إحداها استمرت 350 عاماً دون إراقة نقطة دم واحدة.. أطول الحروب في التاريخ

في الثلاثاء ٠٩ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

هل تصورت يوماً أن ثمة حروباً ظلت لمدة تجاوزت 700 عام، ولسوء الحظ لم يدفع من أشعلوا هذه الصراعات الثمن وحدهم، لكل أجيالاً تبعتهم ظلت تتكبد مرارة هذه الحروب لسنوات تلت، 
في هذه السلسلة نعرض لك أطول الحروب في التاريخ والتي استمر بعضها مئات الأعوام وفقاً لموق World Atlas الكندي

10. صراع كارين الإثني (منذ 1949 إلى الآن؛ مستمر منذ 67 عاماً)

صراع كارين هو أطول حرب أهلية في العالم؛ بدأت عام 1949 ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. ويشمل هذا الصراع أهالي ولاية كارين (المعروفة الآن باسم كايين) في ميانمار (بورما)، وهم إحدى أكبر المجموعات العرقية في منطقة جنوب شرق آسيا، الذين يقاتلون منذ مطلع 1949 للحصول على دولة مستقلة، ويعتنق أغلب أهل كارين الدين الإسلامي ويتعرضون لاضطهاد شديد 

تدور هذه الحرب الأهلية بين طرفين أساسيين هما: اتحاد كارين الوطني وهو منظمة سياسية لها جناح عسكري والقوات المسلحة في ميانمار (المعروفة باسم تاتماداو)

وأسفر الصراع عن سقوط آلاف الضحايا على مدار سنوات، ودفع كثيراً من أهل منطقة كارين الفرار من بلدهم إلى دول مجاورة.     

9. حرب الاستقلال الهولندية (1568- 1648؛ استمرت 80 عاماً)

استمرت حرب الثمانين عاماً، المعروفة أيضاً باسم الثورة الهولندية، منذ عام 1568 وحتى عام 1648؛ وشهدت هذه الفترة انتفاض 17 مقاطعة في هولندا ضد ملك إسبانيا فيليب الثاني

 في بدايات الثورة، تمكنت قوات الملك من قمع المتظاهرين وإخماد ثورتهم، لكنهم تمكنوا بعدها من استعادة صفوفهم، وفي العام 1572 دخل المتمردون مدينة بريلهه، مُلحقين بإسبانيا هزيمة كبرى. 

وأخيراً في عام 1648، حصلت المقاطعات الـ17 على استقلالها، وأصبحت تُعرَف باسم المقاطعات المتحدة أو الجمهورية الهولندية.                           

8. الحرب السلوقية-الفرثية (238- 129 قبل الميلاد؛ استمرت 109 أعوام) 

شملت الحرب السلوقية الفرثية سلسلة من الصراعات بين الإمبراطورية السلوقية في بلاد فارس (الاسم التاريخي لإيران) وإقليم فرثيا (شمال شرقي إيران حالياً)

أسفرت الحرب في النهاية عن سقوط الإمبراطورية السلوقية التي كانت تمتد من سوريا وحتى نهر السند، ونشأة الإمبراطورية الفرثية محلها 

عانت الأسرة السلوقية من حركات انفصالية في الأقاليم الهلنستية في الغرب، واستغل حاكما إقليمي باختر وفرثيا، التابعين للإمبراطورية السلوقية، الاضطرابات وأعلنا إقليميهما النائيين دولتين مستقلتين.

ونتيجة لذلك اجتاحت قبائل برني الإيرانية من شرق آسيا فرثيا عام 238 قبل الميلاد، وسيطرت على أراضٍ فيها وأطلقت على نفسها اسم الفرثيون (أو البارثيون). ولأنَّ السلوقيين كانوا منهمكين وقتها في الحرب ضد الدولة البطلمية في مصر، خسروا مساحات شاسعة من أراضيهم الواقعة شرق فارس ومملكة ميديا لصالح الفرثيين.

وفي العام 209 قبل الميلاد، كان الملك السلوقي أنطيوخوس الثالث مستعداً لاستعادة الأراضي التي خسرتها مملكة أسلافه؛ لذا بدأ في شن حملة ضد الفرثيين. وتمكن من هزيمتهم وتقويضهم في  فارثيا.

 إلا أنَّ السلوقيين بدأوا يفقدون سيطرتهم على الأرض حين هزم الرومان أنطيوخوس في معركة مغنيسيا؛ وأصبحت فرثيا بعدها تحت حكم الأرشكانيين (سلالة حاكمة)، وبدأالملك الفرثي الجديد يستحوذ على الأراضي السلوقية

 وفي عام 139 قبل الميلاد، تعرض السلوقيون للهزيمة على يد الفرثيين في معركة كبرى انتهت بأسر الملك السلوقي ديميتريوس الثاني؛ ليرسي بذلك الفرثيون أنفسهم الحكام الجدد في المنطقة.

7. حرب بلانتاجانت-فالوا أو حرب المائة عام (1337-1453؛ استمرت 116 عاماً)

حرب المائة عام هي صراع طويل دار بين أسرتين ملكيتين زعمت كل منهما أنها المنافس الشرعي على عرش فرنسا. 

اشتعل فتيل الحرب بموت ملك فرنسا تشارلز الرابع عام 1328م، آخر الكابيتيين، الأسرة العليا الحاكمة لفرنسا ولم يكن له وريث؛ ومن ثم أصبح العرش الفرنسي شاغراً. 

وكان المتنافسان الأساسيان على العرش هما أسرة بلانتاجانت، وأسرة فالوا، حكمت الأولى إنجلترا في القرن الثاني عشر، وتنحدر في الأصل من  منطقتي أنجو ونورماندي في فرنسا.

 وبينما زعمت أسرة بلانتاجانت أنَّها تجمع بين حكم فرنسا وإنجلترا، زعم آل فالوا أنَّهم حكام مملكة فرنسا. وتقاتلت 5 أجيال من الأسرتين المتناحرتين على عرش فرنسا في الفترة ما بين 1337 وحتى 1453

فرضت أسرة بلانتاجانت حصاراً على مدينة أورليان، الموقع التقليدي لإعلان مراسم تتويج الملوك عند أسرة فالوا، إلا أن الملك تشارلز الذي ينتمي لأسرة الفالوا تمكن من استعادة فرنسا وأجبر قوات بلانتاجانت على الانسحاب منها.

6. البيزنطيون والعثمانيون (1265-1479؛ استمرت 214 عاماً)

امتدت الحروب البيزنطية-العثمانية لفترة بلغت 214 عاماً بين عامي 1265 و1479. وانتهت بسقوط الإمبراطورية البيزنطية وصعود الإمبراطورية العثمانية على الأراضي التي كانت تخضع سابقاً للبيزنطيين.

وبحلول عام 1204، احتلت الحملة الصليبية الرابعة القسطنطينية، عاصمة الدولة البيزنطية. واستغلت سلطنة الروم هذه الفرصة للاستحواذ على الأراضي البيزنطية في غربي آسيا الصغرى (الأناضول).

 إلا أنَّه في عام 1261، تمكنت إمبراطورية نيقيا (أكبر الدويلات التي أنشأها البيزنطيون بعد سقوط القسطنطينية) من استعادة القسطنطينية من الإمبراطورية اللاتينية. 

وظلت الإمبراطورية البيزنطية تواجه تهديدات خلال تلك الفترة، واحد من أخطر هذه التهديدات كان عثمان الأول، الذي يذكره التاريخ على أنَّه مؤسس الدولة العثمانية.

ففي البداية، أعلن عثمان الأول نفسه سلطان الإمارات العثمانية، ثم في عام 1380 استحوذ على تراقيا (جنوب شرق البلقان) من البيزنطيين. وبحلول عام 1400، انحسرت الإمبراطورية البيزنطية إلى مساحة صغيرة جداً مقارنة بمملكة البيزنطيين الشاسعة الأصلية، وفي عام 1479 ومع انتهاء الحروب البيزنطية-العثمانية، أصبحت الهيمنة العثمانية راسخة عبر شرق البحر المتوسط.                    

5. حرب البيزنطيين والسلاجقة (1048- 1308؛ 260 عاماً)

استمرت الحروب البيزنطية-السلاجقية 260 عاماً، تغيرت فيهم موازين القوى لصالح الأتراك السلاجقة في منطقة آسيا الصغرى وسوريا في مواجهة الإمبراطورية البيزنطية

وفي العام 1064 استحوذ سلطان السلاجقة ألب أرسلان على أرمينيا من البيزنطيين، وفي العام 1067 حاول الأتراك غزو آسيا الصغرى، لكن البيزنطيين شنوا حملة مضادة دفعتهم للتقهقر.

إلا أن الأتراك انتصروا على السلاجقة في معركة ملاذكرد التي اندلعت في العام 1071 وتمكنوا من هزيمة القوات البيزنطية وإسقاط الإمبراطورية 

وبالرغم من الانتصار الساحق الذي حققوه، استمر حكم البيزنطيين على آسيا الصغرى، واستغرق الأتراك 20 عاماً أخرى لفرض سيطرتهم بالكامل على شبه جزيرة الأناضول (آسيا الصغرى). 

4. حرب أريكو (1536-1818؛ استمرت 282 عاماً) 

حرب أريكو هي إحدى أطول الحروب التي شهدها التاريخ إذ استمرت 282 عاماً منذ 1536 وحتى 1818.

كانت الحرب بين الإسبان الذين حاولوا استعمار موطن جماعة مابوتشي السكان الأصليين للمنطقة في أمريكا الجنوبية.

 وفي عام 1536، رفض المابوتشي السماح للإسبان بمواصلة التقدم وهاجموا الجيش الإسباني الصغير.

 وعلى الرغم من أنَّ الإسبان كانوا أقل عدداً، إلا أنهم كانوا مزودين بأسلحة أحدث سمحت لهم بقتل أعدادٍ هائلة من المابوتشي وإجبار من نجا منهم على الانسحاب، وأوقعت الحرب خسائر فادحة في الأرواح 

قيام دولة تشيلي أنهى الصراع بين المابوتشي والإسبان، واستخدمت دولة تشيليالجديدة القوة والدبلوماسية لإخراج ما تبقى من السكان الأصليين من أراضيهم؛ ما أسفر عن وقوع العديد من القتلى بسبب الجوع والأمراض والخسائر الاقتصادية الخانقة.        

3. حرب الهولنديين وجزر سيلي (1651-1986؛ استمرت 335 عاماً) 

واحدة من أطول الحروب في التاريخ، وربما أغربها، إذ لم تشهد اندلاع أي معارك أو إراقة دماء، وتُعرَف أيضاً باسم حرب الثلاثمائة وخمس وثلاثين عاماً.

بدأ الصراع في 30 مارس/آذار 1651 بعد الحرب الأهلية الإنجليزية بين البرلمانيين والملكيين. إذ قرر الهولنديون، وهم حلفاء قدامى لإنجلترا، الوقوف إلى جانب البرلمانيين؛ وهو ما اعتبره الملكيون، الذين كانت تربطهم سابقاً علاقات ودية مع الهولنديين، خيانة. 

وعليه أغار الملكيون على سفن تجارية هولندية عقاباً لهم على خيانتهم إلا أنَّه بحلول عام 1651، أُبعِد الملكيون من إنجلترا بأكملها باستثناء مجموعة صغيرة من الجزر، تُسمى «جزر سيلي«.

 ولأنَّ الهولنديين مُنيوا بخسائر تجارية بسبب الملكيين، قرروا تلقينهم درساً بإرسال قوات بحرية إلى المنطقة لتهديدهم

 وأُعطيت أوامر للقائد الهولندي ترومب، بإعلان الحرب إذا لم يدفعوا أموالاً عن الخسائر التي تسببوا بها، إلا أنَّ الملكيين رفضوا الدفع؛ ما أجبر ترومب على إعلان الحرب. 

إلا ان ترومب تراجع عن الاشتباك معهم، وعاد دون قتال، وسرعان ما استسلم الملكيون للبرلمانيين، وكان قد نسي الهولنديون بالأساس أنَّهم أعلنوا الحرب.

وبعدها بما يزيد على ثلاثة قرون، عثر المؤرخ المحلي روي دنكان صدفةً على مخطوطات في سيلي تخص الحرب، ودعا السفير الهولندي لدى بريطانيا العظمى لزيارة سيلي والتفاوض حول الهدنة، وأُبرِمَت اتفاقية السلام في 17 أبريل/نيسان 1986، لتنتهي بذلك «الحرب الزائفة» بين الهولنديين وجزر سيلي التي كانت قد أعلنت ونسي أطرافها أسبابها.                   

2.  حروب الرومان والفرس (92 – 629 قبل الميلاد؛ استمرت 721 عاماً) 

دارت لمدة 721 عاماً بين العالم الروماني وإمبراطوريتين إيرانيتين متعاقبتين، هي الفرثية والساسانية. 

استعرت المعركة الأولى عام 92 قبل الميلاد حين تقاتلت الجمهورية الرومانية مع الفرثيين وعقب وقف الأعمال العدائية مع الفرثيين، واصل الرومان معاركهم ضد الجمهورية الإيرانية التالية؛ وهي الساسانية. 

وفي عام 629 قبل الميلاد، أخمدت غزوات المسلمين العرب نيران هذه الحروب؛ إذ دمرت كلاً من الإمبراطورية الرومانية الشرقية (أو البيزنطية) والإمبراطورية الساسانية. وظلت الأوضاع مستقرة إلى حدٍ كبير

 ومع ذلك، كان لهذه الحرب تداعيات اقتصادية مدمرة على الرومان والفرثيين، والساسانيين من بعدهم.               

الحروب الأيبيرية الدينية (711-1492؛ استمرت 781 عاماً)

الحروب الأيبيرية الدينية، أو حروب الاسترداد، هي واحدة من أطول الحروب استمراراً على الإطلاق، ووقعت في شبه جزيرة أيبيريا (التي تشمل إسبانيا والبرتغال حالياً) 

استمرت لما يقرب من 781 عاماً، منذ 711 وحتى 1492، إذ  شهدت هذه الفترة اندلاع سلسلة طويلة من المعارك بين الممالك المسيحية والموريين (المسلمون سكان شبه جزيرة أيبيريا والأندلس) في محاولة للسيطرة على شبه الجزيرة.

 وفي عام 711، عبر الموريون الذين كانوا يسكنون منطقة شمال إفريقيا البحر المتوسط، وتقدموا تدريجياً نحو أوروبا

 وبدأت معارك الاسترداد باندلاع معركة كوفادونغا عام 718 حين هزم الملك المسيحي بيلايو حاكم قبائل القوت الغربيين، جيش المسلمين بقيادة علقمة اللخمي

 وعلى مدار قرون عديدة تالية، دارت سلسلة من المعارك بين المسيحيين والموريين، حقق كلاهما خلالها انتصارات، ومنيوا كذلك بخسائر. 

وفي السنوات اللاحقة لمعركة الاسترداد أعلنت الكنيسة الكاثوليكية هذه المعركة «حرباً مقدسة» على غرار الحملات الصليبية، وشاركت العديد من التنظيمات العسكريّة التابعة للكنيسة الكاثوليكية في الحرب. 

وبحلول القرن الخامس عشر، لم يبقَ لدى الموريين سوى أراضٍ قليلة تحت سيطرتهم وفي عام 1469، شكَّل الزواج التاريخي بين الملك فرناندو حاكم أراغون والملكة إيزابيلا الأولى حاكمة قشتالة نهاية الفتح الإسلامي لشبه جزيرة أيبيريا حين قاتلت القوات المشتركة لفرناندو وإيزابيلا ضد الموريين، ونجحت في إسقاط غرناطة في العام 1492، ومن هنا وضعوا النهاية لمعارك الاسترداد.                   

اجمالي القراءات 1237