اتساع رقعة التظاهرات في بغداد... وسقوط ضحايا برصاص قوات الأمن

في الثلاثاء ٠١ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

اتسعت رقعة التظاهرات في العاصمة العراقية بغداد، بعد عصر اليوم الثلاثاء، والتي دعا لها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، للتنديد بما سموه، واقع الدولة المزري، والمطالبة بالقضاء على الفساد وإنهاء المحاصصة الطائفية والحزبية، ومعالجة الفقر والبطالة وتوفير الخدمات.
وزاد عدد المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، عما كان عليه صباح اليوم إلى عدة أضعاف بعد انتهاء الدوام الرسمي، وتجمعوا على شكل صفوف واسعة أغلقت الطرق المتجهة إلى منطقة الباب الشرقي، شرقاً وغرباً نحو جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، وجنوباً من جهة شارع السعدون ونفق التحرير، حيث تجمعت قوات من الشرطة وقوات مكافحة الشغب، عند جسر الجمهورية وتم استخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.

وردد المتظاهرون شعارات مختلفة بينها هتافات طاولت زعامات سياسية ودينية اعتبروها، شريكا بالفساد في العراق.

ورغم تنصل الحزب الشيوعي العراقي والتيار المدني العراقي، والتيار الصدري، من الوقوف وراء تلك التظاهرات، فإنها جاءت على خلاف المتوقع لها، حيث أثبتت قدرة الحراك على مواقع التواصل على تجميع أعداد كبيرة.

وقال متظاهر عرّف عن نفسه بـ"علي الزبيدي"، لـ"العربي الجديد"، إنهم تجمعوا من خلال دعوات على "فيس بوك"، فيما ذكر المتظاهر الآخر وليد الربيعي، الذي كان يحمل علما عراقيا، أنه "يريد أن يعيش مثل الآخرين وأن يمد يده إلى جيبه، فيجد ما يكفي له ولزوجته وطفليه"، وتابع "تم إطلاق النار علينا وهناك فتيات قمنا بإخفائهن حتى لا يطالهن أذى".
في السياق، قالت مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من 50 متظاهراً سقطوا خلال التظاهرات بين حالات اختناق أو ضرب من قوات الأمن بالهراوات وسط أنباء عن وفاة أحدهم متأثرا بإصابته بطلق ناري.

إلى ذلك، قال أحمد ماهر، وهو ناشط مدني مشارك بالتظاهرات، إن أدوات القمع التي تستخدمها القوات العراقية لا يمكن ان توقف الاحتجاج، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن أمورا اخرى هي القادرة على إنهاء التظاهرات مثل القيام بإصلاحات حقيقية، ومحاسبة الفاسدين، وإبعاد الأحزاب والمليشيات والمحسوبية والمنسوبية عن مؤسسات الدولة.

في هذه الأثناء، استخدمت القوات العراقية القوة لتفريق التظاهرات في مدن جنوبية أبرزها البصرة وميسان وذي قار والديوانية، وقد اندلعت بالتزامن مع تظاهرات في بغداد.

وبدا التنسيق واضحاً بين تظاهرات بغداد ومدن الجنوب، إذ ردد المحتجون شعارات متشابهة مثل "ارحلوا، الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد إسقاط الفساد"، كما رفعوا لافتات منددة بعزل قائد قوة مكافحة الإرهاب، الجنرال عبد الوهاب الساعدي من منصبه.

وحتى مساء الثلاثاء، التزمت الحكومة العراقية بكافة مفاصلها الصمت على استخدام القوات العراقية القوة ضد المتظاهرين، كما لم يصدر عن البرلمان أي تعليق تجاه ما حدث.

اجمالي القراءات 354