ميدل إيست آي يكشف معاناة الجنود المصريين في سيناء

في الجمعة ٠١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن الجنود المصريين الموجودين في سيناء يعانون من نقص في الأسلحة وقلة الخبرة، إضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها جراء الهجمات المتكررة التي يواجهون خطرها يوميا.

ونقل الموقع البريطاني عن عسكريين اثنين موجودين في سيناء، في أثناء فترة العطلة، قولهما إنهما عادا للتو من تشييع جثمان صديق لهما كان موجودا في سيناء. وأنه جرى إطلاق اسم صديقهما على أحد المدارس الابتدائية في سيناء.

وأورد الموقع قول أحد العسكريين الاثنين: "أنا لا أريد أن يطلق اسمي على إحدى المدارس، أنا أريد أن أعيش"، وهو ما يعكس الحالة النفسية التي يعاني منها الآلاف من الجنود المصريين الذين تم إرسالهم إلى شبه جزيرة سيناء منذ سنة 2011.

وذكر الموقع أن الحرب التي أطلقها الجيش المصري، على المجموعات الإرهابية في سيناء، منذ 2014، حصدت أرواح المئات ما بين مدنيين وعسكريين، إضافة إلى آلاف المشردين.

وأشار الموقع إلى أن مصر ليست بمفردها في حربها على الإرهاب، حيث قال الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، في حوار مع برنامج "60 دقيقة" الأمريكي، إن مصر تعمل منذ سنوات مع الجانب الإسرائيلي فيما يخص العمليات في سيناء.

ونقل الموقع، عن 7 ضباط ما بين سابقين وحاليين بالجيش المصري، قولهم إن الحرب في سيناء كبدت الجيش المصري خسائر كبيرة تصل إلى 1500 جندي، إضافة إلى المشاكل النفسية التي يعاني منها بقية الضباط.

واعتبر الضباط أن السبب الرئيسي وراء هذه الخسائر، هو قصر مدة التدريب التي يحصل عليها المجندون، حيث يذهب بعضهم إلى سيناء بعد 45 يوما فقط من بداية الخدمة العسكرية.

وأشار الموقع إلى أن موجة التمرد وتوسع المجموعات الإرهابية في سيناء، برزت في العام 2011 إبان الثورة المصرية، كما استغلت هذه المجموعات حالة الفوضى التي عاشتها مصر في سنة 2013 في أعقاب الانقلاب العسكري، لتوسع دائرة نفوذها وتستقطب عددا أكبر من المصريين.

تطور كبير

وبحسب الموقع، فإن نشاط المجموعات المسلحة في سيناء تطور بشكل كبير منذ ظهورها لأول مرة في العام 2000، على إثر مبايعة مجموعة "التوحيد والجهاد" لتنظيم "القاعدة".

ولفت الموقع إلى أن هناك مجموعات أخرى، على رأسها جماعة "أنصار بيت المقدس"، استغلت الفوضى التي عرفتها مصر إبان ثورة يناير 2011، لشن هجمات إرهابية أبرزها كانت تستهدف أنابيب الغاز المتجهة إلى كل من (إسرائيل) والأردن.

وأضاف الموقع، أنه إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس "محمد مرسي"، ومجزرة رابعة العدوية التي ارتكبها الجيش المصري في حق المعتصمين العزل، ارتفعت وتيرة العمليات في سيناء لتصبح بصفة أسبوعية، وهو ما دفع الجيش المصري لتهجير المدنيين عن بيوتهم وشن غارات عسكرية على المناطق التي تتحصن بها تلك المجموعات.

وقال الموقع، إن الخدمة العسكرية في مصر تشمل من هم ما بين 18 سنة و30 سنة، وتمتد على 18 شهرا تتبعها 9 أشهر يكون فيها المجند تحت الطلب. ويستثنى منها العاجزون بدنيا، والذين يمتلكون جنسية ثانية إلى جانب الجنسية المصرية، إضافة إلى المتشددين دينيا.

وأرجع الموقع السبب وراء الخسائر الكبيرة للجيش المصري، إلى عدم تكافؤ موازين القوى، بين المجموعات المسلحة المدربة على العيش في ظروف قاسية والقتال وجها لوجه، إضافة إلى امتلاكهم الخبرة من الحروب السابقة التي خاضوها في غزة سوريا والعراق وأفغانستان، وبين الجنود المصريين الذين يفتقدون للتدريب الكافي، حيث يأتي بعضهم إلى سيناء بعد شهر ونصف فقط من بداية خدمته العسكرية.

ونقل الموقع شهادات حية لجنود مصريين تم تسريحهم من الخدمة العسكرية بعد أن أصيبوا في هجمات مسلحة، ومن هؤلاء "خالد" الذي كان شاهدا على هجوم استهدف نقطة أمنية في سيناء راح ضحيته 23 جنديا مصريا.

وقال "خالد": "لقد أصبت بطلق ناري في بطني، سقطت أرضا ولم أقدر على الحراك، وفي الأثناء كنت أستمع إلى صراخ أصدقائي".

ونقل الموقع عن "عمر"، أحد القياديين في الجيش المصري الذي عمل في سيناء سنة 2013، أن معسكرات التدريب التي كان يعمل بها لم تكن تتجاوز 45 يوما قبل أن يتم إرسال المجندين إلى سيناء، وهو ما ينتج مجندين فاقدين للخبرة وغير قادرين على خوض المعارك.

وختم الموقع بالتأكيد بروايات بعض الجنود عن الحياة اليومية التي يعيشونها في سيناء، وعن الصدمة التي عانوا منها، فقد كان الكثير منهم يأمل في أن يطوروا من قدراتهم في صفوف الجيش المصري، ليجدوا أنفسهم في حرب دون تدريب كاف أو معدات عسكرية متطورة.

اجمالي القراءات 1055