حتى باب النقاش أغلقته.. واشنطن ترفض الدعوات العراقية لسحب قواتها

في الجمعة ١٠ - يناير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

رفضت واشنطن الدعوات الصادرة من بغداد لسحب القوات الأميركية من الأراضي العراقية، وأشار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى أنه يمكن النقاش فقط بشأن "الهيكل المناسب" لتلك القوات في العراق.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أرتاغوس الجمعة في بيان إن أي وفد سترسله الولايات المتحدة إلى العراق لن يناقش سحب القوات الأميركية "بل الوضع السليم والمناسب لقواتنا في الشرق الأوسط".

واستدركت بالقول إن "هناك حاجة إلى حوار بين الحكومتين الأميركية والعراقية، ليس فقط بخصوص الأمن وإنما بشأن شراكتنا المالية والاقتصادية والدبلوماسية".

وشددت أورتاغوس على أن الوجود العسكري الأميركي في العراق سيستمر لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وحماية الأميركيين والعراقيين وشركاء الولايات المتحدة، حسب بيانها.

"الهيكل المناسب"
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في إيجاز صحفي بشأن العقوبات الأميركية الجديدة على إيران إنه يسره "مواصلة النقاش مع العراقيين بشأن الهيكل المناسب" للقوات الأميركية في العراق.

/span>

وكان البرلمان العراقي قد أصدر في جلسة عقدها يوم الأحد الماضي قرارا بموافقة أغلبية الحضور، طالب فيه الحكومة بإنهاء وجود أي قوات أجنبية في أراضي العراق ومنعها من استخدام أجوائه لأي سبب.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب قرار البرلمان العراقي بفرض عقوبات على العراق إذا أجبرت القوات الأميركية على المغادرة، مضيفا أنه إذا غادرت قواته فسيتعين على بغداد أن تدفع لواشنطن تكلفة قاعدة جوية هناك.

مفاوضات مع الناتو
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن فريقا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) يزور الولايات المتحدة في الوقت الراهن بهدف وضع خطة لتقاسم الأعباء في المنطقة، حسب تعبيره.

وأكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أن الحلف يبحث فعلا ما يمكن أن يفعله في الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب، لكنه أضاف أن الأمر يحتاج إلى إجماع بين دول الحلف واتفاق مع دول المنطقة، كما يحتاج وقتا ليس بالقصير.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد دعا إلى توسيع الناتو ليشمل دولا في الشرق الأوسط.وانتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس دعوة ترامب، وقال إن "الناتو ليس المؤسسة المناسبة لتوسيع المشاركة في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، يتمتع الاتحاد الأوروبي بميزة مقارنة بحلف الناتو". وأشار إلى أن أغلب دول الاتحاد الأوروبي أعضاء في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.

وكانت الولايات المتحدة قد قتلت قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في غارة بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد يوم الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري، وردت إيران بعد بضعة أيام فقط بإطلاق صواريخ على قاعدتين تستضيفان قوات أميركية في العراق.

وتعد هذه التطورات أخطر تصعيد في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وقد أثارت مخاوف من صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط.
تنديد بانتهاك السيادة
وقد ندد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الجمعة بالهجمات التي تبادلتها الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق، وحذر على لسان ممثله الخاص أحمد الصافي -الذي ألقى خطبة الجمعة في مدينة كربلاء- من تدهور الأمن في البلد والمنطقة جراء المواجهة بين واشنطن وطهران.

وقال السيستاني إن هذه الهجمات تنتهك سيادة العراق، وإنه لا ينبغي السماح للقوى الخارجية بتحديد مصير البلد، مؤكدا أن العراق يجب أن يحكمه أبناؤه لا الغرباء.

وفي السياق نفسه، قال مراسل الجزيرة إن العراق عبر في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي عن رفضه ما وصفه بالانتهاك الإيراني لسيادته، ودعا إلى شجب ما قامت به الأطراف المتنازعة من خرق لسيادته وإقحام له في الصراعات.

اجمالي القراءات 969