وقائع لا يصدقها عقل .. أتفه أسباب الطلاق فى مصر

في الجمعة ٠٧ - يونيو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لأسباب تبدو "تافهة" أو غريبة، قد يقدم الأزواج والزوجات على إنهاء حياتهم الأسرية، بإلقاء يمين الطلاق أو طلبه بكل بساطة وغير مقدرين لتبعات هذا القرار الخطير، وتأثيره على الحياة الزوجية وأولادهم إن وجدوا.

دار الإفتاء المصرية كشفت مؤخرا أنها تلقت ما يقرب من 9 آلاف سؤال في أمور مختلفة خلال شهر رمضان المبارك، وتعلقت معظم فتاوى المصريين بالطلاق والزكاة والمواريث والعبادات والمعاملات وصلاة التراويح وقيام الليل والصيام وأحكام الحامل والمرضع، إلا أن أغرب ما تلقته الإفتاء سؤالا حول قيام أحد الأزواج بإلقاء يمين الطلاق على زوجته بسبب تأخرها في إعداد كوب من الشاي، وآخر بسبب الخلاف بينه وبين زوجته على فوز أحد الفريقين في مباراة لكرة القدم.

أسباب غريبة أخرى دفعت الكثير من الأزواج إلى إنهاء حياتهم الزوجته، منها طلاق زوجين بعد 5 سنوات بسبب اختلافهما على اختيار أسماء أبنائهم كل ولادة، كذلك تقدمت سيدة بدعوى طلاق بعد ستة أشهر من الزواج بسبب قيام زوجها أنوار البيت دائما دون أن يطفئها حتى في أثناء النهار الأمر الذي يزيد من فاتورة الكهرباء شهريا.

وتقدمت زوجة مصرية بدعوى خلع من زوجها أمام محكمة الأسرة، بعد زواجهما مدة 40 يوما فقط، بسبب ساندوتش شاورما وعصير، ووفقا لدعوى توسلت الزوجة لزوجها بعد 40 يوما من الزواج أن يخرجها، بسبب مللها من البقاء في المنزل، وطلبت منه أن يشتري لها ساندوتش شاورما فرفض وقال إحنا خارجين نشرب عصير فقط، واتهمت زوجها بالبخل.

وطلبت زوجة تبلغ من العمر 67 عاما، الطلاق من زوجها الذي يبلغ من العمر 70 عاما، لأنه لم يقل لها "تصبحي على خير"، وفقا لتصريح سابق للشيخ إسلام عامر نقيب المأذونين الذى أشار إلى أن ارتفاع حالات الطلاق وتفاهة الأسباب تعود إلى جهل الناس واستهانتهم بهذا الرباط، مشددا على ضرورة نشر التوعية فى المجتمع لمحاربة ظاهرة.

كشفت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قبل أيام عن أن عدد شهادات الطلاق على مستوى الجمهورية 211521 شهادة عام 2018 مقابل 198269 شهادة عام 2017، وارتفع معدل الطلاق من 2.1 لكل ألف من السكان عام 2017 إلى 2.2 لكل ألف من السكان عام 2018.

من جانبها تقوم الدولة بجهودة كبيرة للحد من ظاهرة الطلاق، ومؤخرا أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي، الانتهاء من تدريب 21 ألف شاب وفتاة في إطار المشروع القومي لتوعية الشباب المقبلين على الزواج " مودة"، بمحافظات القاهرة الإسكندرية وبورسعيد كمرحلة تجريبية للمشروع، للوقوف على الإيجابيات ومعرفة التحديات.

ويعد برنامج مودة تنفيذا لتكليفات رئيس الجمهورية لوزارة التضامن، وذلك للتعامل مع ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع المصري، والتوجيه بإعداد مشروع متكامل يهدف إلى حماية كيان الأسرة المصرية، من خلال تدعيم الشباب المقبل على الزواج بالخبرات والمعارف اللازمة لتكوين الأسرة.

كما يهدف البرنامج إلى تطوير آليات الدعم والإرشاد الأسرى، من بينها أسس اختيار شريك الحياة، وحقوق وواجبات الزوجين، والمشكلات الزوجية والاقتصادية للأسرة، وكيفية إدارتها، وكذلك الصحة الإنجابية بما يساعد في خفض معدلات الطلاق، وذلك في ضوء الارتفاع المضطرد الذى شهدته السنوات الأخيرة في أعداد حالات الطلاق وخصوصاً بين حديثي الزواج.

ووجهت الوزارة، بإجراء الدراسات اللازمة للتعامل مع هذه الظاهرة، التى تتركز أعلى نسب الطلاق فيها بمحافظات (القاهرة - الإسكندرية - بورسعيد).                                                                    

وقال عمرو عثمان مساعد وزير التضامن الاجتماعي، إن المشروع يستهدف 800 ألف شاب سنويا، وذلك في الفئة العمرية ما بين 18 إلى 25 عاماً، وهم غالبا طلبة الجامعات والمعاهد العليا، كما يندرج تحت هذه الفئات المستهدفة المجندون بوزارة الدفاع والداخلية، إضافة إلى المكلفين بالخدمة العامة من الشباب والتي تشرف عليهم وزارة التضامن الاجتماعي سنوياً، كما يستهدف المشروع المتزوجين المترددين على مكاتب تسوية النزاعات التابع لوزارة العدل على مستوى الجمهورية.

وأضاف عثمان، أن الوزارة تعمل على إعداد برنامج تدريبي إلزامي للفئات المقبلة على الزواج، بمتوسط 30 ساعة حضور.

وقالت رامزة صدقي مدير برنامج مودة، إنه تم إعداد 250 مدرب بالجامعات في الثلاث محافظات الأعلى نسب طلاق، وتم تدريب وتوعية 21 ألف شاب بالجامعات في الثلاث محافظات القاهرة الإسكندرية بورسعيد كمرحلة تجريبية، للوقوف على الايجابيات ومعرفة التحديات خلال هذه الفترة التجريبية.

وبدأ تسليط الضوء على  مسألة خطورة التفكك الأسري،  في يناير 2017 عندما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إلغاء الطلاق الشفهي وإعداد قانون يُحتمّ وقوع الطلاق أمام المأذون فقط، إلا أن الأزهر ممثلا فى هيئة كبار العلماء رفض هذه الدعوة  وأكد وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه.

ورأى الأزهر أنَّ ظاهرةَ شيوع الطلاق لا يقضي عليها اشتراط الإشهاد أو التوثيق، وأنَّ العلاج الصحيح لهذه الظاهرة يكون في رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكلِّ أنواعها، وتثقيفهم عن طريق أجهزة الإعلام المختلفة، والفن الهادف، والثقافة الرشيدة، والتعليم الجادّ، والدعوة الدينية الجادَّة المبنيَّة على تدريب الدُّعاة وتوعيتهم بفقه الأسرة وعِظَمِ شأنها في الإسلام؛ وذلك لتوجيه الناس نحوَ احترامِ ميثاق الزوجية الغليظ ورعاية الأبناء، وتثقيف المُقبِلين على الزواج.

في أبريل  2018 بادر الأزهر بتدشين وحدة لَمِّ الشَّمْل للصلح بين الأزواج المختلفين حتى لا يصلوا لمرحلة الطلاق، وبعد نجاح هذه الوحدة، أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف حملة "وعاشروهن بالمعروف  بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للتوعية بمخاطر الطلاق وأسبابه وطرق علاجه وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة، ولاقت الدعوى استحسان مجتمعي كبير.

ومن جانبها نظمت دار الإفتاء المصرية على مدار السنوات الأخيرة دورات تدريبيه لتأهيل المقبلين على الزواج ، للتعامل مع مشكلة الطلاق بالوعي وليس القانون فقط، كما أنشأت كذلك وحدة للإرشاد الأسري داخل الدار ، حيث تحال إليها المشكلات من إدارات الفتوى المختلفة ويحض فى جلسات الصلح ممثل شرعي من دار الإفتاء، ومسئول عن التنمية وبرامج السعادة، فضلاً عن إنشاء إدارة فض المنازعات الأسرية.

اجمالي القراءات 761