في «جمعة الخلاص».. لماذا انتفض صعيد مصر الهادئ دائمًا؟

في السبت ٢٨ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بينما كانت الأنظار تتوجه إلى ميدان «التحرير» بالقاهرة وميدان «الأربعين» بالسويس، وميادين الثورة بالإسكندرية والمنصورة والمحلة ودمياط شمال البلاد، جاءت المفاجأة هذه المرة من الجنوب. إذ خرجت الاحتجاجات من شوارع وأزقة محافظات الصعيد في تظاهرات «جمعة الخلاص» التي دعا إليها المقاول محمد علي، وقوى وحركات مصرية للمطالبة برحيل السيسي، رغم أن البعض كان قد يأس من حراك الصعيد في أوقات سابقة.

أول تظاهرة خرجت من قوص بمحافظة قنا بعد صلاة الجمعة وقاموا فيها بتمزيق صور ولافتات السيسي من الشوارع، إضافة لتظاهرة أخرى في مدينة قنا، التي شهدت مشاركة لافتة من الشباب والطلبة تميزت هتافاتهم بالحماسة لدى مطالبتهم برحيل السيسي وإسقاط نظامه.

وإلى الجنوب أكثر، كانت هناك أيضًا تظاهرة مميزة في أسوان وكانت أكثر التظاهرات المعبرة عن الروح الطيبة لأهالي الوجه القبلي، إذ بدا واضحًا فيها أجواء الحياة البسيطة لأهالي الصعيد في كلماتهم وملابسهم ومبانيهم البسيطة، وحتى في «جريد النخيل» الذي رفعوه خلال هذه التظاهرة الفريدة.

وفي الوقت الذي خرجت فيه تظاهرة شبابية في مركز إسنا بمحافظة الأقصر تطالب برحيل السيسي، سارعت الشرطة بفض مظاهرة سلمية خرجت عقب صلاة الجمعة من مسجد الرحمة بمدينة ملوي في المنيا وقامت بمطاردة المصلين في الشوارع المحيطة بالمسجد.

وقامت الأجهزة الأمنية بفض تظاهرة أخرى بمنطقة السلخانة أثناء خروجها من مسجد عمر بن الخطاب في المنيا التي شهدت وحدها العديد من التظاهرات، كان في إحداها مشاركة نسائية ملحوظة، بعد أن شهدت مظاهرات مماثلة الأسبوع الماضي تميزت بمشاركة طلاب المرحلة الثانوية والجامعية بشكل أساسي.

أما في مدينة الأقصر فقد كان من اللافت مشاركة كبار السن بجوار الشباب في تظاهرة ربما هي الأكثر عددًا في احتجاجات «جمعة الخلاص»، كذلك خرجت من إحدى قرى مركز ساقتله في محافظة سوهاج تظاهرة أخرى رددوا فيها هتافات مناوئة تندد بسياسات وممارسات السيسي، ومنها: «ارحل يا بلحة»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«عيش حرية.. عدالة اجتماعية»، و«سلمية.. سلمية»، و«يسقط يسقط حكم العسكر».

5 نصائح لحماية هاتفك الذكي خلال الأوضاع الأمنية الشائكة

حراك من بين ركام المخاوف

في ظل انتشار حالة الغضب بين المصريين، فإن هذه التظاهرات بالتأكيد ليست كل الفعاليات التي شهدها الصعيد، فهناك فعاليات أخرى عديدة لم تأخذ طريقها إلى وسائل الإعلام لأسباب عديدة، من أهمها غياب تواجد الصحفيين والمراسلين وعدم التنسيق بين المتظاهرين في القرى والمراكز مترامية الأطراف في الصعيد، نتيجة القمع الأمني وتوقف الحراك الثوري وتغييب النشطاء.

 

 

صورة أرشيفية لجانب من تظاهرات 29 يناير 2011

غير أن مجرد خروج هذه التظاهرات حتى لو بحشود قليلة اعتبره كثيرون تقدمًا كبيرًا على المسار الثوري، نظرًا لخطورة الأجواء الأمنية في مصر حاليًّا، فكل فرد من هؤلاء المتظاهرين يعلم تمامًا أنه إذا شارك في هذه المسيرات قد يُقتل بمعنى الكلمة أو يعتقل على أقل تقدير، ولكنه في النهاية كسر حاجز الخوف وتغلب على كل هذه الصعوبات، ما يشير إلى حجم الغضب الكامن في النفوس والذي ينتظر فتح باب، أيّ باب للخروج.

هذه المفاجأة جعلت كثيرين يدعون لاستثمار هذه الروح الثورية لدى الصعيد الذي يتميز أهله بالمروءة والشهامة، وأنه إن تم تصعيد الفعاليات الثورية في الصعيد فمن الممكن أن تكون عاملًا من عوامل نجاح الثورة نظرا لتوافر شرط «العصبية» التي تحدث عنها ابن خلدون في مقدمته، إضافة إلى ترابط العائلات. حتى أن البعض دعا إلى تركيز العمل الثوري في الصعيد حتى الوصول إلى «مناطق محررة» أشبه بمحافظة إدلب ومناطق شمال سوريا، تكون منطلقًا لتحرير مصر من حكم العسكر. 

تختنق القاهرة.. فيتنفس الصعيد

لهذه الأسباب وغيرها لفتت تظاهرات الصعيد أنظار الكثير من المراقبين وعلقوا عليها على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، وأرجعوها إلى أسباب وعوامل عديدة متداخلة، جاء في مقدمتها التشديدات الأمنية في القاهرة ومحافظات الدلتا بينما لم تستنفر الأجهزة الأمنية قواتها في محافظات الصعيد بالدرجة نفسها.

فقد فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية غير مسبوقة في القاهرة ومحافظات الدلتا، وأغلقت عشرات الطرق وبعض محطات المترو، ومداخل ميدان التحرير وغيره من الميادين الرئيسية مثل ميدان رمسيس، وأظهرت صور من تطبيق خرائط جوجل إغلاق جميع الشوارع والطرق والجسور المؤدية لميدان التحرير، وأبرزها جسر السادس من أكتوبر وجسر قصر النيل.

 

 

وبينما تحولت القاهرة إلى أشبه ما يكون بثكنة عسكرية، أغلقت الشرطة مواقف النقل الرئيسية بين العاصمة وباقي المحافظات، حتى عُزلت القاهرة عن باقي مصر في محاولة لمنع الاحتجاجات المطالبة برحيل السيسي في «جمعة الخلاص».

كل هذه الإجراءات، ساهمت بالفعل في عدم خروج المظاهرات بالقاهرة، ولكنها بطبيعة الحال لم تمنع انطلاقها في قرى ومدن الصعيد، وجعلت الأضواء تتسلط أكثر على فعاليات المحافظات الجنوبية.

عوامل الثورة في الصعيد

من البديهي أن يعمل دخول أبناء الصعيد على خط المظاهرات بهذا الشكل على إعادة قراءة الأجهزة الأمنية لهذا الأمر لأسباب عديدة، من بينها توفر السلاح بكثرة في قرى ومدن الصعيد، بشكل يجعل الشرطة تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على مواجهتهم، لا سيما في ظل انتشار ثقافة «الثأر» بين «الصعايدة».

كما هناك عوامل أخرى كثيرة تبعث على الثورة في الصعيد، مثل انتشار الفقر وخاصة في القرى النائية، ورغم أن هذا الفقر له أسباب قديمة، إلا أن فيديوهات المقاول محمد علي الأخيرة، لمست أوجاع غالبية الشعب من الفقراء الذين رأوا أن الحكومة التي لا هم لها سوى أخذ أموالهم بحجج الضرائب ورفع الدعم ثم تذهب لتبني قصورًا للسيسي وزوجته وحاشيته.

وتعاني محافظات الصعيد التسع من ارتفاع معدلات الفقر والأمية والبطالة؛ وتتناقض تصريحات الحكومة عن افتتاح آلاف المصانع، وضخ استثمارات بمليارات الجنيهات خلال السنوات الماضية، مع أرقام بحث الدخل والإنفاق لعام 2018 الذي أجراه «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» والتي أعلنت  ارتفاع الفقر إلى 67%، بينما يؤكد مدير مشروع «سكن كريم»، الذي أطلقته وزارة «التضامن الاجتماعي» أن نسبة الفقر تزيد في بعض قرى الصعيد عن 90%.  

ورغم هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، لا يجد سكان الصعيد من الحكومة أي قرار يخفف عنهم الأعباء المعيشية، ولا تلتفت إليهم الدولة إلا في حالة فرضها ضرائب جديدة أو رفعها الدعم عن الكهرباء والوقود الذي يؤثر سلبًا على الزراعة وهي النشاط الرئيسي لأبناء الوجه القبلي.

ونتيجة سياسات التهميش وانتشار الفقر والبطالة، أصبح الصعيد أكثر المناطق طردًا للسكان على مدار العقود الماضية، إذ يلجأ الكثير من أبناء الصعيد، لا سيما من الشباب إلى الهجرة، سواء كانت داخلية إلى القاهرة أو الإسكندرية أو غيرهما من المحافظات، حيث يعملون عمال بناء أو باعة جائلين أو غيرها من الأعمال الدنيا، أو الهجرة الخارجية إلى دول الخليج، حيث يعملون كذلك في أعمال لا تناسب مؤهلاتهم المتوسطة أو العليا.

كل هذا والحكومة لا تراعي معاناة أهالي الصعيد، ولا تحترم حتى مشاعرهم، ففي مايو (أيار) 2015، فاجأت وزيرة التطوير الحضري والعشوائيات ليلى إسكندر، المصريين بطرح فكرة غريبة مضمونها «التخلص من الصعايدة» وطردهم ومنعهم من دخول القاهرة، ولم تكتفِ بذلك، إنما أرجعت سبب أزمة العشوائيات إلى أهل الصعيد الذين يهجرون محافظاتهم ويتجهون للقاهرة، ونظرًا لفقرهم وعدم قدرتهم على شراء وحدات سكنية، قرروا بناء العشش والبيوت العشوائية غير المكلفة.

وخلال العقود الماضية، كانت الحكومات المتعاقبة تنظر إلى الصعيد على أنه منطقة مغضوب عليها، فتوجّه الدولة الجانب الأكبر من الموارد والاستثمارات للقاهرة والمدن الرئيسية، على حساب محافظات الصعيد التي تعاني من الفقر والبطالة.

السيسي يغازل الصعيد بـ 20 جنيه

التهميش السابق لم يتوقف عند أعضاء الحكومات المصرية فقد، بل أن رأس الدولة حين فكر في كسب ود سكان الصعيد قبيل الانتخابات الرئاسية 2018، قام برفع سعر طن القصب 20 جنيهًا فقط، وأمر وزير ماليته عمرو الجارحي، برفع سعر توريد طن القصب من 700 جنيه إلى 720 جنيهًا، وقال السيسي خلال افتتاحه عددًا من المشروعات بمحافظة بني سويف: «إحنا موجودين هنا علشان أهل الصعيد، وعاوزين نقولهم كل سنة وإنتوا طيبين ونزود لهم سعر توريد قصب السكر 20 جنيه».

الرئيس المؤمن

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

غير أن العشرين جنيهًا التي قدمها السيسي لمزارعي القصب لم تنجح في إخفاء تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولم تتمكن من إخفاء حقيقة اتساع دائرة الفقر فضلًا عن دائرة الفقر المدقع، أو في ارتفاع الأسعار التي يصرخ منها كل الشعب وليس الفقراء وحدهم.

سمات ثورية في الشخصية الصعيدية

انتفاضة الصعيد اللافتة لم تجعل البعض يتوقف عند حجم المشاركة في هذه التظاهرات، بل ذهبت التحليلات تبحث في نوعية المشاركين وأعمارهم وتنوع فئاتهم وطبقاتهم وخلفياتهم الثقافية والدينية، والمناطق التي انطلقوا منها، وهو ما جعل مراقبين يؤكدون أن مصر مقبلة على تغيير كبير ليس في النظام السياسي فقط، بل في المجتمع وثقافته وشكل السلطة وتوزيع الثروة في قادم الأيام بغض النظر عن النتيجة العاجلة لهذه الاحتجاجات.

وإذا ما سلطنا الضوء على طبيعة الشخصية الصعيدية، فستجد أن بها العديد من المقومات التي ترفض الظلم وتقاوم الاستبداد حتى أدى ذلك لتعرض صاحبها للمخاطر، بسبب انتشار «الأنفه» و«الغيرة» وخاصة على حرماته، حتى شاع المثل بين المصريين على صاحب هذه الصفات بأنه «صعيدي ودمه حامي».

كما يحترم الصعيدي العادات والتقاليد بشكل لا مثيل له، فتراه يرجع الخطأ والصواب لمقياس العادات والتقاليد، كما أنه لا يتقبل أي شخص لا يقتنع بها، فهي بالنسبة له القانون الحاكم الذي لا يجب خرقه، كما يعتبر الصعيدي شخص وفيّ بطبعه، لا يقدر على خيانة أي شخص، كما أنه لا يسامح من خانه ويصر على معاقبته حتى لو طال الوقت.

ربما كانت هذه الصفات هي التي ساعدت على انتشار أفكار «الجماعة الإسلامية» في محافظات الصعيد رغم أنها كانت تدعو إلى استخدام العنف في محاولتها لتغيير الأوضاع التي رأت أنها خاطئة في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل حوالي 20 عامًا فقط.

الصعيد الثائر عبر التاريخ

يعد كتاب «إمبراطوريات متخيَّلة: تاريخ الثورة في صعيد مصر» لمؤلفته زينب أبو المجد كاشفًا عن تاريخ عريق لصعيد مصر، يجهله كثيرون من أبناء الجيل الحالي، وكيف يمتلك أهله كرامة ونضالا وإباءً وحرصًا على الحياة الكريمة عبر التاريخ، ولم يجد سكان الصعيد هذه الأوضاع المعيشية البائسة إلا في العقود المتأخرة.

تقول المؤلفة في الفصل الأول المعنون بـ: «قيام «جمهورية» شيخ العرب همَّام وانهيارها»، إن: «الصعيد يكون بخير دائمًا طالما حكمه أهله، ونأى بنفسه عن حكم الإمبراطورية سواء كانت إمبراطورية قبل حديثة أو حديثة. فلم تجلب الإمبراطورية معها للصعيد سوى البطش وسوء الإدارة والكوارث البيئية والأوبئة القاتلة. بينما نَعِمَ الصعيد تحت حكم أبنائه من العرب الهوارة بالأمن والاستقرار والثراء الكبير والهدوء السياسي».  

وتضيف أن «حكم الهوَّارة في الصعيد بلغ ذروته مع شيخ العرب همَّام بن يوسف الهواري، ذلك الأمير الذي أسس حكمًا عادلا يشبه «الجمهورية» في صعيد مصر خلال 40 عامًا في منتصف القرن الثامن عشر، حتى نالت دولة شيخ العرب إعجاب بعض الرحالة الفرنسيين، كما انبهر بها المثقفون المصريون ووصفها رفاعة الطهطاوي بأنها جمهورية مشابهة لما رآه في فرنسا. وكانت مصر آنذاك مقسمة لولايتين، وكان شيخ العرب همام يتعامل مباشرة مع السلطان العثماني، الذي أقر الوضعَ القائم، فلم يغز الصعيد، واكتفى بعقد سلام مع الهوَّارة، وهو ما كان أمرًا مستفزًا للقاهرة وحكامها».

 واستمر ذلك الوضع لشيخ العرب همام حتى خانه ذكاؤه وتحالف مع الأمير المملوك علي بك الكبير في سبيل الاستقلال بحكم مصر عن الدولة العثمانية، فلما تحقَّق لعلي بك الكبير ما أراد في أول الأمر انقلب على حليفه همَّام ورشى أحد أبناء عمومته لينسحب من صفوف جيشه ويقاتل ضمن صفوف المماليك، فهُزم جيش همَّام ومات مكمودًا مقهورًا عام 1769. وكانت تلك أخر مرة حُكم فيها الصعيد بأبنائه شبه مستقل عن القاهرة، حيث حكمه المماليك ثم العثمانيون مباشرة بعدما هزموا علي بك الكبير ثم جاءت الحملة الفرنسية.

دور الصعايدة في الثورات الحديثة

في كتابه «كل رجال الباشا» يقول الكاتب خالد فهمي إنه عندما أعلن محمد علي سياسية التجنيد الإجباري لبدء تأسيس الجيش النظامي، اندلعت ثورة على سياسة التجنيد في عام 1824، وكانت المقاومة الأشد فى الصعيد بمشاركة أكثر من 30 ألف فلاح وفلاحة.

 

وتسبب ذلك في انتقال الثورة إلى الوحدات العسكرية، حتى شارك فيها 700 من الفلاحين المجندين حديثًا. وبدت دولة محمد علي الجديدة على وشك الانهيار، فأمر بالهجوم على معاقل الثوار وإعلان الحرب عليهم، ولم تخمد الثورة إلا بعد أن قتل «الجيش المصري» المشكّل حديثًا أكثر من 3 آلاف مصري ومصرية خلال ثلاثة شهور، وذلك بهدف تجنيد أبناء المصريين في هذا الجيش!  

ثم جاءت الثورة العرابية؛ وشارك فيها أهل الصعيد بالمال والقتال، وضم جيش عرابي حوالي 15 ألف مقاتل من فرسان «البدو» المنتمين لمحافظات الصعيد والشرقية. وفى ثورة 1919 كان الوفد المصرى الذى تشكل بزعامة سعد زغلول يضم أربعة من أعيان الصعيد هم: محمد محمود باشا وحمد الباسل وويصا واصف وفخرى عبد النور.

وفي ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، وبالرغم من أن الشائع في مصر أن محافظات الصعيد كانت بعيدة عن الاشتراك في الثورة، إلا أن الحقيقة تقول إن قرى ومدن الوجه القبلي كان لها دور مهم في الثورة التي خرجت في القرى قبل المدن، وهو ما لم يحدث في الوجه البحري الذي اقتصرت فيه التظاهرات في القاهرة وعواصم المحافظات.

فقرى مثل دلجا، وكفر خزام، في مركز ديرمواس، والشراينة، وشوشة بسمالوط، والقيس في بني مزار، وأبو شحاتة والكوادي في مطاي، وطهنا الجبل وريدة في مركز المنيا، والخياري في أبو قرقاص، والبياضية والمعصرة في ملوي، وعطف حيدر في العدوة، كل تلك القرى وغيرها في محافظة المنيا شهدت حراكًا شعبيًّا إبان ثورة يناير، لكنها لم تحظ بتغطية إعلامية مثل القاهرة وبقية المدن الكبرى.

محافظة قنا أيضًا شهدت مثل هذا التظاهرات ولكن تركزت في المدينة بشكل أساسي. وفي محافظة بني سويف شهد مركز ببا إطلاق نار من الضباط على الأهالي من المتظاهرين وأدى ذلك إلى سقوط قتلى. وفي أسوان، شهد ميدان المحطة وشارع أبطال التحرير وميدان كوم أمبو وشارع السوق في كوم أمبو، تظاهرات ومسيرات هتفت بسقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك.

اجمالي القراءات 897