مجزرة تاجوراء الليبية.. اتهامات لمصر ومطالبات بتحقيق دولي

في الأربعاء ٠٣ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري ما وصفها بـ"الدولة التي تترأس الاتحاد الأفريقي اليوم" (مصر) بالمسؤولية عن شن هجوم تاجوراء شرقي طرابلس، مطالبا بتشكيل لجنة تقصي حقائق أممية في الحادث.

ويتزامن هذا مع تأكيد مراسل الجزيرة في ليبيا أحمد خليفة أن حصيلة الهجوم الدامي على مأوى للمهاجرين غير النظاميين في تاجوراء ارتفعت إلى 60 قتيلا، وأزيد من 130 جريحا.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة مغلقة بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا على إثر رسالة من خارجية حكومة الوفاق المعترف بها دوليا إلى المجلس طالبت فيها بعقد جلسة طارئة والتحقيق في قصف طائرات أجنبية لطرابلس.

وكانت حكومة الوفاق قد طالبت المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم وواضح من انتهاكات قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إثر هجوم تاجوراء، كما طلبت من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن توفد لجنة لتقصي الحقائق والمعاينة والتوثيق.

في المقابل أكد الناطق باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، مسؤولية قواته عن قصف مركز اللاجئين.

وقال المسماري -في مؤتمر صحفي- إن المكان المستهدف هو مقر لكتيبة عسكرية ومخزن للذخائر، تم قصفه عدة مرات في السابق، مشيرا إلى تنبيه قواته لعدم الاقتراب من المراكز العسكرية، على حد قوله، متهما قوات حكومة الوفاق الوطني بنقل لاجئين أفارقة إلى الموقع.


حصيلة قتلى قصف تاجوراء ارتفعت إلى 60 قتيلا (رويترز)
حصيلة قتلى قصف تاجوراء ارتفعت إلى 60 قتيلا (رويترز)


زيارة أممية
زار فريق تابع للبعثة الأممية مركز إيواء اللاجئين بعد تعرضه للقصف، وجمع الفريق الأممي عينات من صاروخ أسقطته الطائرة التي قصفت الموقع والذي تسبب في دمار كبير لمقر مركز الإيواء، واستمع إلى شهادات بعض الناجين من القصف.

وقد أدانت البعثة الأممية بأشد العبارات ما وصفته بـ"القصف الجوي الغادر" ضد مأوى المهاجرين في تاجوراء، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها الاعتداء بالقصف على المركز الذي يحتجز فيه قرابة 600 مهاجر غير نظامي.

وأعرب غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن إدانته الشديدة لهذا العمل الذي وصفه بالجبان.

كما أدانت منظمة الهجرة الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين -في بيان مشترك- القصف، ودعتا إلى وضع حد لعمليات احتجاز المهاجرين في ليبيا فورا وضمان حمايتهم، وإجراء تحقيق لتحديد الجهة التي تقف وراء الهجوم.

من جانب آخر، طالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بإجراء تحقيق مستقل من أجل محاسبة المسؤولين عن ارتكاب ما وصفها بالجريمة المروعة.

أوروبيا، دعا الاتحاد الأوروبي لإجراء تحقيق أممي في الغارة المروعة على مركز اللاجئين.

وقال ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي إن قوات حفتر هي المسؤولة عن القصف الجوي الذي طال المركز، واصفا إياه بأنه "عمل إجرامي".

كما أدانت فرنسا الغارة، مذكرة كل الأطراف والمؤسسات الليبية بمسؤولياتها في حماية السكان والمنشآت المدنية، وداعية لوقف المعارك والعودة إلى المسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.

أما الخارجية الألمانية فقالت إنه يجب معرفة المسؤول عن الهجوم على مركز اللاجئين، وأن يتحمل الجناة المسؤولية.

واعتبرت الخارجية القطرية أن قصف مركز اللاجئين يمثل انتهاكا سافرا للقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان، مطالبة بتحقيق دولي لتحديد المسؤولين عن الهجوم.

كما أدانت الخارجية التركية الهجوم ووصفته بجريمة ضد الإنسانية، مطالبة بإطلاق تحقيق دولي في الحادث.

يشار إلى أن ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين من أفريقيا والدول العربية ممن يحاولون الوصول إلى إيطاليا عن طريق البحر، ويحتجز الآلاف منهم في مراكز تديرها الدولة.

وكانت قوات حفتر قد أعلنت أول أمس الاثنين أنها ستبدأ توجيه ضربات جوية مكثفة على أهداف في طرابلس بعد "استنفاد كل الوسائل التقليدية" للحرب، وبعد أن فشلت في السيطرة على العاصمة بعد ثلاثة أشهر من القتال، وخسرت قاعدة انطلاقها الرئيسية في غريان قبل أسبوع.

اجمالي القراءات 824