الحرس الثوري الإيراني يعترف بمقتل قاسم سليماني في ضربة أميركية بالعراق

في الخميس ٠٢ - يناير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أقر الحرس الثوري الإيراني بمقتل قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في ضربة أميركية بالعاصمة العراقية بغداد ليل الخميس.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني فجر اليوم الجمعة إن سليماني قتل في غارة نفذتها مروحيات أميركية على مطار بغداد الدولي وطريق قريب منه.

وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني أن المجلس سيعقد جلسة طارئة لبحث اغتيال سليماني، في حين قال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران إن بلاده ستنتقم بشدة من واشنطن.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الجيش قتل سليماني بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب، "كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأميركيين بالخارج".

وذكرت الوزارة في بيان أن سليماني أقر الهجمات الأخيرة على السفارة الأميركية في بغداد وكان يعمل في دأب على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والجنود الأميركيين في المنطقة، واعتبرت أن قتله يهدف لردع خطط إيران.

وقال البنتاغون إن "سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولان عن مقتل مئات من القوات الأميركية وقوات التحالف".

في غضون ذلك، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حسابه بموقع تويتر صورة للعلم الأميركي دون تعليق.

ضربة لسليماني والحشد
وكان التلفزيون العراقي الرسمي قد نقل عن مصدر في إعلام الحشد الشعبي أن اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد قتلا في قصف استهدف سيارتهما على طريق مطار بغداد.

وقال متحدث باسم الحشد إن "الأميركيين والإسرائيليين وراء مقتل سليماني والمهندس"، وفقا لما نقلته عنه وكالة رويترز.


سليماني كان أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني (الأوروبية-أرشيف)
سليماني كان أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني (الأوروبية-أرشيف)

من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون لرويترز إن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضد هدفين في بغداد لهما صلة بإيران.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لمجلة نيوزويك الأميركية إن واشنطن تنتظر تحليل الحمض النووي الذي من المرجح جدا أن يؤكد هوية الهدفين سليماني والمهندس حسب تعبيره.

وذكر مدير مكتب الجزيرة في بغداد وليد إبراهيم أن الدلائل المتاحة تشير إلى عملية أميركية كبيرة وراءها جهود استخباراتية.وأشار إلى أن الضربة تنذر بتداعيات خطيرة قد تستمر طويلا، مذكّرا بما قاله قياديون في الحشد الشعبي في الآونة الأخيرة من أن المعركة مع الولايات المتحدة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات.

قصف السيارتين
كانت مصادر من الحشد قد أفادت في وقت سابق بمقتل خمسة من أعضائه واثنين من الزائرين كانوا في سيارتين استهدفهما قصف على مطار بغداد الدولي ليل الخميس.

وأوضح مدير مكتب الجزيرة في بغداد أن الأنباء أفادت بأن ضربة جوية استهدفت السيارتين اللتين كانتا تقلان أعضاء في الحشد الشعبي وزائرين بعيد خروجهما من المطار. وأشار إلى أن أحد القتلى هو مسؤول التشريفات في الحشد محمد الجابري.


أبو مهدي المهندس (يسار) نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي (رويترز-أرشيف)
أبو مهدي المهندس (يسار) نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي (رويترز-أرشيف)

وكانت خلية الإعلام الأمني في العراق قالت في وقت متأخر الليلة الماضية إن صواريخ سقطت على مطار بغداد الدولي وأصابت عددا من المواطنين.

وذكرت الخلية الحكومية في بيان نشر على صفحتها بموقع فيسبوك أن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت على مطار بغداد الدولي قرب صالة الشحن الجوي، مما أدى إلى "احتراق عجلتين اثنتين وإصابة عدد من المواطنين".

وكانت مصادر أمنية عراقية قالت إن مطار بغداد الدولي أغلق بعد سماع دوي انفجارات بقربه في ساعة متأخرة من ليل الخميس، مضيفة أن مروحيات عسكرية حلقت في المنطقة.

جولات التصعيد
وتأتي هذه الضربة في أعقاب تصعيد بين الولايات المتحدة من جهة والحشد الشعبي العراقي وأنصاره من جهة أخرى، فقد اقتحم مناصرون للحشد السفارة الأميركية في بغداد وتواصلت احتجاجاتهم أمامها على مدى يومين، للتنديد بغارات جوية شنها الجيش الأميركي يوم الأحد الماضي على قواعد لجماعة كتائب حزب الله العراقية، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي المدعوم من إيران.

وقالت واشنطن إن الغارات الجوية التي أودت بحياة 25 شخصا جاءت ردا على هجمات صاروخية قتلت متعاقدا أميركيا في شمال العراق.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أمس الخميس إن هناك مؤشرات على أن إيران أو فصائل تحظى بدعمها قد تخطط لشن مزيد من الهجمات، وإن بلاده قد تقوم بتحركات استباقية لحماية القوات الأميركية.

اجمالي القراءات 1516