لهواة الفلك والأجرام السماوية - لك أو لطفلك.. دليلك المبسط لشراء أول تلسكوب

في السبت ٣١ - أغسطس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

يظن كثيرون أن الحصول على تلسكوب من أجل تأمل روائع سماء الليل، مثل القمر أو الكواكب أو المجرات، هو مهمة صعبة ومعقدة وتحتاج لكثير من الجهد وحسابات التكبير والتقريب، لكنها في الواقع مهمة غاية في السهولة، فقط إذا تعلمت بعض الأساسيات التي سنقدمها لك الآن في دليل مبسط يخلو من الحسابات المعقدة.

قُطْر التلسكوب
عند شراء تلسكوبك الأول، سواء لنفسك أو لطفلك الذي تخطى حاجز العاشرة من العمر، فابحث عن معيار أساسي واحد، وهو قُطْر التلسكوب، ويعني قُطر فتحة التلسكوب الرئيسة، ويقاس قُطر التلسكوب غالبا بالإنش (البوصة) التي تساوي حوالي 2.5 سنتيمتر.

وكلما كان التلسكوب ذا قُطر أكبر، كان ذا قدرة أكبر على التقريب، لأن آلية عمل التلسكوبات هي تجميع الضوء من الأجرام البعيدة وتقريبها، وكلما كان تلسكوبك ذا قطر أكبر، تمكن من جمع كمية أكبر من الضوء، وبالتالي رؤية عدد أكبر من الأجرام السماوية.

وتتنوع أقطار التلسكوبات الخاصة بالهواة بصورة كبيرة، فتبدأ من ثلاث بوصات وصولا إلى أكثر من 25 بوصة، لكن بالنسبة لمبتدئ، مع ميزانية تصل فقط إلى سعر هاتف ذكي متوسط، فإن بداية ممتعة ومناسبة جدا يمكن أن تكون مع تلسكوب بقطر أربع إلى ست بوصات.

ويمكن لك عبر تلسكوب مثل هذا أن ترى تفاصيل القمر بصورة واضحة جدا، وكذلك يمكن أن ترى كثيرا من النجوم المزدوجة -تلك التي تدور حول بعضها بعضا- وكثيرا كذلك من تجمعات النجوم بأنواعها، وبعض السُّدُم (الأجرام السماوية المنتشرة وغير المنتظمة) اللامعة مثل سديم الجبار الرائع، وبعض المجرات مثل مجرة أندروميدا (تحتوي 250 مليار نجم وتبعد 2.5 مليون سنة ضوئية).


صورة للقمر من تلسكوب صغير في الخسوف الجزئي الأخير (الجزيرة)
صورة للقمر من تلسكوب صغير في الخسوف الجزئي الأخير (الجزيرة)

أنواع التلسكوبات
هناك عدة أنواع من التلسكوبات، بعضها يستخدم المرآة العاكسة، وبعضها يستخدم العدسة الكاسرة، والبعض يستخدم الاثنتين. ويظل تأثير القُطر رئيسا في أي من تلك الأنواع، والاختلافات فيما بينها تتعلق بالجودة والسعر.

التلسكوبات الكاسرة، التي تستخدم العدسات، تكون أثقل وأصعب في الحمل من رفيقاتها العاكسة، التي تستخدم المرايا، كذلك فهي أغلى بفارق كبير في السعر لكن صورتها تكون أفضل، أما التلسكوبات التي تستخدم المرايا والعدسات، تسمى الكاسغرين، فهي أفضل ولكنها الأغلى في السعر.

ولأجل بداية جيدة مع التلسكوبات، تدفع خلالها مبلغا صغيرا، يمكن لك أن تبدأ مع تلسكوب عاكس، فهو أرخص مع فارق جودة لا يعول عليه، كذلك يمكن أن تستثمر النقود الإضافية في اختيار قُطْر مناسب، لأنه كلما ازداد قُطْر التلسكوب كان السعر أكبر.

تجربة ممتعة
أما عن حامل التلسكوب فهناك عدة أنواع، لكن في المجمل، ولأغراض التبسيط، يمكن أن نقسمها إلى نوعين أساسيين، الأول محوسب ومزود بأداة لتتبع الأجرام السماوية الأخرى، والثاني يدوي، الحامل الأول أسهل لكنه أغلى بفارق كبير ولا يقدم متعة السماء الحقيقية، التي تبدأ بتتبعك الأجرام السماوية بنفسك والبحث عنها.

ومع التلسكوب، يمكن كذلك أن تحصل على بعض الأدوات الممتعة، مثل "الفلتر الشمسي" الذي يستخدم من أجل تأمل البقع الشمسية، حيث لا يمكن بحال أن تنظر إلى الشمس عبر التلسكوب بشكل مباشر، لأن هذا ضار جدًا.

في النهاية، يمكن أن تستمتع جدا -ولسنوات طويلة- أنت أو طفلك مع تلسكوب عاكس بقطر حوالي أربع إلى ست بوصات، مع حامل بسيط، ولن يكلفك هذا التلسكوب كثيرا، وفي الوقت نفسه سيكون أداة جيدة في منزلك للاستمتاع بروائع السماء ليلا.

اجمالي القراءات 892