الجادريان»: الملك سلمان يخشى تحركات ولي عهده..هل ينقلب الأمير الطموح على والده؟

في الثلاثاء ٠٥ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية واسعة الانتشار عن تفاصيل خطيرة لما وصفته بتزايد الخلافات بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ونجله وولي عهده محمد بن سلمان، الذي قالت إنه ربما خطط للانقلاب على والده البالغ من العمر 83 عاماً خلال سفره الأخير إلى مصر.

ونقلت الصحيفة عن مصادر - لم تسمها - زعمها وجود "إشارات متزايدة على وجود شقاق مزعزع محتمل بين ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز ووريثه الأمير محمد بن سلمان.

وقالت الصحيفة إن "الملك سلمان وولي العهد اختلفا حول عدد من قضايا السياسة الهامة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك الحرب في اليمن".

وأضافت الجارديان أن "القلق بدأ ينمو منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي توصلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن الأمير محمد هو من أمر بتصفيته، وازدادت هذه التوترات بشكل كبير في أواخر فبراير عندما زار الملك مصر وحذر من قبل مستشاريه بأنه معرض لخطر تحرك محتمل ضده"، حسب زعم الصحيفة وفقاً لرواية من مصدر لم تسمه.

وتأتي محاولات بن سلمان لتوطيد شخصيته داخل السعودية ليكون ملكاً، بعد كشف وكالة "رويترز"، نقلاً عن 3 مصادر مقربة من الديوان الملكي السعودي، في نوفمبر الماضي، أن أعضاء بالأسرة الحاكمة في المملكة يسعون لمنع ولي العهد من تسلم عرش البلاد، بعد قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.    

وقالت المصادر إن العشرات من الأمراء وأبناء العم من فروع قوية لأسرة آل سعود الحاكمة، يريدون أن يروا تغييراً في خط الخلافة، لكنهم لن يتصرفوا ما دام الملك سلمان، والد ولي العهد، البالغ 82 عاماً، على قيد الحياة، وهم يدركون أنه من غير المرجح أن ينقلب الملك ضد ابنه المفضل.

ويناقش هؤلاء الأمراء مع أفراد العائلة الآخرين مرحلة ما بعد وفاة الملك الحالي، وإمكانية تنصيب شقيقه الأمير أحمد بن عبد العزيز، البالغ من العمر 76 عاماً، ملكاً على عرش البلاد، ويمكنه أن يتسلم العرش على نحو شرعي، بحسب المصادر.

وبحسب ما تزعم الصحيفة فقد "أثارت حاشية الملك قلقًا شديدًا من التهديد المحتمل لسلطته بأن فريقًا أمنيًا جديدًا، يتألف من أكثر من 30 من الموالين المختارين من وزارة الداخلية، تم نقلهم إلى مصر ليحلوا محل الفريق الحالي".

وقال المصدر للصحيفة "إن هذه الخطوة جاءت في إطار استجابة سريعة عكست مخاوف من أن بعض موظفي الأمن الأصليين ربما كانوا موالين للأمير".

وأضاف المصدر أن "مستشاري الملك رفضوا أيضا أفراد الأمن المصريين الذين كانوا يحرسونه في أثناء وجوده في مصر".

وقال المصدر إن التوتر في العلاقة بين الملك وابنه تجلى عند غياب محمد بن سلمان عن مراسم استقبال الملك لدى عودته من مصر، وهو ما أكده الإعلام الرسمي السعودي.

وأكد بيان صحافي رسمي ذكر أسماء الضيوف في مطار الرياض أن الأمير محمد لم يكن من بينهم، مما أضاف للتكهنات أن المقصود هو توجيه ضربة إلى ولي العهد.

وكان ولي العهد قد قبل قدم والده خلال وداعه قبل سفره خارج المملكة،  متوجهاً إلى مصر لحضور القمة العربية الأوروبية، أمام الكاميرات، للفت أنظار العالم إلى مدى الانسجام والطاعة له ، في مشهد أعاد إلى الأذهان صورة محمد بن سلمان وهو يقبل قدم الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ا خلال صدور أمر إعفائه من مناصبه ولياً للعهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ومن منصب وزير الداخلية.
 

 

 

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد، الذي تم تعيينه "نائب الملك" خلال رحلة الأخير إلى مصر، كما هو معتاد ، قد وقع على اثنين من الأوامر الملكية بينما كان الملك بعيدا.

وتضمنت تعيين سفيرة للولايات المتحدة الأمريكية وهي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، وشقيقه خالد بن سلمان في وزارة الدفاع.

وقالت الصحيفة إن تعيين الأمير خالد "كرس مركزية الحكم في السعودية بيد فرع واحد من عائلة آل سعود".

وبحسب الجارديان فإنه "على الرغم من أن التغييرات قد تم إقرارها منذ فترة، إلا أن المصدر قال إن الإعلان تم دون علم الملك، الذي أثار غضبه على وجه الخصوص تعيين خالد بموقع رفيع يعتبر سلمان أنه لا يزال مبكراً عليه".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "يتم الإعلان عن التعيينات الملكية دائما باسم الملك، ولكن تم توقيع مراسيم 23 فبراير من قبل "نائب الملك".

وقال أحد الخبراء للصحيفة إن لقب نائب الملك لم يستخدم بهذه الطريقة لعقود.

وبحسب تقريرها الذي نشرته الثلاثاء ، قالت الجارديان إن الملك وفريقه علموا بالتعيينات من خلال وسائل الإعلام.

وبحسب زعم الصحيفة فقد حاول الملك "إصلاح بعض الأضرار التي لحقت بالمملكة من جراء جريمة القتل التي وقعت في أكتوبر في حق خاشقجي".

وقالت الصحيفة إن أنصار الملك "دفعوه إلى المشاركة بشكل أكبر في صنع القرار، لمنع ولي العهد من الحصول على مزيد من السلطة".

ومن جانبه نفى مسئول سعودي رفيع مزاعم صحيفة الجارديان حول وجود شقاق بين الملك وولي العهد.

وقال متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن الاثنين: "من المعتاد أن يصدر ملك المملكة العربية السعودية أمرًا ملكيًا يفوض سلطة إدارة شؤون الدولة إلى نائبه، ولي العهد، كلما سافر إلى الخارج".. وكان هذا هو الحال خلال زيارة الملك سلمان الأخيرة لمصر".

مضيفاً أن القرارات التي أصدرها الأمير محمد بصفته نائب الملك وباسم الملك، وأن "أي تلميح إلى عكس ذلك هو ببساطة لا أساس له من الصحة".

وكان الأمير محمد قد أغضب الناس، الشهر الماضي، عندما سار على سطح الكعبة في مكة المكرمة، وهو أقدس موقع لدى المسلمين، مما أثار شكاوى للملك من قبل بعض علماء الدين بأن الخطوة كانت غير مناسبة، وفقا لما ذكره شخص مطلع على الأمر.

 

 

وبحسب ما تزعم الصحيفة فإن مصدراً — لم تسمه — قال إن الأمير والملك اختلفا أيضاً حول مسائل السياسة الخارجية المهمة، بما في ذلك التعامل مع أسرى الحرب في اليمن، وموقف السعودية من الاحتجاجات في السودان والجزائر".

وزعمت أن الملك "اختلف مع نهج الأمير محمد المتشدد لقمع الاحتجاجات، وأنه أيد تغطية أكثر حرية للاحتجاجات في الجزائر في الصحافة السعودية".

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد قال خلال  مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية في إبريل الماضي ، إن للإسرائيليين الحق في العيش بسلام على أرضهم.

وقال بروس ريدل، مدير مشروع بروكينغز للاستخبارات للصحيفة: "هناك علامات خفية ولكنها هامة لشيء خاطئ في القصر الملكي".

 مضيفاً أنه "من المتوقع أن يرحب ولي العهد بالملك بعد عودته من رحلة خارجية، كعلامة على الاحترام واستمرارية الحكومة".

وقال محلل آخر — لم تذكر اسمه — إنه "من الممكن أن يساء تفسير الأمر".

وقال نيل كيليام، وهو زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شاتام هاوس للصحيفة، إنه "حتى لو اتخذ الأمير محمد قرار تعيين المسئولين خلال فترة غياب والده، فإنه يتماشى مع السياسة المتفق عليها لإحداث تغييرات في سفارة المملكة العربية السعودية بواشنطن".

وقال كيليام: "ومع ذلك، فإنه يشير إلى رغبة بن سلمان في المضي قدمًا في التغيير والاستعداد لترسيخ سلطته". مضيفاً "لقد رأينا اختلافات بين الاثنين، لا سيما حول قضية القدس، ولكن من غير المرجح أن يضغط  بن سلمان بقوة ضد والده، لأنه لا يزال يعتمد على دعمه كنقطة شرعية".
 

 

 

وأضاف أنه "في حين أن غياب الأمير عن المطار يعتبر خرقا للبروتوكول، فقد يكون هناك أي عدد من الأسباب وراء غيابه".

وواجه بن سلمان إدانة دولية واسعة عقب مقتل خاشقجي، الذي نفت الحكومة السعودية أي تورط من جانب الأمير فيه، مناقضة لما استنتجته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأنه هو المسؤول عن القتل.

ولم يجر تقييم وكالة الاستخبارات المركزية سوى القليل من التأثير على إدارة ترامب، التي تتمتع بعلاقة وثيقة مع المملكة العربية السعودية، وسعت إلى التقليل من أهمية مقتل الصحافي في الـ”واشنطن بوست”.

اجمالي القراءات 1257