بحجم مدينة.. علماء يرصدون أكبر نجم نيوتروني على الإطلاق

في السبت ٢١ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تمكن فريق بحثي من الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم بالتعاون مع تلسكوب "غرين بانك" من رصد نجم نيوتروني هو الأكبر على الإطلاق في سجلات الفلكيين، بكتلة تساوي أكبر قليلا من ضعف الشمس، لكنه كثيف جدا لدرجة أن قطره يساوي حوالي ثلاثين كيلومترا فقط.

وجاء في الدراسة الخاصة بهم، التي نشرت في دورية "نيتشر" يوم 16 سبتمبر/أيلول الحالي، أن النجم المسمى J0740+6620 يبتعد عنا حوالي 4600 سنة ضوئية، وعبر فحص النبضات الكهرومغناطيسية الصادرة منه تبين أنها تتأخر بقدر طفيف جدا، حوالي 10 ملايين جزء من الثانية فقط.

وكان سبب التأخر في النبضات الكهرومغناطيسية أن هذا النجم النيوتروني لا يقف وحيدا في الفضاء، بل يدور مع نجم آخر من فئة تدعى الأقزام البيضاء، وتؤثر كتلة النجم النيوتروني في نمط هذا الدوران، مما يؤثر بدوره في تلك النبضات، وهذا ما مكن العلماء من استنتاج كتلته.


النجوم النيوترونية كثيفة لدرجة أنها قد تكون بكتلة نجمين كالشمس (ناسا)
النجوم النيوترونية كثيفة لدرجة أنها قد تكون بكتلة نجمين كالشمس (ناسا)

وتلتقط التلسكوبات على الأرض الإشارات من النجوم النيوترونية النابضة، مثل J0740+6620، بدرجة من السهولة، فكثافة النجم الشديدة تتسبب في مجال مغناطيسي قوي يتسبب بدوره في تسخين الأقطاب بصورة هائلة فتطلق نفاثات قمعية الشكل.

والنجوم النيوترونية هي صورة كثيفة للغاية من النجوم، ولفهم كيفية تكونها وسبب صغر حجمها مع ضخامة كتلتها يمكن أن نبدأ من كيمياء المرحلة الإعدادية حينما تعلمنا أن الذرة تتكون من نواة تحتوي على بروتونات ونيوترونات، وحول النواة تدور الإلكترونات.

أغرب أجرام الكون
تخيل أن الذرة هي قاعة مسرح ضخمة، على جدران القاعة تدور الإلكترونات، وفي منتصف القاعة تماما سنضع حبة أرز صغيرة تمثل النواة، وما بين النواة والإلكترونات فراغ شاسع يملأ أكثر من 99% من حجم الذرة.

وفي نهاية أعمارها، تنضغط النجوم العملاقة على ذاتها بقوة شديدة مما يدفع الإلكترونات للاقتراب شيئا فشيئا من نواة الذرة وتقليص تلك المساحة الفارغة، وفي مرحلة ما تتحد الإلكترونات السالبة مع البروتونات الموجبة لصناعة نيوترونات متعادلة الشحنة، فيكون كل تركيب النجم هو نيوترونات، ومن هنا جاء لقبه.

النجم J0740+6620 هو أكثر الأجرام التي رصدها العلماء كثافة حتى الآن، وهو كثيف لدرجة أن وزن ملعقة شاي واحدة منه يساوي وزن جبل إفريست صاحب أعلى قمة في العالم.

ويأمل الفريق البحثي أن تساعد تلك النتائج في تطوير فهم العلماء لطبيعة هذه الأجرام البالغة الغرابة، فرغم أن الثقوب السوداء هي أكثر أجرام الكون كثافة، لكن لا يمكن رصد ما يحدث بداخلها، أما النجوم النيوترونية فيمكن رصدها، وربما تساعد يوما ما على تطوير فيزياء جديدة توسع من نطاق فهمنا لأصول الكون وكيفية تطوره.

اجمالي القراءات 847