مجزرة اليوم وبيان المجلس العسكري الأخير يعني بداية حلقة جديدة في ثورة الشعب السوداني، عنوانها #تسقط_تالت
المجد الشهداء : لابد لشجرة الدم ان تطرح ثمارها.
المجلس العسكري الانتقالي وتجمع المهنييين في السودان يعلنان وقف التفاوض بعد يوم من فض قوات الأمن بالقوة اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة مما أدى لسقوط أكثر من 30 قتيلا. فمن يتحمل مسؤولية العنف؟ وإلى أين يسير السودان؟
لا تزال الصدمة تخيم على الشارع السوداني بعد فض الاعتصام، وهذا ما عكسته تعليقات رواد مواقع التواصل التي غلبت عليها سمة الخوف من المستقبل وما قد يحمله من تهديد لحراكهم.
برز شعار "#مدنية_خيار_الشعب" خلال أغلب الاحتجاجات التي جابت شوارع السودان يوم الاثنين، قبل أن يتحول إلى هاشتاغ رافق معظم تغريدات الناشطين، ومنشورات المتضامنين معهم عبر العالم.
كما أعاد مغردون تفعيل هاشتاغات قديمة من قبيل #مدن_السودان_تنتفض و #تسقط_تالت ، أكدوا من خلالها إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات حتى تسلم السلطة للمدنيين.
وتبين مقاطع مصورة صادرة من السودان أن المحتجين ظلوا متمسكين بحراكهم رغم فض الاعتصام، إذ نشروا المتاريس وأغلقوا الطرق استعدادا للخروج في مظاهرات كبيرة بعد صلاة العيد.
وتحدى كثيرون انقطاع الإنترنت باللجوء لوسائل بديلة لإيصال صوتهم للعالم وكسر ما وصفوها بمحاولات المجلس العسكري بتغييب العالم عما يحدث في السودان.
عصي وسياط
وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاثنين بفيديوهات تظهر حالة الخوف والهلع التي صاحبت الساعات الأولى لفض الاعتصام.
وأظهر أحدها شيخا مسنا وهو يحاول الهرب من سياط عناصر أمنية أجبرته على ترديد شعارات مناوئة للحراك وتشيد بالمجلس العسكري. وحاول الشيخ مقاومة العصي والسياط التي انهالت على جسمه قبل أن يسقط على الأرض.
ويكشف مقطع آخر رجلا بزي عسكري وهو يحث زميله على إطلاق النار على المتظاهرين لأنهم "حرموهم من عطلتهم الأسبوعية".
في حين وثق مقطع آخر حوارا بين سيدة سودانية وأحد عناصر الجيش. فتسأله السيدة أنا أختك هل ستحميني؟ لكن العسكري رد عليها بإطلاق الرصاص فولت السيدة هاربة وهي تردد قائلة: لقد انتهى الجيش انتهى!
كما تحدثت تغريدات البعض عن تعرض فتيات للتحرش. ولم تتمكن بي بي سي من التأكد من صحتها.
وأحالت كل هذه المقاطع المصورة المغردين إلى التساؤل عن المسؤول عن هذه التطورات "الخطيرة"، هل هي القوات الأمنية والمجلس العسكري أم أن قوى التغيير تتحمل جزءا مما حدث؟
من المسؤول: الجنجاويد أم القوى السياسية؟
أنحى قطاع واسع من المدونين السودانيين باللائمة في تدهور الأوضاع على المجلس العسكري و"الجنجاويد" قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، والتي كانت تعد سابقا أحد أبرز دعائم النظام السابق.
وتداول نشطاء فيديوهات قالوا إنها تظهر عناصر من قوات الدعم السريع وهي تضرب وتنكل بالمحتجين.
ويرى قطاع واسع من الناشطين أن المجلس العسكري يسعى للاستحواذ على السلطة بأساليب نظام البشير القمعية معتمدا على قوات الجنجاويد في فض الاعتصامات وترهيب الناشطين.
لذ يطالب الكثير منهم بحلها محذرين من "خطورتها على الأمن والاستقرار في البلاد".
وتشكلت النواة الأساسية لقوات الدعم السريع "الجنجاويد" من أبناء إقليم دارفور، وأسندت إليها مهام قتال الحركات في الإقليم الملتهب في عام 2003 حيث تمكنت القوات من هزيمة الحركات المناهضة لنظام البشير في وقت وجيز. ومنذ ذلك الحين تعاظم الدور السياسي والأمني لتلك القوات ولا يزال محل خلاف حتى اليوم.
و"الجنجاويد" مصطلح سوداني يعني الرجل الذي يمتطي جوادا ويحمل سلاحا.
وبالمقابل، يرفض البعض تحميل المسؤولية كاملة لقوات الجنجاويد ودعوا فقط للحد من الاستقلالية التي تتمتع بها ودمجها في المؤسسة العسكرية.
وظهر فريق آخر من المغردين يتهم قوى الحرية والتغيير بمحاولة إقصاء الأحزاب السياسية والجيش واحتكار العمل الثوري.
ويناشد مغردون قوى التغيير بالوصول إلى اتفاق يشمل كل الأحزاب السياسية الثورية، قائلين إن ذلك يرجع بالنفع على الحراك ويقطع الطريق أمام أصحاب الثورة المضادة.
فغرد أحدهم قائلا: "الصراع الحالي بين العسكر وما يسمى قوى التغيير هو صراع حكم سلطوى وهذا الصراع سيتغدى على دم السودانيين في ظل عدم وجود طرف في معادلة التفاوض يمثل الشعب وخياراته ويدافع عن حقه .. هكذا سيستمر الوضع إلى أن تحكم بينهم القوى الدولية .. #مجزرة_القيادة_العامة".