أطباء يتعرضون للسحل على يد الشرطة الباكستانية.. احتجوا على قلة الإمكانات لمواجهة كورونا

في الخميس ٠٩ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

اتهم أطباء في باكستان الشرطة بـ”قمعهم بوحشية” بعد احتجاجهم على ظروف العمل، كما حذَّروا من الظروف “المؤسِفة” المهيمنة على خطوط المواجهة الأمامية لتفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، واصفين الجائحة بأنها “غير قابلةٍ للعلاج” في إحدى المناطق.

أحد الأطباء المشاركين في اعتصامٍ، يوم الإثنين 6 أبريل/نيسان؛ احتجاجاً على الافتقار إلى معدات الوقاية الشخصية، قال لصحيفة The Guardian البريطانية، إنه تعرَّض لـ”الضرب والمذلَّة” على يد الشرطة.

تعنيف الأطباء والممرضين: الطبيب أمان الله، أوضح مُتحدِّثاً من قسم الشرطة حيث احتُجِزَ، في مدينة كويتا بإقليم بلوشستان: “في البداية حسبت أن الشرطة لا يمكن أن تستخدم العنف ضد مقاتلي الخطوط الأمامية ضد فيروس كوفيد-19، إذ منذ بضعة أيامٍ مضت كان هؤلاء الضباط أنفسهم يلقون التحية عليهم؛ لتصدُّرهم مكافحة الجائحة”. 

كما أضاف مستدركاً: “لكننا كنا مخطئين. انهالوا علينا بالهراوات وأعقاب البنادق. سحلونا في الشارع وألقوا بنا في عرباتهم”. واحتُجِزَ هو، إلى جانب 60 طبيباً آخرين، لدى الشرطة طيلة الليلة، ولم يُطلَق سراحهم إلا في منتصف ليل الثلاثاء 7 أبريل/نيسان. 

أطباء مصابون بكورونا: في عنبر الطوارئ بالمستشفى التي يعمل بها أمان الله، شُخِّصَ 16 طبيباً، من ضمنهم رئيس قسم أمراض القلب، بالإصابة بـ”كوفيد-19″. وعلَّقَ أمان الله على ذلك قائلاً: “لا يمكننا تحديد عدد المرضى الذين نقلوا إليهم العدوى”. 

ظهرت بالفعل نتائج إيجابية لاختبار الإصابة بالفيروس لكثير من المرضى الذين يعالجهم أمان الله وغيره من الأطباء في قسم الطوارئ من أمراضٍ لا تتعلَّق بفيروس كورونا المُستجَد. 

مع ذلك، لا يزال الأطباء في هذا المستشفى الذي تديره الدولة لم يُزوَّدوا بعد بمعدات الوقاية الشخصية، وليست هناك عنابر عزل للأطباء المصابين في المرافق التي خُصِّصَت كمستشفياتٍ للمصابين بفيروس كوفيد-19. 

جانب من المظاهرات التي نضمها الأطباء/ رويترز
 
جانب من المظاهرات التي نضمها الأطباء/ رويترز

إمكانات متواضعة: لا يوجد سوى 19 جهاز تنفُّس صناعي بأرجاء إقليم بلوشستان، الذي أصبح بؤرةً لتفشي فيروس كورونا المُستجَد في باكستان. وأبلغت الدولة بأن هناك 4 آلاف إصابةٍ بالفيروس، لكن مُعدَّلات الاختبار منخفضة، ويعتقد الأطباء أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير. 

قال أمان الله: “هناك كثير من الضغط والصدمات النفسية، في حين ليست لدينا أي فكرةٍ عن عدد المرضى الذين نقلنا إليهم العدوى أو الذين ستنتقل إليهم العدوى”. وأضاف: “لهذا قررنا الاحتجاج والمطالبة بمعداتٍ للوقاية الشخصية، ليس لنا؛ بل لحفظ حياة كثيرين”. 

كما أضاف أنه من دون أدوات الأمان المناسبة، ليس لدى الأطباء اختيارٌ سوى رفض معالجة مرضى فيروس كورونا المستجد، واصفاً الموقف بـ”الجنون”. وأضاف: “نحن مُعرَّضون للخطر. إنني أبكي حين أرى مرضى يتوسَّلون من أجل المساعدة، في حين لا يستطيع الأطباء حتى لمسهم. مرافق الصحة هنا مؤسفةٌ حقاً… أعتقد أن هذه الجائحة غير قابلةٍ للعلاج في بلوشستان”. 

ضمن ذلك أكبر مستشفيات البلاد: في أحد أكبر المستشفيات المُخصَّصة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، وهو معهد العلوم الطبية في العاصمة إسلام آباد، هناك فقط 50 جهاز تنفُّس صناعي أو نحو ذلك. ويعيش ثلثا السكان في باكستان بالمجتمعات الريفية لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات المُجهَّزة للتعامل مع مرضى كوفيد-19، وأحياناً لا يقدرون على الوصول إلى أي مرفقٍ طبي من الأساس. 

اجمالي القراءات 1566