أكثر من 2 مليون ضحية.. خريطة توزيع المستعبدين في العالم العربي

في الخميس ١٩ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

لا يزال عشرات الملايين في العالم يعانون من العبودية، وللوطن العربي حصة لا يُستهان بها من المستعبدين في العالم، ويصل أعدادهم في إحدى الدول العربية لأكثر من نصف مليون مُستعبد، وفي هذا التقرير نستعرض عددًا من الحقائق والأرقام الهامة حول العبودية في العالم، وخريطة انتشار ضحايا العبودية الحديثة في العالم العربي.

رغم الحظر.. العبودية الحديثة تنتشر عالميًا

«لا يجوز استرقاقُ أحد أو استعبادُه، ويُحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما»

هكذا حظرت بوضوح المادة الرابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عن الأمم المتحدة عام 1948، وبعد مرور أكثر من 70 عامًا على هذا الإعلان ومواده الصريحة المؤكدة لحرية الإنسان، وحظر استعباده، إلا أن الأمم المتحدة نفسها تُفيد بوقوع أكثر من 40 مليون شخص في العالم ضحايا للعبودية الحديثة، تحديدًا 40.3 مليون ضحية، وهو الرقم نفسه الذي تؤكده مؤسسة «Walk Free» حول عدد ضحايا العبودية الحديثة في العالم، بحسب أحدث مؤشراتها للعبودية الحديثة، والتي تُعد أحد أهم المراجع لمعرفة طبيعة العبودية الحديثة في العالم وتعامل الحكومات معها.

أصدرت المؤسسة أكثر من مؤشر لها حول العبودية الحديثة في العالم، خلال سنوات: 2016، و2018، و2019، ويقود المؤسسة عدد من الخبراء والأكاديمين والنشطاء المدافعين عن الحرية، والمناهضين للحرية الحديثة بخبرة تصل إلى 50 عامًا، بحسب المؤسسة، التي تشير إلى تعاونها مع جهات دولية وأممية وجامعات عالمية لإنشاء تقاريرها.

وتُعرف العبودية الحديثة بأن شخصًا واحدًا يمتلك أو يسيطر على شخص آخر ويحرمه إلى حد كبير من الحرية الفردية، بقصد استغلال هذا الشخص من خلال استعماله، والتربح من ورائه، أو تهجيره أو التخلص منه، وهو يشمل بذلك أيضًا الأشخاص الذين يتعرضون إلى الاتّجار بالجنس أو الاستعباد بالدَين، أو العمالة القسرية، أو الزواج القسري.

مؤشر العبودية الحديثة.. أكثر من 40 مليون ضحية بالعالم

ويعتمد المؤشر العالمي للعبدوية الحديثة في منهجيته على بحوث استقصائية تتضمن مقابلات وجهًا لوجه مع أكثر من 71 ألف شخص، يتحدثون 53 لغة محلية، في أكثر من 180 دولة في العالم بناءً على 104 معيار، بالإضافة إلى بيانات إدارية عن ضحايا الاتجار بالبشر بمساعدة «منظمة العمل الدولية». وكانت النتائج صادمة؛ إذ أفادت المنظمة في أحدث مؤشراتها بعدم وجود أي دولة في العالم مستثناه من العبودية الحديثة وتخلو من المستعبدين. بغض النظر عن الحجم أو السكان أو الثروة، وهي موجودة حتى في البلدان التي بدت أنها تملك منظومة قوانين قوية.

وبلغة الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة كان ما يقدر بـ40.3 مليون رجل وامرأة وطفل مستعبدين ضحايا للعبودية الحديثة، بمعدل 5.4 ضحية بين كل ألف شخص، ومن الرقم الإجمالي لضحايا العبودية الحديثة، هناك 24.9 مليون شخص في حالة عمل قسري و15.4 مليون شخص يعيشون في زواج قسري، وكذلك كانت النساء والفتيات ممثلات تمثيلًا زائدًا بشكل كبير؛ إذ يشكلن 71% من الضحايا، فيما يشكل الأطفال عمومًا ربع الضحايا، وكانت العبودية الحديثة هي الأكثر انتشارًا في أفريقيا، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

«علمت لو ثي فو (اسم مستعار) أن محاولة الهرب قد تعني تعرضها للضرب أو حتى القتل على أيدي المستغل الذي أبقاها في بيت للدعارة لمدة أربعة أشهر في مقاطعة قوانغشي الصينية، حيث أُجبرت على النوم مع ما يصل إلى 12 رجلاً يوميًا»* وكالة الأنباء الفرنسية.

وبحسب مؤشر 2019 الذي ركّز على تقييم استجابة الحكومات للتخلص من العبودية الحديثة، فمن بين 183 دولة تم تقييمها، صادقت 31 دولة فقط على بروتوكول منظمة العمل الدولية لعام 2014 الخاص بالسخرة. فيما لم تُجرب 47 بلدًا الاتجار بالبشر وفقًا للتعاريف الواردة في بروتوكول الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار بالبشر، ولم تجرم 96 دولة أخرى العمل القسري، كذلك لم تُجرم 133 دولة الزواج القسري، ويلفت المؤشر إلى أن التصديق على بروتوكول العمل الجبري وتجريم جميع أشكال الرق الحديثة أهم الخطوات الأساسية التي يمكن أن يتخذها أي بلد «لكننا نجد أن العديد من الدول قد فشلت في اتخاذ هذه الإجراءات»، بحسب المؤشر.

سياسة

منذ سنتين
«أكثر من مليون وربع المليون مُستَعبَد في أوروبا».. ماذا تعرف عن العبودية الحديثة؟

أفضل وأسوء دول العالم في مواجهة العبودية الحديثة

وحول أكثر دول العالم التي تسعى لإنهاء العبودية الحديثة، فقد سيطرت قارة أوروبا على قائمة أكثر 10 دول في العالم تسعى لإنهاء العبودية وتتخذ أقصى إجراءات لذلك، بوجود ثماني دول أوروبية، بينها دولتان فقط خارج القارة العجوز، وهي الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين، وجاء ترتيب القائمة كالتالي:

1. المملكة المتحدة
2. هولندا
3. الولايات المتحدة
4. البرتغال
5. السويد
6. الأرجنتين
7. بلجيكا
8. إسبانيا
9. كرواتيا
10. أستراليا

وفي المقابل ، كانت السيطرة أفريقية على قائمة أقل 10 دول في العالم تتخذ إجراءات لإنهاء العبودية الحديثة، بوجود سبع دول أفريقية، بينهما بلدان عربيان: ليبيا والصومال، بالإضافة إلى دولتين من آسيا، وهما: إيران، وكوريا الشمالية التي تصدرت الترتيب، وروسيا، ومع تهاون تلك الدول في التعامل مع العبودية الحديثة؛ فتضم هذه الدول 6.9 مليون ضحية للعبودية الحديثة، ممثلين 17% من المستعبدين في العالم، وجاء ترتيب القائمة كالتالي:

1. كوريا الشمالية
2. إريتريا
3. ليبيا
4. إيران
5. غينيا الاستوائية
6. بوروندي
7. جمهورية الكونغو الديمقراطية
8. الكونغو
9. روسيا
10. الصومال

خريطة انتشار المستعبدين في العالم العربي

يعاني مئات الآلاف في العالم العربي أيضًا من العبودية الحديثة؛ إذ يصل ضحايا العبودية الحديثة في الوطن العربي لأكثر من 2 مليون، تحديدًا 2 مليون و37 ألف، نحو نصفهم في دولتين عربيتين، وهما مصر التي وصلت لأعلى تعداد ضحايا عبودية حديثة في العالم العربي بـ518 ألف ضحية، والسودان بـ465 ألف ضحية، وجاءت الصومال ثالثًا بـ216 ألف ضحية.

إنفوجراف: مصر ضعف الخليج مجتمعًا.. خريطة تعداد السكان في العالم العربي

وفي المقابل، كانت السيطرة خليجية على الترتيب من ناحية أقل الدول في عدد المستعبدين؛ إذ حلّت البحررين أخيرًا بـ3 آلاف ضحية فقط، بفارق قليل عن قطر التي يعيش بها 4 آلاف ضحية، بفارق ليس بكبير أيضًا عن الكويت التي يسكنها 6 آلاف ضحية للعبودية الحديثة بحسب المؤشر، وقد يرتبط أعداد ضحايا الاستعباد الحديث بالتعداد السكاني للدولة نفسها؛ وهذا ما قد يفسر أيضًا زيادة الضحايا في دول مثل مصر التي تُعد أكبر دولة في العالم العربية، وتقلصها في دول الخليج المعروفة بنقص تعدادها السكاني، تلك الدول الخليجية التي يصل تعدادها السكاني لنحو نصف تعداد سكان مصر.

وهذا إنفوجرافيك يُظهر خريطة توزيع ضحايا العبودية الحديثة في العالم العربي، وفقًا لأحدث أرقام مؤشر العبودية الحديثة الصادر عن عام 2018، الذي ضم 19 دولة عربية، في غياب لـ:فلسطين، وجيبوتي، وجزر القمر:

اجمالي القراءات 1124