هاجر أبو الفضل.. دليل المغتربين العرب للاندماج بالمجتمع الماليزي

في الأربعاء ٠٣ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الشواطئ الساحرة والطبيعة الخلابة، والتنوع الثقافي، والنهضة الاقتصادية، هي ما سوف يراودك عند الحديث عن ماليزيا التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة من أهم الوجهات السياحية في العالم.

وبفضل قوة اقتصادها أصحبت جاذبة للمستثمرين العرب والأجانب، وقبلة للباحثين عن تعليم جامعي أفضل، لجودة نظام التعليم بها، والذي يمكن الطلاب من اقتحام سوق العمل والمنافسة عالميا على أفضل وأرقى الوظائف.

دليل الحياة 
د. هاجر أبو الفضل، فتاة مصرية، قررت السفر إلى ماليزيا عام 2014، من أجل الدراسة والتعرف على هوية وثقافة المجتمع هناك.

تقول للجزيرة نت "اختياري للسفر إلى ماليزيا، يعود لرغبتي بمعرفة ثقافة وسلوكيات المجتمع الذي استطاع بنجاح الانتقال من الحياة القروية البسيطة إلى الحياة المدنية المتطورة، وقدرته على منافسة أكبر دول العالم".

وأضافت: وما رأيته هناك دفعني لجمع التجارب التي مررت بها خلال سنوات وجودي في ماليزيا في كتاب بعنوان "سنرحل ويبقي الأثر.. عن الحياة في ماليزيا" بعد أن كنت أدون بعض المعلومات البسيطة عن ماليزيا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وأشارت إلى أن الكتاب يهدف إلى مساعدة المغتربين العرب للاندماج في المجتمع الماليزي، من خلال سرد تفاصيل الحياة اليومية، بداية من المناطق السكنية، والمواصلات العامة، والمحال، والمستشفيات والأطباء "وغيرها من الأشياء التي لا يستغني عنها الإنسان".

(مواقع التواصل)

لا تخالف القوانين
وتحذر د. أبو الفضل من السفر إلى ماليزيا بتأشيرة سياحية ثم تحويلها إلى تأشيرة عمل لصعوبة ذلك، هذا إلى جانب الغرامة المالية والمنع من الدخول لمدة خمس سنوات.

وتؤكد أن الوظائف المتاحة للأجانب لمهندسي البترول وأساتذة الجامعات ومعلمي اللغة العربية.

وتنصح العرب قبل السفر إلى هناك التأكد من صحة الأوراق المرسلة لهم من جهة التعاقد في سفارة ماليزيا في بلدهم، وكذلك الطلاب الراغبين بالدراسة.

أما عن المستثمرين، فتقول إن إجراءات حصولهم على تأشيرة أسهل كثيرا من المسافرين من أجل العمل أو التعليم، ولكن ستواجههم مشكلة أن المواطن الماليزي دائما لديه تخوف من أي منتج يقدمه له غير الماليزي "لذلك يجب على الراغبين في السفر والاستثمار في ماليزيا دراسة السوق بشكل جيد من أجل النجاح والاستمرار فيه".

عدو الاندماج
تعد ماليزيا من الدول متعددة الأعراق والثقافات، فهُناك الهنود والصينيون والملايو وهم يشكلون الأغلبية السكان البالغ عددهم نحو 32 مليونا، ونحو 60% منهم مسلمون، لذلك سوف تجدهم يحبون من يتحدث العربية أو من درس بالأزهر الشريف، حسبما قالت د. أبو الفضل.

وأضافت أن معرفة المجتمع الماليزي بالثقافة العربية يمنح العرب فرصة جيدة للاندماج معهم، ولكن بشروط أولها معرفة المقبول والمرفوض اجتماعيا من أجل مجاراة السلوك، ثانيا عدم مقارنة ثقافتي كمواطن عربي بثقافة المواطن وأخيرا التعايش من أجل تحقيق الهدف من السفر.

وأكدت المؤلفة أن من أسباب الفشل في الاندماج أن المغترب لا يتعامل إلا مع المهاجرين أمثاله.

وتابعت "لقد وجدت عربا مغتربين ما زالوا لا يتحدثون الإنجليزية بشكل جيد، لأنهم يفضلون التعامل مع الطبيب والتاجر العربي فقط، رغم أن المجتمع الماليزي ودود ومحب للآخرين".

لذلك تنصح صاحبة الكتابِ والتجربةِ المغتربينَ بالخروج من دائرتهم الصغيرة في الغربة، وفهم واستيعاب الاختلافات الثقافية سواء العادات أو التقاليد والتكيف معها.

تعد ماليزيا من الدول متعددة الأعراق والثقافات (الجزيرة)

سلوكيات 
من السلوكيات المميزة للمواطن الماليزي الهدوء الشديد سواء في حركته من مكان لآخر أو حديثه مع الآخرين، واحترامه للقانون والأديان والآخرين، ووجود ثقافة الابتسام لدى جميع المواطنين، ويفضل أن يبادله الآخر نفس الابتسامة والقدر من الاحترام عند التعامل معه، كما تقول د. أبو الفضل.

وتشير إلى أنها تستعد خلال الفترة القادمة لإصدار كتابين عن الحياة بماليزيا، الأول يتحدث عن الاختلافات الثقافية بين ماليزيا والوطن العربي، والآخر عن الأكل الماليزي وتمصير بعضها من خلال استبدال بعض المكونات في الطعام الماليزي بمكونات مصرية.

وأكدت الفتاة المصرية أن الفترة التي عاشتها في ماليزيا سوف تساعدها مستقبلا عند السفر إلى أي دولة أخرى للاندماج سريعا وتقبل ثقافة الآخر.

اجمالي القراءات 717