الإندبندنت»: تعرف إلى «بيزنس» ترامب مع الحرس الثوري الإيراني قبل اغتيال سليماني

في الثلاثاء ١٤ - يناير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

دشن الفيلق التابع للحرس الثوري الإيراني شبكة من الكيانات للتحايل على العقوبات الأمريكية. هذا ليس جديدًا، لكن تقارير متواترة تشير إلى أن ترامب كان جزءًا من هذه التجارة بطريقة غير مباشرة.

كتب إندرو فينبرج مراسل صحيفة «الإندبندنت» في واشنطن تقريرًا مقتضبًا أشار فيه إلى أن منظمة ترامب سبق أن عملت مع شركة تعتبر واجهة للحرس الثوري الإيراني في باكو عاصمة أذربيجان، ضمن مشروع إنشاءات. وحتى بعد اكتشافها العلاقات السرية التي تربط الشركة بالحرس الثوري، لم تنسحب منظمة ترامب من المشروع، إلا بعد عام متعللة بالالتزامات التعاقدية.

ويستهل الكاتب المقال بقوله: «أشارت تقارير عاودت الظهور مؤخرًا إلى أن الجنرال الإيراني الذي أثار مقتله أسبوعًا من التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، كان يدير منظمة قام دونالد ترامب بصورة غير مباشرة بالعمل معها ذات مرة».

خلال ما يقرب من عقدين من عمل اللواء قاسم سليماني على رأس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، أقامت تلك المنظمة علاقات مع الأوليجارشيين وشركاتهم، في سبيل إنشاء شبكة من الكيانات للتحايل على العقوبات، والتي استخدمتها لتمويل نفسها، ودعم أنشطتها السرية عبر الشرق الأوسط وفي أنحاء العالم.

في عام 2008 فازت شركة إنشاءات إيرانية يسيطر عليها اثنان من هؤلاء الأثرياء – هما كمال وكيومارس دارويشي – بعقد مع الملياردير الأذربيجاني ضياء محمدوف لبناء مجمع سكني في باكو، عاصمة أذربيجان.

ووصفت الولايات المتحدة محمدوف، الذي كان وقتها وزير النقل الأذربيجاني، ذات مرة بأنه «فاسد سيئ السمعة» حتى بمعايير تلك الدولة (كانت البلاد تحتل المرتبة 139 على مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2012).

وفقًا لمجلة «نيويوركر»، فإن شركة «دارويشي»، التي تُعرف باسم «آزارباسيلو Azarpassillo»، كانت في الواقع واجهة للحرس الثوري الإيراني استخدمت لتجنب العقوبات عن طريق غسل الأموال لصالح إيران. تعثّر المشروع في البداية، ولكن بعد أربع سنوات أعيد صياغته في إطار برج للشقق الفاخرة وفندق يتمتع «بمناظر خلابة للمدينة وبحر قزوين» عندما أدخل محمدوف شريكًا جديدًا: هو منظمة ترامب.

على الرغم من أن الشركة كان يديرها عندئذ ترامب – الذي كان رئيس الشركة والمدير التنفيذي لها – فإن الشخص المهم في المشروع كان هو ابنة رئيس المستقبل (والمستشار الكبير في المستقبل) إيفانكا، التي أخبرت مجلة «باكو» في عام 2015 أن الفندق سوف يفتتح في يونيو (حزيران) من ذلك العام، وسيضم «منتجعًا صحيًا ضخمًا»، قالت إنها تتطلع إلى رعايتها.

بينما اتخذت إدارة ترامب الخطوة غير المسبوقة بتوصيف الحرس الثوري الإيراني – وهو جزء من الجيش الإيراني – بأنه منظمة إرهابية في أبريل (نيسان) 2019، إلا أنه كان كيانًا خاضعًا للعقوبات منذ سنوات كجزء من نظام العقوبات الهائل الذي فرضته الولايات المتحدة والكيانات الأخرى على إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. 

كانت بعض هذه العقوبات سارية منذ عام 2015 على الأقل، عندما وضع الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون العقوبات على الحرس الثوري الإيراني في قانون لمنع الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما من رفعها بموجب اتفاق حظر انتشار الأسلحة النووية الذي وقعت عليه إيران في ذلك العام.

أخبر آلان جارتن، محامي منظمة ترامب، مجلة «نيويوركر» أن الشركة علمت بالعلاقات المحتملة لمشروع باكو مع الحرس الثوري الإيراني من خلال آل محمدوف في عام 2015، لكنها لم تنسحب من المشروع حتى ديسمبر (كانون الأول) من العام التالي.

وقال جارتن: «إن الشركة لم تنسحب من المشروع في الحال بعد معرفة العلاقات مع الكيانات الخاضعة للعقوبات بسبب الالتزامات التعاقدية، على الرغم من أن ترامب فشل لسنوات في الالتزام بالعديد من العقود المبرمة مع الموردين الذين تعاقد معهم لتوفير المستلزمات أو العمالة لمنشآته».

اجمالي القراءات 1080