واشنطن بوست: بن سلمان يشعل حربا أهلية جديدة في ليبيا

في الأربعاء ١٧ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بعد أعوام من الاضطرابات في ليبيا، اعتقد مبعوثو الأمم المتحدة أنهم كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق هذا الشهر كان من شأنه أن يجمع الفصائل في البلاد في مؤتمر للتوافق على حكومة موحدة وخطة للانتخابات.

لكن "خليفة حفتر"، وهو أمير حرب يبلغ من العمر 75 عاما يطمح إلى أن يصبح الديكتاتور الليبي التالي، قام بشن هجوم على العاصمة طرابلس، ما أدى إلى تدمير عملية السلام المحتملة، وقد يؤدي إلى حرب أهلية مدمرة أخرى في بلد عربي.

فما الذي دفع "حفتر" إلى الاستنتاج بأنه ينبغي عليه السعي لتحقيق النصر العسكري بدلا من التسوية؟

في الأيام القليلة الماضية، أصبح الجواب واضحا بشكل تدريجي، حيث تم تحريضه على الهجوم ودعم هجومه ماليا من قبل كل من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة.

ولقد خربت هذه الحكومات العربية، بالإضافة إلى روسيا، عمدا الجهود الدولية التي حظيت بدعم من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريس".

وكان "حفتر" قد حظي بدعم من هذه القوى الخارجية، وكذلك من فرنسا، لأعوام، حتى عندما كان يسيطر على شرق ليبيا وأنشأ نظاما منافسا للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.

لكن قبل أيام من شن هجومه الأخير، زار الجنرال السعودية، حيث تم وعده بملايين الدولارات كمساعدات لدفع ثمن العملية العسكرية، وفقا لتقرير تم نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتمثل هذه الأموال، التي جلبها لدفع رواتب زعماء القبائل وتجنيد مقاتلين جدد، مقامرة أخرى طائشة من قبل ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، الذي شن بالفعل تدخلا كارثيا في اليمن، وقام بمحاولات فاشلة لإخضاع الحكومتين اللبنانية والقطرية.

ويوم الأحد، حصل "حفتر" على موافقة صريحة من الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، الذي قابله في القاهرة، وكان "السيسي" قد عاد قبل أيام فقط من زيارة الرئيس "ترامب" في البيت الأبيض، لكنه لم يبد أي تردد في دعم "حفتر" على خلاف الولايات المتحدة التي طالبت أن ينهي "حفتر" هجومه.

وفي الوقت الحالي، لا يبدو أن محاولة سيطرة "حفتر" على طرابلس ستنجح، وكان للهجوم تأثير في حشد القوات الليبية المتناحرة، حيث تدفق رجال الميليشيات الداعمين للحكومة من مدن أخرى إلى المنطقة لوقف الغزو.

ويدعي مؤيدو "حفتر" أن المقاومين يضمون عناصر متطرفة مدرجة على قائمة عقوبات الأمم المتحدة، لكن مع ذلك، تضم قوات "حفتر" مجرمي حرب ودعاة للوهابية السعودية.

وتعتبر النتيجة الأكثر ترجيحا للقتال هي معاناة جديدة لا داعي لها لليبيين، والذين نزح الآلاف منهم بالفعل بسبب القتال، وقد يزداد تدفق اللاجئين عبر البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أوروبا.

ويمكن لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي قضت الولايات المتحدة أعواما في العمل على إلحاق الهزيمة به في ليبيا، أن يعود إلى الحياة.

وكل هذا بفضل تدخل الحكومات العربية التي تصورها إدارة "ترامب" كأقرب حلفائها وأكثر شركائها المتعاونين في المنطقة.

وكثيرا ما يشتكي "ترامب" من الدول التي تقبل المساعدة والحماية من واشنطن فقط دون مقابل، وإذا كان يهتم بالبحث، فيمكنه أن يجد مثالا رائعا على ذلك يتكشف في ليبيا.

اجمالي القراءات 1837