منفذ هجوم جسر لندن.. شاب عمره 28 عاما تعرفه السلطات جيدا

في السبت ٣٠ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

قبل تسع سنوات من تنفيذ عثمان خان هجومه العشوائي بسكين قرب جسر لندن وقتله شخصين، سمعته أجهزة الأمن البريطانية وهو يناقش كيفية استخدام كتيب إرشادات لتنظيم القاعدة عن صنع قنبلة أنبوبية.

كانت تلك مجرد جزئية صغيرة من المحادثة التي جمعتها الأجهزة الأمنية مع معلومات مخابراتية أخرى عن مؤامرة لتفجير بورصة لندن، التي دفعت الشرطة البريطانية لاعتقال خان، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 19 عاما، ومجموعة من الرجال الأكبر سنا، في 20 ديسمبر/ كانون الأول عام 2010.

وعوقب خان (28 عاما) بعد إدانته في عام 2012 بالسجن ثماني سنوات على الأقل، على أن تقيّم لجنة إطلاق السراح المشروط مدى خطورته على العامة قبل إطلاق سراحه. وتم الإفراج عنه في ديسمبر/ كانون الأول 2018، دون أي تقييم من لجنة إطلاق السراح المشروط.

وسلح خان نفسه، أمس الجمعة، بسكاكين كبيرة، وارتدى سترة ناسفة زائفة، ونفذ هجوما عشوائيا عند مؤتمر لإعادة تأهيل السجناء السابقين قرب جسر لندن.

وواجه عدد من المارة المهاجم، وطرحوه أرضا، ثم أحاط به ثلاثة من ضباط الشرطة المسلحين، وأطلقوا النار مرتين، وفارق الحياة.

وقال نيل باسو، مساعد مفوض الشرطة، وأكبر ضابط لمكافحة الإرهاب في بريطانيا، في بيان: "هذا الشخص كان معروفا للسلطات".

وأضاف: "من الواضح أن أحد خيوط التحقيق الأساسية حاليا هو التعرف على كيفية تمكنه من تنفيذ هذا الهجوم".

ونقلت وكالة أنباء أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية عن التنظيم، قوله إن الهجوم الذي وقع أمس الجمعة عند جسر لندن من تنفيذ أحد مقاتليه، وإنه كان استجابة لدعوته باستهداف الدول المشاركة في التحالف الذي يقاتل التنظيم.

وقبل انتخابات 2017، قاد ثلاثة متشددين سيارة فان، وصدموا بها مجموعة من المارة، ثم طعنوا آخرين بالمنطقة المحيطة، ما أسفر عن مقتل ثمانية وإصابة 48 على الأقل.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته وقتها، لكن السلطات البريطانية شككت في تلك المزاعم.
مخيم "المجاهدين"

تحول خان، وهو بريطاني تنحدر أسرته من الجزء الخاضع لباكستان في إقليم كشمير، إلى التشدد عبر دعاية على الإنترنت نشرها تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، خاصة دعاية أنور العولقي.

وقُتل العولقي، الذي تصفه المخابرات الأمريكية بأنه "رئيس العمليات الخارجية" في فرع القاعدة باليمن، وخبير يتمتع بذكاء في التعبير عن الإسلاميين على الإنترنت، في ضربة بطائرة مسيرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية عام 2011.

وكان خان جزءا من جماعة من المتشددين من مدينة ستوك في إنجلترا أقامت صلات وثيقة مع متشددين من لندن وكارديف عاصمة ويلز.

وسعى هؤلاء المتشددون إلى وضع قنبلة في دورة مياه ببورصة لندن.

ومع معرفته وتأييده لخطط القنبلة، وبحثه أيضا عن سبل لتفجير حانات محلية، فقد تفتق ذهنه هو وغيره من أفراد مجموعته إلى خطة أكبر، وهي إقامة مخيم بجوار مسجد في كشمير لتدريب "المتشددين الجهاديين".

وقال القاضي ألن ويلكي عندما حكم على خان في عام 2012: "مجموعة ستوك كانت تعدّ الأبرز". وأضاف: "كانوا يعتبرون أنفسهم جهاديين أكثر جدية من غيرهم".

واعتزم خان السفر إلى المخيم لشحذ مهاراته، من بينها التدريب على الأسلحة النارية، وتنفيذ هجمات في كشمير.

وقال ويلكي: "كان ما يدور في أذهانهم جميعا أنهم في نهاية المطاف، هم وآخرون يتم تجنيدهم، يمكن أن يعودوا إلى المملكة المتحدة كإرهابيين مدربين، وذوي خبرة، جاهزين لتنفيذ هجمات إرهابية في البلاد".

هل كان خطرا على المجتمع؟

وقال ويلكي في 2012، إن خان كان بالغ الخطورة، لدرجة أنه حكم عليه بما يسمى السجن غير محدد المدة؛ من أجل حماية الناس.

وكان ذلك يعني أنه سيظل بالسجن ما دام يُعدّ خطرا على المجتمع، بينما تقيّم اللجنة المعنية بإطلاق السراح المشروط ما إذا كان يستحق الإفراج.

لكن في عام 2011، أعلن رئيس الوزراء آنذاك، ديفيد كاميرون، مراجعة أحكام السجن غير محددة المدة، وجرى إلغاؤها في العام التالي.

وبعدما استأنف خان الحكم الصادر بحقه، ألغت محكمة استئناف في عام 2013 الحكم غير محدد المدة، وأصدرت حكما نهائيا بسجنه 16 عاما، وهو ما يعني إمكانية الإفراج عنه بعد نصف المدة فقط.

وذكر قضاة محكمة الاستئناف وقتها أن على لجنة إطلاق السراح المشروط تقييم مدى خطورة المدانين قبل إطلاق سراحهم. وقالت اللجنة السبت إنها لم تكن طرفا في إصدار قرار إطلاق سراح خان.

وقالت: "تؤكد لجنة إطلاق السراح المشروط أنها لم تكن طرفا في إطلاق سراح الفرد الذي أعلنت (السلطات) أنه منفذ الهجوم".

وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي يخوض الانتخابات في 12 كانون الأول/ ديسمبر، إن من الضروري تشديد الأحكام القضائية ذات الصلة بالإرهاب.

وأضاف بعد وقت قصير من الهجوم: "من الخطأ أن نسمح لمرتكبي الجرائم الخطرة، والمنطوية على عنف، بالخروج من السجن مبكرا. ومن المهم جدا وقف هذا الإجراء، وتشديد الأحكام على المجرمين الخطرين، خصوصا الإرهابيين".

كوربين يطالب بتحقيق شامل

دعا جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، السبت، لفتح تحقيق. وقال إن هناك تساؤلات حول نظام مراقبة مرتكبي الجرائم بعد إطلاق سراحهم واللجنة المعنية بإطلاق السراح المشروط، وذلك بعد أن قتل رجل سبقت إدانته بجرائم إرهاب اثنين على جسر لندن.
وقال كوربين لوسائل الإعلام: "يجب أن يُجرى تحقيق شامل وواف، وقطعا هناك كارثة".

اجمالي القراءات 631