهجمات من عملاء سابقين في مكتب التحقيقات مساعدتها في التحقيق بشأن أنشطة شهود محتملين، ومن بينهم أحمد بن مساعد الجراح.

وينقل تقرير "ياهو نيوز" عن العميلة السابقة في مكتب التحقيقات كاثرين هانت قولها إن الجراح كان مسؤولا عن الدعاة والأئمة التي توفدهم وزارة الشؤون الإسلامية السعودية إلى الولايات المتحدة، ومن بينهم فهد الثميري.إسناد مهمة

وحسب وثيقة مكتب التحقيقات الفدرالي، فإن الجراح يشتبه بأنه هو من أسند إلى الثميري وعمر البيومي مهمة مساعدة اثنين من منفذي الهجوم بالطائرة المختطفة على مبنى وزارة الدفاع في العام 2001، فقد كان الثميري يعمل في مسجد الملك فهد بمدينة لوس أنجلوس، فيما يعتقد أن بيومي كان عميلا للمخابرات السعودية.

وتقول كاثرين هانت -التي قدمت مساعدة لأسر ضحايا الهجمات- إن مكتب التحقيقات يعتقد أن الجراح كان يقدم المساعدة والدعم للثميري خلال التحقيقات التي أجريت عقب هجمات 11 سبتمبر.

وينقل موقع "ياهو نيوز" عن مسؤول سابق في مكتب التحقيقات مطلع على تحقيقات 11 سبتمبر قوله إن مسؤولي المكتب توصلوا إلى أدلة قوية تثبت عقد لقاءات واتصالات بين الجراح والثميري والبيومي اللذين قدما المساعدة لسعوديين اثنين كانا ضمن خاطفي طائرة "أميركان إيرلاينز" التي ضربت مبنى البنتاغون.

غير أن محققي مكتب التحقيقات لم يستطيعوا إثبات أن الجراح كان يعلم أن السعوديين اللذين طلب مساعدتهما كانا يحضران لهجمات على الأراضي الأميركية.

وتثار تساؤلات بشأن إمكانية قيام مكتب التحقيقات باستجواب الدبلوماسي السعودي، ومواجهته بما يتوفر لديه من معلومات بشأن دوره في دعم منفذي الهجمات، ويرى المسؤول السابق في مكتب التحقيقات أنه لا سبب يجعل المسؤولين السعوديين يسمحون للمحققين الأميركيين باستجواب الجراح.

يشار إلى أن عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر رفعت دعاوى منذ العام 2003 تتهم فيها حكومة الرياض بالتواطؤ في الهجمات، وتطالب بتعويضات عما لحق بها جراء الهجمات التي أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص، واكتسبت هذه الدعاوى القضائية زخما كبيرا في عام 2016 عندما أقر الكونغرس قانون جاستا الذي يتيح للأميركيين مقاضاة حكومات أجنبية بتهم الإرهاب.

اجمالي القراءات 607