أثناء تقديم الإيراني سيد حسين برنامجه الإذاعي في تموز/يوليو 2018، انقطع البث فجأة، ليس لخلل فني، إنما بأمر من جهات عليا، لأن المذيع انتقد بذخ وترف أحد أبناء السفراء الإيرانيين.
النقد الذي وجهه حسين لم يتضمن تجريحا أو إساءة، فقط أشار إلى أن ملابس زوجة ابن السفير الإيراني في الدنمارك "لا نملك مثلها في إيران، فلا يوجد في إيران مثل هذه العلامات التجارية".
المذيع حسين تحدث عن الفقر المدقع الذي تعانيه فئات من الشعب الإيراني، كأمّ في مدينة آبادان اضطرت لبيع الجوال ودراجة ابنها لسداد إيجار المنزل، لكن قصة تلك الأم انتهت بمأساة انتحار الطفل.
وقد أثار زواج ابن سفير إيران في الدنمارك أمیر حسین مرادیان من عارضة الأزياء والمصممة الإيرانية أناشيد حسيني العام الماضي، ردود فعل متباينة غلبت عليها سمة النقد لبذخ أبناء المسؤولين.كان الزفاف الذي وصفه مغردون بـ"الملكي" فالبذخ كان باديا، حضره ساسة إيرانيون كبار مثل عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في الملف النووي.قصة مراديان وحسيني ليست الوحيدة التي لاقت انتقادات غاضبة من إيرانيين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة.
فأبناء المسؤولين الإيرانيين ورجال الأعمال يتباهون علانية بحياة الترف التي ينعمون بها، وهذا يظهر في صور ومقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، ويعرف هؤلاء إعلاميا بـ "أغازاده".
نساء يتظاهرن في إيران:
الأغازاده
"أقازاده"، أو الأغازاده بالعربية، تعني "أبناء الأغنياء"، الذين ولد معظمهم لمسؤولين في الحكومة الإيرانية ورجال أعمال ويتمتعون بحياة لا ينعم بها الكثير من الإيرانيين.
وبينما عانى الجيل الذي شهد نشوء الجمهورية الإسلامية في أيامها الأولى عقب الثورة في عام 1979، وفر مسؤولون إيرانيون حياة الرفاهية والاستقرار لأبنائهم وأحفادهم، حتى وصلت حد الإسراف والترف.
لقد كان 2018 عاما صعبا على النظام الإيراني، فبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بدأت الأزمات الاقتصادية تتفاقم بشكل غير مسبوق منذ عام 2015.
وعقب إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران، انخفضت قيمة الريال بنحو 70 في المئة أمام الدولار، فيما قفز معدل التضخم السنوي في البلاد خلال الفترة من 23 تشرين الأول/أكتوبر إلى 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 بنسبة 34.9 في المئة.