مهلة للثلاثاء القادم ورفض لأنصاف الحلول.. الزخم الجماهيري يعود مرة أخرى إلى الميادين اللبنانية

في الأحد ٠٣ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

احتشد آلاف المتظاهرين اليوم الأحد في شوارع بيروت ومدن لبنانية مجددين مطالبتهم برحيل الطبقة السياسية كلها، بعد ساعات من تجمّع كبير على طريق القصر الجمهوري شارك فيه مناصرون للرئيس ميشال عون تعبيرا عن دعمهم له. 

وتجمعت أعداد كبيرة من اللبنانيين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وسط العاصمة اللبنانية بيروت، ضمن فعاليات "أحد الوحدة" يحملون الأعلام اللبنانية، ويرفعون شعارات تندد بالطبقة الحاكمة، وتدعو إلى محاسبة من أسموهم الفاسدين.

وتهدف المظاهرات التي جاءت تحت شعار "أحد الوحدة" إلى تجديد المطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، إضافة إلى دعوة الطبقة السياسية، وتحديدا رئاسة الجمهورية، إلى تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة من أجل تسمية رئيس جديد للحكومة، وبإجراءات تشكيل حكومة اختصاصيين، تنكب على حل المشاكل العالقة ووضع قانون جديد للانتخابات.

كما شهدت مدينة صيدا جنوبي البلاد جانبا آخر ضمن مظاهرات أحد الوحدة، وتجمع المتظاهرون في تقاطع إيليا بوسط المدينة، تحت إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها الجيش اللبناني، وعبر المتظاهرون عن رغبتهم في رؤية أفعال وقرارات من الرئاسة اللبنانية وليس مجرد تصريحات.

وتحدث بعض المتظاهرين عن منح الرئاسة مهلة ضمنية حتى الثلاثاء القادم، لرؤية قرارات عملية من قصر بعبدا، حيث يوجد مقر الرئاسة اللبنانية، في سبيل بدء إجراءات تشكيل حكومة جديدة.

لا لإنصاف الحلول
من جهته، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إن الشباب اللبناني الذي قام بالحراك الحضاري الرافض للفساد والمطالب بحكومة جديدة توحي بالثقة لا يقبل بأنصاف الحلول، على حد تعبيره.

وأضاف الراعي في كلمة له أن الشعب يطالب بحكومة حيادية مصغرة من شخصيات معروفة بقيمها الأخلاقية وإنجازاتها الكبيرة، وبتحررها من الروح الطائفية والانتماء السياسي، كي تباشر في تنفيذ الورقة الإصلاحية.

مظاهرة داعمة
في المقابل، تظاهر آلاف اللبنانيين خارج قصر بعبدا الرئاسي اليوم الأحد دعما للرئيس ميشال عون بعد احتجاجات دعت إلى الإطاحة بالنخبة وأدت إلى استقالة الحكومة.

وعلى هامش المظاهرة الأولى، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن الشعب اللبناني فقد ثقته بدولته، مشددا على وجوب العمل لترميم هذه الثقة.

وأضاف عون في كلمة توجه بها إلى الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا قرب القصر الرئاسي أن هناك خريطة طريق وضعت لمعالجة ثلاثة ملفات، هي الفساد والاقتصاد والدولة المدنية.

وأشار إلى أن تحقيق هذه النقاط ليس سهلا، ودعا إلى الوحدة، وتعهد بمحاربة الفساد وتحسين الاقتصاد وبناء دولة مدنية، وحذر من تحول الوضع إلى ساحة ضد ساحة ومظاهرة ضد مظاهرة أخرى، معتبرا أن الفساد متجذر منذ عشرات السنين.

حملات تشويه
وعلى غرار عون، دعا جبران باسيل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية رئيس التيار الوطني الحر إلى توحيد المظاهرات أيضا، فقال "نحن هنا لا لنناقض الناس (المحتجين) بل لنقويهم ونقف معهم ونكمل كلنا سويا".

وتحدث باسيل أمام الحشود فقال منتقدا تحركات المحتجين "بدلا من قطع الطرقات على الناس فلنقطع الطريق على النائب الذي يرفض إقرار هذه القوانين وعلى السياسي الذي يهرب من المحاسبة وعلى القاضي الذي لا يريد المحاسبة ولا تطبيق القانون"، واعدا بمحاسبة الفاسدين.

وقال إن تياره يتعرض لحملات تهدف لإسقاط العهد والحزب السياسي، مؤكدا أنه لا يمكن إلغاء حزبه.

وشدد على أن شعار "كلّن يعني كلّن" الذي ينادي به المتظاهرون يجب أن يكون للمساءلة وليس للظلم.

كما دعا المسؤولين والسياسيين إلى عدم تخييب آمال الشعب وإرغامه على العودة إلى الشوارع والساحات.

توظيف أميركي
وفي السياق ذاته، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله نبيل قاووق إن الولايات المتحدة الأميركية تريد أن توظف الحراك الشعبي في لبنان لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الاستقرار والوحدة الوطنية، على حد قوله.

وأضاف في حفل للحزب بجنوب لبنان أن موقف حزب الله واضح، ولن يسمح لما سماها الإملاءات الأميركية بأن تتسلل إلى الحكومة الجديدة أو تحقق أية مكاسب سياسية.

وأكد أن حزب الله يعمل ويدعو إلى الإسراع في مسار تكليف وتأليف الحكومة الجديدة.

مظاهرات بلندن
في غضون ذلك تظاهر عدد من أبناء الجالية اللبنانية في العاصمة البريطانية لندن، تأييدا للحراك الشعبي في لبنان، وتعبيرا عن رفضهم للطبقة السياسية الحاكمة.

وردد المتظاهرون شعارات تحمّل المسؤولين الحاليين مسؤولية تفشي الفساد، وتندد بسوء إدارة الاقتصاد اللبناني. كما طالبوا بإخضاع كل من يتولى منصب مسؤولية للمحاسبة، وعبروا عن رغبتهم في تغيير شامل في لبنان يتيح لهم العودة إلى بلادهم للعيش فيها بكرامة.

وحذر من أن هناك أياما صعبة تنتظر البلاد، وأن الأولوية اليوم هي تأخير الانهيار وليس تسريعه، مطالبا المتظاهرين بعدم اتهام الجميع بالفساد، لأن ذلك لا يمكن من محاسبة أحد، وسيفلت الفاسدون من العقاب.

وقال إنه ليس عدلا أن نُظلم مرتين، مرة من رموز الفساد ومرة من ضحايا الفساد.

وأضاف "دخلنا إلى الدولة وناضلنا ضد الفساد، وكنا وحدنا كالعادة".

المربع الأول
وفي رد فعل على الخطابين، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط إن الوضع عاد إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى ثلاثين عاما مضت، مؤكدا أن الحراك الشعبي أسقط معظم الطبقة السياسية.

وأضاف جنبلاط في تغريدة على تويتر أنه وفي أوج الأزمة السياسية التي تواجه البلاد، وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية وبعد أن أسقط الحراك الشعبي معظم الطبقة السياسية إن لم نقل كلها، يأتي من يسقط الدستور تحت شعار التشكيل ثم التكليف من أجل مصالح الاستبداد لشخص وتيار سياسي عبثي.

اجمالي القراءات 457