أوباما اعتذر للعالم الإسلامي، ورجل ترامب اعتبر أمريكا «قوة خير».. 7 اختلافات تجاه الشرق الأوسط أعلنت

في الجمعة ١١ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أوباما اعتذر للعالم الإسلامي، ورجل ترامب اعتبر أمريكا «قوة خير».. 7 اختلافات تجاه الشرق الأوسط أعلنتها واشنطن من القاهرة

كان الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الخميس، 10 يناير/كانون الثاني، في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحدَّد فيه أهداف إدارة الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بالشرق الأوسط، يتعارض تعارضاً صارخاً مع خطاب آخر مشهور ألقاه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في المدينة ذاتها منذ ما يقرب من عقد مضى.      

بومبيو يتهم اوباما بنشر الفوضى

إذ ألقى بومبيو اللوم على الإدارة الأمريكية السابقة لترامب في «حالات سوء الفهم الجوهرية التي أثرت سلباً على حياة مئات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في مصر وفي المنطقة بأكملها»، واتهمه بنشر  الفوضى جراء تخليه عن الشرق الأوسط وتركة للمتشددين الإسلاميين والنفوذ الإيراني، في انتقاد لاذع لسياسات الرئيس السابق حتى في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس دونالد ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا.

فيما يُعَّد خطاب أوباما الذي ألقاه عام 2009 إلى حدٍّ ما معاكساً لرؤية الإدارة الحالية.

 تخلى بومبيو عن عرف دبلوماسي أمريكي راسخ بعدم تناول الخلافات المحلية علناً في الخارج، وشن هجوماً حاداً على أوباما في نفس العاصمة التي ألقى فيها الرئيس السابق كلمة مهمة عام 2009 استهدفت تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.

بومبيو يقدم بلاده على أنها  «قوة خيرة»

وقدم بومبيو أمريكا باعتبارها «قوة خير في الشرق الأوسط» مشيراً إلى أن أوباما رأى الولايات المتحدة باعتبارها «قوة تقف وراء ما يعاني منه الشرق الأوسط».

وأثارت كلمة الوزير انتقادات مسؤولين أمريكيين سابقين ومحللين اتهموه باعتماد قراءة خاطئة للتاريخ والتغطية على رغبة ترامب بتقليص التزامات الولايات المتحدة في المنطقة.

وانتقد بومبيو أيضاً أوباما لتهوينه من «قوة وضراوة التشدد الإسلامي» عندما أخفق في تقديم المساعدة المناسبة للاحتجاجات الشعبية الحاشدة في إيران على نتائج الانتخابات عام 2009 والتي عرفت باسم «الحركة الخضراء».

كما عاب عليه عدم قصف سوريا انتقاماً لاستخدام القوات الحكومية أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية.

 وفي ما يلي بعض النقاط التي يمكن مقارنتها بين الخطابين:

1- بداية جديدة

قال أوباما في خطابه: «أتيت إلى هنا بحثاً عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي»، وهو الموضوع الذي أصبح محور رسالته إلى الشرق الأوسط. ورمت سياسته إلى «الاعتراف بالماضي» والعمل نحو أهدافٍ مشتركة «استناداً إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل».

وأضاف: «كان تاريخ البشرية في كثيرٍ من الأحيان بمثابة سجل من الشعوب والقبائل التي قمعت بعضها البعض لخدمة مصلحتها الخاصة. لكن في عصرنا الحديث تؤدي مثل هذه التوجهات إلى إلحاق الهزيمة بالنفس؛ ونظراً إلى الاعتماد الدولي المتبادل، فأي نظام عالمي يعلي شعباً أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سيبوء بالفشل لا محالة».

بينما على الجانب الآخر، انتقد بومبيو إحجام الإدارة السابقة عن ممارسة نفوذها، وأكد أنَّه في ظل حكم أوباما «اعتُبِرَت الولايات المتحدة أنَّها القوة الكامنة وراء آفات الشرق الأوسط».

واستطرد: «الآن تُستَهل بدايةٌ جديدة حقيقية. فخلال 24 شهراً فقط، استطاعت الولايات المتحدة تحت حكم ترامب إعادة تأكيد دورها التقليدي بوصفها قوةً لجلب الخير في المنطقة؛ لأننا تعلَّمنا من أخطائنا السابقة».          

2- إسرائيل والدولة الفلسطينية

أعرب أوباما عن دعمه الراسخ لحل الدولتين، وأكد «متانة» الأواصر التي تربط الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه أدان في الوقت نفسه السياسات الإسرائيلية التي قال إنها تقوض جهود حل أحد أطول صراعات العالم أمداً.

وقال: «ليس هناك أي شك في أنَّ وضع الفلسطينيين لا يُطاق ولن تدير أمريكا ظهرها للتطلعات المشروعة للفلسطينيين؛ ألا وهي تطلعات الكرامة وتوافر الفرص وإقامة دولة خاصة بهم».   

وأضاف: «في الوقت نفسه، يجب على الإسرائيليين الإقرار بأنَّ حق فلسطين في البقاء هو حقٌّ لا يمكن إنكاره مثلما لا يمكن إنكار حق إسرائيل في البقاء».     

فيما تطرق بومبيو بالكاد إلى عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولم يأتِ على ذكر حل الدولتين إطلاقاً، وأكد أنَّ «إدارة ترامب ستستمر في الضغط من أجل الوصول إلى سلام حقيقي ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين». إضافة إلى ذلك، لوَّحَ بومبيو برسائل دعم لإسرائيل طوال خطابه.      

وقال وزير الخارجية الأمريكي: «لقد وفينا بوعدنا. تعهد الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بمدينة القدس -مقر الحكومة الإسرائيلية- عاصمة للدولة الإسرائيلية. وفي شهر مايو/أيار من العام الماضي، نقلنا السفارة الأمريكية إلى هناك. وتحترم هذه القرارات قراراً اتخذه أعضاء في الكونغرس من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) منذ أكثر من عقدين مضيا».               

3- التعاون مع إيران

أفسح أوباما المجال لعقد محادثات مع إيران عام 2009، وأقر بوجود «تاريخ عاصف» بين البلدين، وجادل أنَّ التعاون مع طهران يصب في مصلحة المنطقة.  

وأضاف: «أعلنت بوضوح لقادة إيران وشعبها، أن بلدي مستعدٌ للمضي قدماً، بدلاً من أن تتقيد بالماضي. والسؤال المطروح الآن لا يتعلق بالأمور التي تعارضها إيران، بل ماهية المستقبل الذي تريد أن تبنيه».

أما خطاب بومبيو فقد تركز في غالبيته على إدانة طهران، وانتقاد رغبة أوباما في التفاوض مع قادة إيران.

إذ قال: «قادتنا رغبتنا في إحلال السلام مقابل أي ثمن إلى إبرام اتفاقية مع إيران، عدونا المشترك».

وأضاف: «العقوبات الاقتصادية الأمريكية على النظام الإيراني هي الأقوى في التاريخ، وسنواصل تشديدها إلى أن تبدأ إيران في التصرف مثل أية دولة طبيعية».     

4- مكافحة الإرهاب

لم يستخدم أوباما كلمتي «الإرهاب» ولا «إرهابي» في خطابه، بل آثر استخدام «متطرفين عنيفين» لوصف الجماعات المسلحة المتشددة التي تنفذ هجمات باسم الإسلام.  

وقال: «أمريكا ليست -ولن تكون أبداً- في حالة حرب مع الإسلام».

من جانبه، وصف بومبيو الصورة التي تحدث بها أوباما عن هذه الجماعات بأنها تنطوي على «سوء تقدير فادح» أسهم في انتشار مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش). وقال «تصدت أمريكا (الآن) الحقيقة البشعة للإسلاموية الراديكالية».    

وأضاف: «لقد أسأنا تقدير مدى قوة وشراسة الإسلاموية المتطرفة، وهو عبارة عن فرع مُحرَّف من الإيمان يسعى إلى قلب جميع أشكال العبادة أو الحكم».  

5- الديمقراطية وحقوق الإنسان

حاول أوباما في خطابه عام 2009 تحقيق التوازن بين تشجيع الديمقراطية ودعم القادة الاستبداديين؛ فأكد أهمية حرية التعبير وسيادة القانون وحقوق النساء والتسامح الديني، وقال: «لا يمكن لأية دولة، ولا ينبغي على أية دولة أن تفرض نظاماً للحكم على أية دولة أخرى».

وأضاف: «ومع ذلك لن يقلل ذلك من التزامي تجاه الحكومات التي تعبر عن إرادة الشعب».

وتابع: «تمنح كلُّ دولة الحياة لهذا المفهوم وفقاً لتقاليد شعبها. لا تفترض أمريكا أنها تعلم ما هو أفضل شيء بالنسبة للجميع، تماماً مثلما لا نفترض أن تكون نتائج الانتخابات السلمية هي النتائج التي نختارها».

وعلى الجانب الآخر، لم يكد بومبيو يذكر شيئاً عن الديمقراطية، ولم يتطرق قط إلى حقوق الإنسان. وتجنب على نحوٍ لافت للنظر انتقاد حلفاء أمريكا الديكتاتوريين، وأبرزهم السعودية.  

6- تاريخ كريه

وصف أوباما في خطابه قرار الحرب في العراق بأنه «اختياري»، وأقر بأن للولايات المتحدة يداً في «إطاحة الحكومة الإيرانية المُنتَخبة ديمقراطياً» -إبّان فترة الحرب الباردة- وأكد أنَّ سياسات الحرب الباردة والاستعمارية أنكرت على دول ذات غالبية مسلمة حقوقها والتمتع بفرصها.      

أما بومبيو فقد سلك مساراً معاكساً، إذ قال: «أمريكا قوة خير في الشرق الأوسط. انتهى».   

وأضاف: «عصر العار الأمريكي الذي فرضته الولايات المتحدة على نفسها قد ولى، وكذلك ولت السياسات التي خلَّفت كل هذه المعاناة دون داعٍ».

7- استغلال الدين

اقتبس أوباما في خطابه آياتٍ من القرآن والإنجيل والتلمود، واستخدم عبارات عربية، وتطرق في عمومه إلى الدين ليحتج بأنَّ الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، تروج للتسامح وتنبذ العنف.      

إذ قال: «كل دين من الأديان يستند إلى قاعدة جوهرية واحدة تدعونا لأن نعامل الناس مثلما نريد منهم أن يعاملونا. وتعلو هذه الحقيقة على البلدان والشعوب جميعاً، وهي عقيدة ليست بجديدة، ولا تقتصر على السود أو البيض أو السُمر، وهي ليست كذلك عقيدة مسيحية أو مسلمة أو يهودية فقط».

«هي الإيمان بالآخرين، وهي ما أتى بي إلى هنا اليوم».

أما بومبيو، وهو مسيحي من الطائفة الإنجيلية، فقد بدأ خطابه بالإشارة إلى عقيدته. ثم انتقد الرئيس السابق أوباما لـ «توقه لمخاطبة المسلمين وحدهم، وليس الشعوب… متجاهلاً الطبيعة المتنوعة الغنية للشرق الأوسط والروابط القديمة المهترئة».  

اجمالي القراءات 847