فضحتها كورونا.. أين تذهب 3.6 تريليونات دولار تنفقها أميركا سنويا على الصحة؟

في الإثنين ٣٠ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أثارت صورة ثلاث ممرضات في مستشفى بمانهاتن في مدينة نيويورك وهن يرتدين أكياس القمامة بدلا من معدات الحماية التي يؤكدن أنها لم تعد موجودة في المستشفى، الكثير من التساؤلات عن حال الرعاية الطبية في الولايات المتحدة.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة تتصدر دول العالم في مجالات التكنولوجيا الطبية، إذ يوجد بها أفضل مستشفيات العالم التي يقصدها أغنياء وزعماء الكثير من دول العالم للحصول على رعاية طبية لن تتوفر في أي دولة آخرى.

وتتقدم أميركا كذلك في مجال البحوث العلمية الطبية، مما جعل جامعاتها ومراكزها البحثية المنتشرة في طول البلاد وعرضها قبلة للكثير من الأطباء والباحثين من مختلف دول العالم.

وانفردت الولايات المتحدة بالريادة وبلا منافسة في جوائز نوبل في الكيمياء والطب خلال العقود الأخيرة.

وأرجع البعض انخفاض نسبة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" هناك مقارنة ببقية دول العالم لهذا التقدم العلمي وقوة البنية التحية الطبية.

وأنفقت أميركا العام الماضي ما يقرب من 3.6 تريليونات دولار على الرعاية الصحية، أو ما قيمته 17% من الناتج القومي الإجمالي، طبقا لبيانات مكتب الإحصاء القومي. ويعادل هذا المبلغ خمسة أضعاف ما ينفق على الجيش الأميركي طبقا لبيانات الميزانية الفدرالية لعام 2019.

عدم استعداد
لكن ومع تفشي وباء الكورونا على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة، ظهر للمواطنين الأميركيين عدم استعداد بلدهم لمواجهة طبية من العيار الثقيل، على الرغم من ضخامة ميزانية الصحة.

واكتشف الأميركيون عدم توفر أدوات طبية أساسية وبسيطة لا تحتاج تكنولوجيا معقدة لإنتاجها أو توزيعها أو استخدامها في مستشفياتهم. 

وتندر المواطنون الأميركيون على محدودية ما هو متاح من القفازات الطبية والأقنعة الواقية والملابس المعقمة الضرورية للعاملين في مجال الصحة، إضافة إلى أجهزة التنفس الصناعي الضرورية للحالات الحرجة المصابة بفيروس الكورونا خاصة لكبار السن.

والإجابة على سؤال الفشل الأميركي في الاستعداد والتعامل مع انتشار وباء كورونا إجابة شديدة التعقيد. فهناك البعد السياسي المتعلق بسوء أداء إدارة الرئيس دونالد ترامب وتجاهله التحذيرات المبكرة والمتكررة من أجهزة الاستخبارات ومن مسؤولي القطاع الصحي، وعدم الاستعداد لمواجهة أعداد كبيرة من الإصابات.

وهناك كذلك الخلل في ترتيب أولويات الإنفاق العام، وكيفية تخصيص الموارد المالية الضخمة التي تنفق في مجال الصحة وتفوق عدة مرات مثيلاتها في دول العالم.

وتحدث للجزيرة نت أحد الأطباء في منطقة واشنطن، وقال "لا يوجد أي مبرر لعدم وجود مخزون إستراتيجي من هذه المواد للتعامل مع أي ظرف طارئ كحالة كورونا الحالية".

اجمالي القراءات 472