المصريون يقاومون قسوة «النظام» بالألعاب.. والنكت.. والكليبات

في الجمعة ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تحت عبارة «مصر كلها بشر» رتب الأرقام من صفر إلي تسعة ثم اختر منها ثلاثة أرقام، واعكسها ثم اطرح الرقم ممن عكسه واجمع الناتج علي عكسه، وآخر مرحلة اضرب الناتج في ٣٠ والناتج المكون من خمسة أرقام سيوزع علي عبارة «مصر كلها بشر» ودائماً تأتي النتيجة «مبارك».

كل ما سبق هو أحدث لعبة سياسية يتداولها الشباب علي مواقع الإنترنت، تحمل رسالة سياسية مباشرة، هي أن كل الطرق تؤدي إلي شخص واحد هو الرئيس «مبارك».. اللعبة الجديدة لم تكن هي الأولي من نوعها التي تستغل اسم الرئيس وتلعب علي الوتر الحساس في علاقة المصريين به وترمز إلي أحداث حقيقية تشهدها مصر، فقبل عدة أشهر ومع الانتخابات الرئاسية ظهرت لعبة عبارة عن دعوة للمشاركة في الانتخابات عن طريق الإنترنت، يتصدرها سؤال «لماذا لا تقول رأيك بصراحة.. هل ترشح الرئيس مبارك لفترة حكم أخري.. أدل برأيك وقل نعم أو لا».. وتكمن المفارقة في أن رابط الاختيار «لا» لا يمكن الوقوف عليه أو اختياره.

لم تقتصر الظاهرة علي مجرد الألعاب فحسب، بل تعدتها إلي الكليبات التي يستخدم فيها الجرافيك في وضع صورة الرئيس خلال الكليب، وتعديل الكلمات بحيث يبدو وكأنه يقولها.

الألعاب والكليبات والنكت شكلت ظاهرة امتزج فيها أكثر من عامل واعتبرها د.«وحيد عبدالمجيد» الخبير في مركز الأهرام للدراسات تعبيراً عن فراغ سياسي وتحرر من الخوف، أديا إلي لجوء قطاعات كبيرة من المصريين إلي أساليب غير تقليدية لملء هذا الفراغ، فأصبحت لديهم قدرة علي النقد بجرأة وبدأوا يخوضون في أمور كانت بعيدة عنهم.

وأضاف «عبدالمجيد»: المشكلة أن النظام استهان بتغيير المجتمع في السنوات الأخيرة، ولم يقدر خطورته، وتصور أنه يستطيع التعامل مع ما يحدث بالطريقة نفسها التي تعامل بها منذ ٢٠ عاماً، فوقتها كان مجرد الهجوم علي وزير في الحكومة يعد انقلاباً خطيراً، الآن المسألة تجاوزت الوزراء إلي أعلي سقف في الدولة، وأكد «عبدالمجيد» أن مثل هذه الألعاب والنكت والكليبات لا تحدث في دول أوروبا وأمريكا في الخفاء، بل يعلن صاحب اللعبة عن لعبته، ويوقع صاحب النكتة باسمه، والمصري يلجأ لهذه الطريقة - بما فيها من تطرف وخروج عن المألوف - لأن المألوف ممنوع عليه، فيلجأ إلي أشياء لا يمكن ضبطها أو منعها.

وفسر الدكتور «محمد المهدي» استشاري الطب النفسي ارتباط هذه الألعاب والكليبات بشخص الرئيس وابتعادها عن الحكومة، بأنه أمر منطقي، فالرئيس هو الوحيد الذي يملك كل شيء وبقية مؤسسات الدولة شكلية «ملهاش دور في صنع القرار».



اجمالي القراءات 3528