جارديان: نيران غريبة تلتهم محاصيل وأقوات السنة بالعراق

في الخميس ١٥ - أغسطس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على الحرائق التي دمرت مساحات واسعة من المحاصيل العراقية في مناطق سنية خلال فصل الصيف.

جاء هذا في تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس تحت عنوان :" مشكلة العراق الملتهبة: نيران غريبة تدمر المحاصيل والقوت".

وقالت الصحيفة إن النيران التي تغطي أعمدة الدخان المنبثقة منها سماء محافظة نينوى، فاقت الحدود لدرجة أن الفلاحين هناك يصفونها بأنها ليس لها مثيل، بعد أن حولت آلاف الفدادين من القمح والشعير إلى بقع سوداء قاحلة.

ونقلت الصحيفة عن مواطن عراقي يدعى جلال وهو يلتقط حفنة من عيدان الشعير المتفحة في حقله قرب بلدة سينجار قوله:" انظروا إلى هذا، أقوات الناس دُمرت.. لن يكون لدينا محصول أفضل من هذا العام ولا حتى خلال المائة عام المقبلة".

وكانت الأمطار الغزيرة وعودة الاستقرار النسبي بعد هزيمة داعش تبشر بمحصول وفير، بل وأنعشت الآمال في أن العراق يمكن يحقق الاكتفاء الذاتي من هذه المحاصيل.

وفي 16 يوليو الماضي قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي : على الرغم من الحرائق فإن العراق أنتج حتى الآن كمية قياسية من القمح، مضيفا أن كميات محدودة فقط من المحاصيل تعرضت للتدمير.

ولكن شهادات على أرض الواقع وبيانات تم الحصول عليها من مسئولين محليين تشير إلى أن تأثير النيران أكبر مما تعترف به الحكومة.

ونقلت الصحيفة عن دريد حكمت مدير الزراعة في نينوى أن محافظته وحدها سجلت 75000 فدان من المحاصيل المحروقة حتى 25 يونيو الماضي، أي أربعة أضعاف الرقم الذي قدمه رئيس الوزراء لمساحات المحاصيل المحترقة في الدولة بأكملها.

وعلى الرغم من أن تأثير الحرائق واضح للعيان، إلا أن الأسباب تظل محاطة بالغموض.

وعزا رئيس الوزراء الحرائق بشكل واسع إلى حوادث مثل الشرر المتطاير من ماكينات الحصاد.

وفي مؤتمر صحفي أبلغ عبد المهدي الصحفيين بأن:" معظم الحرائق كانت نتيجة أسباب طبيعية .. نسبة الحرائق الناتجة عن أنشطة إجرامية أو إرهابية تبلغ حوالي 30%".

لكن هذه الرواية كان من الصعب أن يقبل بها المزارعون الذين يقولون إنهم لم يشاهدوا حرائق بهذا الشكل على الإطلاق.

ويقول مسئولون محليون ليس هناك تحقيق معمق في الأسباب الأمر الذي زاد من معدل التوقعات.

وأثرت الحرائق بشكل خاص على المجتمعات السنية واليزيدية التي ناضلت من أجل التعافي من سنوات الحرب والنزوح.

 

ولم تقدم وزارة الداخلية العراقية، ممثلة بمديرية الدفاع المدني، أيا من الجناة الحقيقيين ممن يقفون وراء إشعال الحرائق، للعدالة، رغم تقديمها جملة من الأسباب، التي أدت إلى إحراق مساحات واسعة.

وأبرز الأسباب التي عرضتها مديرية الدفاع المدني، والتي تقف بحسب المديرية خلف 272 حادثا خلال شهر واحد، كانت على النحو التالي:

74 حادثا نجمت عن عطب في أسلاك كهربائية، 35 حادثا متعمدا، 25 حادثا نتيجة شرارة نارية من الحاصدات الزراعية، 32 حادثا نتيجة مصدر ناري خارجي، و84 حادثا يتم تحديدها جنائيا.

ولم تقنع هذه الأسباب الكثيرين، خصوصا أصحاب المزارع والجمعيات الفلاحية الذين قدرت خسائرهم بمليارات الدولارات.

واتهم نواب ومحللون جهات داخلية وخارجية بالوقوف وراء هذه الحرائق لضرب الاقتصاد الوطني ومنع تحقيق الاكتفاء الذاتي.

اجمالي القراءات 950