مترجم: حيوان عمره ملايين السنين.. علماء يكتشفون أول مخلوق يطير منذ لحظة ولادته

في الخميس ٠٤ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

يكتشف العلماء تفاصيل جديدة عن حياة الديناصورات من آنٍ لآخر. لذا أعدَّت كارلي كاسيلا تقريرًا لموقع «ساينس أليرت» حول اكتشاف جديد توصَّل إليه العلماء يتعلق بنوع من الديناصورات باعتباره أول مخلوقٍ يطير منذ الولادة.

أفاد التقرير أنَّ سماء الأرض كانت موطنًا لمخلوقٍ يختلف عن المخلوقات التي نراها اليوم، قبل 200 مليون عام. ليس ذلك المخلوق طائرًا أو ديناصورًا، بل كان ذلك الزاحف المُنقرض منذ فترةٍ طويلة «مولودًا ليطير» حرفيًا.

إذ كشفت نظرةٌ جديدة على الأجِنَّة المُتحجِّرة لنوع من الديناصورات يسمى بتيروداكتيلوس عن مدى استقلالية تلك الحيوانات المُرفرِفة المزعومة على أرض الواقع، بحسب التقرير. واكتُشِفَت أجِنَّةٌ لم تولد لتلك المخلوقات للمرة الأولى عام 2004 في الصين، وكان يُعتقد أنَّها ذات أجنحةٍ ضعيفة النمو، مما أقنع بعض العلماء بأنَّ الديناصورات من نوع بتيروداكتيلوس التي لم تفقس بعد كانت تتطلَّب عنايةً أبويةً مُمتدة قبل أن يحلموا بفرد أجنحتهم.

لكن ديفيد أنوين، عالم الأحياء القديمة، وتشارلز ديمينج، عالم الحيوان، يعتقدان أنَّهما دحضا هذه الفرضية. إذ كتبا، بحسب ما أورده موقع «ساينس أليرت»: «على النقيض، جادلنا بأنَّ التيروصورات كانت قادرةً على الطيران بمُجرَّد فقسها، وأنَّها لم تكن بحاجةٍ إلى رعايةٍ أبوية على الأرجح، مما يعني أنَّ شكل وتاريخ حياة التيروصورات كان مُختلفًا تمامًا عن الاعتقاد السائد، مُقارنةً بالطيور الموجودة حاليًا».

وأوضح الموقع أنَّه على الرغم من أنَّ الدراسات السابقة التي أُجرِيَت على الحيوانات المُرفرِفة من فصيلة الديناصورات من نوع بتيروداكتيلوس كانت تميل إلى الاعتماد على التأكيدات النوعية فقط، فإنِّ الدراسة الجديدة تستخدم العديد من خيوط الأدلة التي تُظهِر أن بعض البيض والأجِنَّة يجب إعادة نسبهم إلى مراحل سابقة.

وأفاد التقرير أنَّ فحص طول الأطراف، وحجم البيضة، وشكل البيضة لدى كافة الأجنة المعروفة حتى يومنا هذا -ومنها الحفريات المُخبأة داخل الصخور في الصين، والتي تحوي مئات البيضات- دفع الباحثين إلى مقارنة نموها بالطيور والزواحف المُعاصرة. وتعرَّفا وسط كشوفاتهما إلى عينات الديناصورات من نوع بتيروداكتيلوس في المراحل الجنينية المُبكِّرة والمُتوسطة والمُتأخِّرة، والتي ماتت قبل فقسها مُباشرةً.

وبمُجرَّد تقسيمها إلى تلك الفئات، فَحَصَ الفريق مُختلف مراحل تكوين العظام، أو التعظُّم، في تسع أنواع مُختلفة من الديناصورات من نوع بتيروداكتيلوس. وكانت هُناك عظمةٌ واحدة أبرز من غيرها بحسب التقرير: العظمة الرابعة في اليد، التي يُطلَق عليها اسم البنصر لدى البشر، أو «إصبع الجناح» لدى الطيور وأيضًا الديناصورات من نوع بتيروداكتيلوس. وتُعَدُّ هذه العظمة «علامة نُمو» رئيسية، لأنَّها واحدةٌ من آخر العظام التي تكتسب الصلابة.

وأورد التقرير أنَّ كاتبي الدراسة جادلا بأنَّ نُمو واستطالة تلك العظام في وقتٍ مُبكِّر، يكشف أنَّ «مُكوِّنات فريدة من نوعها لدى التيروصورات كانت حاضرةً في المراحل المُبكِّرة من تكوين الهيكل العظمي، وكانت تُؤدِّي دور الخلايا الأرومية التشريحية في المراحل الأخيرة من النُمو قبل الولادة».

 

 

وأوضح «ساينس أليرت» أنَّ الدراسة الجديدة ترجح، بجمع كافة تلك الأدلة معًا، أنَّ التيروصورات كانت «قادرةً على الطيران خلال المراحل المُبكِّرة من نُموِّها في أعقاب الولادة». وربما لا يعني هذا بالضرورة أنَّ الحيوانات المُرفرِفة الزاحفة لا تلقى رعايةً أبوية بشكلٍ من الأشكال -مثل الحماية من الحيوانات المُفترسة مثلًا- لكن كاتبي الدراسة ينفون وجود دليل مُباشر يدعم فكرة أنَّها كانت بحاجةٍ إلى الرعاية الأبوية لمُساعدتها على الطيران.

وأورد الموقع تصريحات أنوين لصحيفة «نيويورك تايمز»، إذ قال: «من غير المُرجَّح بشدة أن تكون تلك الحيوانات مُجهَّزة بأطرافٍ تُساعدها على الطيران، إن لم تكن ستستخدمها. ولماذا ستحتاج إلى والديها في حال كانت قادرةً على فعل كل شيءٍ بنفسها؟».

ولا يُوافقه الجميع الرأي، بحسب التقرير. إذ اقتنع البعض بتلك الحُجَّة، لكن البعض وصفوا الفرضية الجديدة بأنَّها مُبالغة، أو أنَّها تُعاني مُشكلات في بعض تفاصيلها.

وترى كارلي في ختام تقريرها أنَّنا سنرى مُستقبلًا ما إذا كانت الفكرة تستحق المزيد من التدقيق. ولكن الاستنتاج الذي سنتوصَّل له في نهاية المطاف سيكون له تأثيرٌ عميق على فهمنا لطريقة عيش الديناصورات من نوع بتيروداكتيلوس وطيرانها في زمنٍ بعيدٍ للغاية عن وقتنا المُعاصر.

اجمالي القراءات 937