محققون دوليون يستعدّون لتقديم مجرمي الحرب السورية للعدالة

في الجمعة ٠٨ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

قالت رئيسة لجنة تابعة للأمم المتحدة تتولى التحقيق في جرائم الحرب، إن المحققين الدوليين يقتربون بدرجة أكبر من أي وقت مضى من تحقيق العدالة لضحايا أعمال وحشية في الحرب السورية الدائرة منذ ثمانية أعوام، التي أودت بحياة مئات الآلاف.

وقالت القاضية الفرنسية السابقة كاترين ماركي أويل، رئيسة الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، إن مكتبها تلقى 15 طلباً من هيئات قضائية وطنية للتعاون في قضايا مرتبطة بسورية في خمس بلدان، وجمعت مليون سجل في المجمل.

وأُسست الآلية عام 2016، للتحقيق والمساعدة في محاكمة مرتكبي أخطر الجرائم فيالحرب السورية.

وذكرت ماركي أويل: "نحن نحقق تقدماً، لا شك لديّ في ذلك، نحن نمضي في الطريق الصحيح".

وخلال الحرب، قتل عدد كبير في غارات جوية وعمليات قصف على المدن. 

وقد وثقت الأمم المتحدة هجمات متكررة بأسلحة كيميائية على مدنيين، ووقع عدد كبير من جرائم التعذيب والإعدام دون محاكمة والاختفاء.

وأضافت ماركي أويل، في مقابلة مع "رويترز" بمكتبها في جنيف: "نحن نسير بالفعل في اتجاه تحديد معظم الجرائم الخطيرة، وتحديد الجناة، ليس فقط من نفذوا، بل من دبروا وساعدوا وتغاضوا عن ارتكاب جرائم هي في الواقع محل اختصاصنا".

وفي دفعة لجهود تحقيق العدالة، احتجزت الشرطة سوريين اثنين في ألمانيا، وثالثاً في فرنسا الشهر الماضي، للاشتباه في ضلوعهم في تعذيب نشطاء بالمعارضة وجرائم أخرى ضد الإنسانية. 

والاعتقالات هي الأولى من نوعها في أوروبا بحق مشتبه بهم من النظام السوري.

وأحجمت القاضية، التي عملت من قبل في المحكمة الدولية الخاصة في يوغوسلافيا السابقة، عن كشف أسماء الدول التي تتعاون معها، لكنها قالت إن فريقها المؤلف من 32 فرداً جمع مليون وثيقة وتسجيل فيديو وأقوال شهود بحجم أربعة تيرابايت، يعكف محللون ومحامون وباحثون على تحليلها.

وتبني ماركي أويل على أدلّة جمعتها لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سورية، وهي هيئة منفصلة تضم خبراء مستقلين ويقودها البرازيلي باولو بينيرو منذ عام 2011.

وقالت: "التفويض الممنوح لي هو التحقيق في أخطر الجرائم من جانب كل الأطراف، والقيام بالعمل التحضيري كي يواجه معظم المسؤولين عن تلك الجرائم العدالة".

 

وأضافت: "لا أوقع على أيّ لائحة اتهام. مع الفريق نتوقف عندما نعتبر قضية ما جاهزة (للتقاضي)... هذه الأمور تستغرق وقتاً طويلاً. وهذه ليست علامة سيئة، وإنما تعني أن السلطات تعمل بجدية".

وفشلت مراراً جهود مقاضاة أعضاء بحكومة النظام السوري برئاسة بشار الأسد، وخاصة أن سورية لم توقع على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. 

وعرقلت روسيا والصين أيضاً محاولات لمنح المحكمة الدولية، تفويضاً لإقامة محكمة خاصة بسورية.

وقالت ماركي أويل: "السبيل المتاح في الوقت الراهن هو السلطات القضائية الوطنية". 

لكنّ محامين يمثلون 28 لاجئاً سورياً بالأردن طلبوا قبل أيام من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الشأن السوري، قائلين إن المحكمة لها ولاية قضائية نظراً لأن الأردن قد وقع على نظام روما الأساسي. كما رفع تسعة ناجين من التعذيب شكوى جنائية في السويد ضد مسؤولين سوريين يوم 19 فبراير/ شباط، مستندين إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية.

اجمالي القراءات 494