يمكنها اصطياد الأسماك والذَّكر البخيل نهايته الموت لا محالة.. ما لا تعرفه عن عالم العناكب المخيف!

في الثلاثاء ٠٥ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

تمثل العناكب أحد مصادر الرعب للأطفال والكبار على حدٍّ سواء، لا تتردد في الاعتراف بالسر، لستَ وحدك من يخاف منها!

حتى إن إحدى تصنيفات أفلام الرعب أدرجت أفلام العناكب ضمن القسم الثالث من أنواع أفلام الرعب الرئيسية الثلاثة، بعد الأفلام الخارقة والرعب العلمي.

ولكن، لماذا يخاف الناس من العناكب لهذا الحدِّ، هل هي حقاً مرعبة، أم مجرد كائنات عادية؟ تسجل الولايات المتحدة مثلاً وفاة 6 أشخاص بسببها سنوياً، بينما قد تتسبب مثلاً البعوضة بوفاة نحو 660 ألف شخص سنوياً في إفريقيا، نتيجة نقلها عدوى الملاريا.

نستعرض في هذا التقرير بعضَ الحقائق الغريبة عن العناكب:

– لا عناكب في القارة القطبية الجنوبية

تعيش العناكب في المناطق التي يعيش فيها البشر عادةً، ولذا من المستحيل أن ينجح من لديهم رهاب العناكب في محاولتهم لتجنب العيش في أماكن بلا عناكب.

تستطيع العناكب التكيّف مع البيئات القاسية، ويمكنها التواجد في الصحاري والغابات والجداول الضحلة والشواطئ.

ولكن هناك بالفعل أماكن لا تعيش فيها العناكب، ألا وهي المناطق القطبية، والبحار والمحيطات، وقمم الجبال العالية.

لم تجد العناكب طريقها إلى قمم الجبال المغطاة بالثلوج في العالم، لكن العلماء تمكنوا من تسجيل نوع واحد -عناكب القفز في هيمالايا (Euophrys omnisuperstes)- التي تعيش على ارتفاع 20 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر.

– عناكب قاتلة للبشر

عثر العلماء على أكثر من 43 ألف نوع من العناكب المختلفة في جميع أنحاء العالم، من بينها أقل من 30 نوعاً يمكنها قتل البشر.

يمكن لسموم العناكب أن تقتل الحيوانات الصغيرة، ولكن بعض الأنواع يمكنها أن تنتج آفات جلدية في البشر، أو ينتج عنها تفاعلات تحسسية تؤدي إلى الوفاة.

– تنتقل العناكب عبر الهواء بالتطاير

تلجأ العناكب إلى الـballooning أو التطاير للتحرك عبر الهواء، ويكون ذلك عن طريق إطلاق خيوطها في وجه الرياح، مما يجعلها محمولة في الجو تحت رحمة تيارات الهواء.

في الغالب تلجأ العناكب الصغيرة لهذا النوع من التنقل، ويساعدها كذلك الحقل الكهربائي الساكن للأرض على الارتفاع في ظل وجود الرياح.

وعندما تصل العناكب إلى وجهتها تترك خيوطها لتهبط، وقد شهدت أستراليا في عام 2015 سقوط عناكب متطايرة، وتساقطت كذلك خيوطها، فبدت الأرض وكأنها مغطاة بالثلوج.

– من ذوات الدم الأزرق

يكتسب دم البشر والعديد من الكائنات الأخرى اللون الأحمر، بسبب وجود عنصر الحديد في الهيموجلوبين الذي ينقل الأكسجين حول الجسم.

ولكن بالنسبة للعناكب، فلديها دماء زرقاء اللون بسبب احتوائها على مادة الهيموسيانين، وهي بروتين قائم على النحاس، ويتحول عند أكسدته إلى اللون الأزرق.

تكتسب دماء بعض المفصليات كالجمبري وسرطان البحر دماء زرقاء أيضاً لنفس السبب.

– تفترس الأسماك

تراقبها في انتظار اللحظة المناسبة، ثم تنقضّ عليها، وتحقنها بالسموم العصبية. تنتظر لثوان، أو دقائق، وربما لساعات حتى تموت، فتأخذها إلى مكان جاف، وتضخ فيها إنزيمات هاضمة، ثم تأكل منها كل شيء إلى عظامها.

هكذا تفترس العناكب الأسماك الموجودة في المياه الضحلة.

يمكنك رؤية هذا المشهد في بعض الأماكن كالبحيرات الساكنة، والمنعطفات في المجاري المائية، في كل القارات عدا القارة القطبية الجنوبية.

هناك 89 نوعاً من العناكب يمكنها اصطياد الأسماك، وتنتشر هذه الأنواع في 8 عائلات للعناكب.

– الإناث تقتل الذكور بعد التزاوج أو قبله

وحشية جنسية؛ هكذا يمكن توصيف سلوك بعض أنواع العناكب في ممارسة الجنس.

ففي بعض أنواع إناث العناكب تقتل الأنثى شريكها بعد التزاوج.

وأرجع العلماء ذلك إما من أجل تناوله أو مجرد التخلص من ذكر غير مرغوب فيه. وهناك إناث أكثر عدائية من بعض الأنواع تقتل الذكور قبل ممارسة الجنس.

أما بالنسبة لذكور بعض أنواع العناكب، فتلجأ إلى التضحية بأعضائها الخاصة detachable palp (ما يوازي القضيب البشري) وتركها داخل جسد الأنثى بعد التزاوج، لضمان إبعاد الذكور الآخرين عن هذه الأنثى.

– تقديم الهدايا وإلا القتل

في بعض أنواع العناكب، إن لم يقدم الذكر هدية لشريكته يكون الموت جزاءه.

لَطالما لاحظ العلماء طقوس تقديم الهدايا الخاصة بالعناكب، لكن تقديم الهدايا ليس كرماً أو إبداء إعجاب.

وكشفت دراسة نُشرت في دورية Biology Letters في عام 2016، عن وجود دافع أعمق وراء بعض الهدايا التي يقدمها ذكور العناكب، ألا وهي الحفاظ على النفس.

تكون هذه الهدايا عادةً عبارة عن حشرات وفي الغالب ذباب، وتغلف جيداً بخيوط العنكبوت المعقدة. وفي بعض الحالات، كلما كبرت الهدية زادت مدة التزاوج بين العناكب، أما الذكر البخيل فنهايته الموت لا محالة.

– حفريات لعناكب لا تزال اللمعة في عيونها

اكتشف عدد من باحثي الحفريات في كوريا الجنوبية وجود زوج من العناكب محفوظة في الصخر، ولا تزال أعينها تلمع، على الرغم من نفوقها منذ 110 ملايين سنة.

وعلى الرغم من أنها أكثر هشاشة فإن هذا الزوج تمكّن من تكوين حفريات صخرية، والأغرب أن هياكل أعينها لا تزال قادرة على عكس الضوء.

عُثر على هذه الحفريات في طبقة من الصخور المليئة بالأسماك وعدد آخر من المخلوقات البحرية، والغريب في الأمر أن العناكب لا تسكن في الماء.

اجمالي القراءات 1797