الرئيس الفلسطيني للصحفيين المصريين: «لا حل مع إسرائيل خلال عشر سنوات

في الجمعة ٠٤ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لا نملك شن الحرب.. لكن سنلغي الاتفاق الأمني والاقتصادي إذا اصرت إسرائيل على التعنت
اعتبر نفسي شيخ شيوخ المرنين لكن لن أتنازل عن القدس والدولة المستقلة
لا أخشى الموت.. والإسرائيليون قادرون على قتلي في دورة مياه بيتي كما قتلوا عرفات بالسم
الإخوان يعملون مع الأمريكيين.. ومتواجدون بقوة في العديد من مواقع القرار بالولايات المتحدة

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، إنه لا يتوقع الوصول لحل للقضية الفلسطينية مع إسرائيل خلال السنوات العشر المقبلة، وربما خمسة عشر عامًا، مضيفًا أنه لا يملك إمكانية شن حرب على إسرئيل، وفي المقابل يضمن الكفاح السلمي والمقاومة الشعبية لقلب الرأي العام الإسرائيلي والعالمي ضد الحكومة الإسرائيلية.

وأضاف أبومازن خلال لقائه مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين والكتاب المصريين، مساء أمس الجمعة في القاهرة، أنه لا مانع لدى الفلسطينين من إلغاء اتفاق أوسلو الموقع عام 1993، مؤكدًا أنه سيوقف التنسيق الأمني، ويلغي الاتفاق الاقتصادي مع الإسرائيلين إذا أصروا على إعادة الحقوق الفلسطينية.

وأكد عباس في اللقاء الذي جرى في استراحة رئاسية بمصر الجديدة أنه يعتبر نفسه شيخ شيوخ المؤمنين بالمرونة، لكن عند حدود فهو لا يقبل أن يتنازل عن القدس أو الدولة المستقلة أو يقبل بالاستيطان.

واعتقد أبو مازن أن جماعة الإخوان تعمل مع الأمريكيين بصورة وثيقة، وصار لهم وجود مهم ومؤثر في غالبية مواقع القرار الأمريكي، وبالتالي فإن ما يحدث في غزة عبر حماس الإخوانية ليس صدفة.

وأكد أبو مازن أنه لا يقبل أي ضغوط أو شروط عربية أو غير عربية للتنازل عن الحقوق الفلسطينية.

وسخر أبومازن من حكاية أن التقارب الخليجي أو العربي مع إسرائيل يهدف إلى التوسط مع الفلسطينين قائلا: "بيني وبين نتنياهو خمس دقائق، وضباطنا يجلسون مع ضباطهم طوال الوقت، فلماذا نحتاج للوساطة ؟!!.

وكشف أبو مازن أنه لن تتم أية انتخابات ما لم تشمل القدس، مشيرًا إلى أنه لا يخشى الموت قتلًا كما حدث مع سلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات، والذي مات "مسمومًا"، مضيفا "الإسرائيليون قادرون على قتلي حتى في دورة مياه بيتي !!".

وفي بداية اللقاء، قال أبو مازن إنه يعاني من صعوبات بالغة مع الأمريكيين والإسرائيليين وحماس في نفس الوقت.

وكشف «عباس» عن لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أربعة مرات، وقال إن ترامب في كل مرة كان يتفق معه في وجهة النظر الفلسطينية، ثم سرعان ما يتصرف بشكل مغاير لما اتفقوا عليه أثناء المباحثات الثنائية، مؤكدًا أن «ترامب تحدث معه بصراحة وانفتاح في المرة الأخيرة، وأكد له عى اتفاقه معه بشأن حل الدولتين، وبعدها بأيام اتخذ قرار نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس».

وأضاف «أبو مازن»: أن «اللقاء الأخير الذي جمعه مع نظيره الأمريكي حضره مسؤول في الأمن القومي الأمريكي، وأنه طلب حماية الإسرائيليين والفلسطينيين بقوات من "الناتو"، وطلب ترامب من المسؤول الأمني إعداد 6 آلاف جندي للقيام بهذه المهمة، ثم سرعان ما كان إعلانه نقل السفارة إلى القدس».

وخلال اللقاء، كشف الرئيس الفلسطيني، عن إصداره قرارًا بمنع الحديث مع الأمريكيين على كافة المستويات، لافتًا إلى أنه عقب عودته من نيويورك في المرة الأخيرة على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب الأمريكيون لقائه في فرنسا، فتم ترتيب لقاء مع القنصل والسفير الأمريكي هناك، وكانت المفاجأة عندما أكد له قنصل واشنطن في باريس، أن هناك مشكلة «ليس لها حل»، وهي أن الكونجرس الأمريكي لديه قرارات منذ 1987 تعتبر السلطة «إرهابيين».

وقال عباس أن «حديث القنصل الأمريكي المثير للاستغراب والاستهجان حول اعتبار الكونجرس السلطة الفلسطينية "إرهابية"، يغفل توقيع السلطة 83 بروتوكولا أمنيًا مع 83 دولة منها فرنسا وكندا واليابان وكبرى الدول حول العالم».

وتابع: «إننا مصممون على عدم إجراء حوارات مع الولايات المتحدة، على كافة المستويات، ولن أتراجع عن موقفي إطلاقا من القدس».

وعن صفقة القرن، قال «عباس»: «لا تصدقوا أن هناك شيئا اسمه صفقة القرن، فإذا كان الحديث يدور بعيدًا عن اللاجئين والقدس والحدود، فليس هناك صفقات ولا تصدقوا الشائعات».

وكشف الرئيس الفلسطيني خلال الحديث مع الإعلاميين المصريين، عن أن الوثائق أكدت أن أمريكا هي التي صاغت «وعد بلفور»، ونفذته على أرض الواقع، ووضعت بريطانيا في المواجهة.

وشدد «عباس»، على أن الانتخابات ستجري في كافة الأراضى الفلسطينية بما فيها القدس، وأشار إلى أنه إذا لم تجر انتخابات في القدس فإنه لن يقبل بها.

وكشف «أبو مازن» عن عزمه إلغاء اتفاقية «أوسلو» -المعروفة رسميا باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي-، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، خصوصا بعد أن وصلت الخطورة إلى القدس، كما أنه لن يقبل بحكم ذاتي للضفة الغربية يتمتع بالحقوق المدنية والدينية فقط.

وخلال اللقاء الذي حضره بعض المسؤولين الفلسطينيين، سرد الرئيس الفلسطيني قصة الخلافات مع حركة حماس، موضحًا أنه عندما تدخل العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في الاتفاق بين حماس والسلطة –اتفاق مكة 2007- «أقسمنا اليمين على أستار الكعبة لإنهاء الخلافات، وبعدها بثلاثة أشهر انقلبت "حماس" على الاتفاق، ثم انقلبت على كل الاتفاقات اللاحقة التي وقعت في الدوحة والقاهرة».

وحول ما إذا كانت هناك ضغوط عربية تمارس على السلطة من أجل القبول بتسوية لا يرضاها الفلسطينيون، نفى «عباس» الأمر، قائلًا «لا توجد دولة عربية تجرؤ على ممارسة ضغوط على السلطة، فكما أننا لا نتدخل في شئون الآخرين نرفض بشدة تدخل أحد في شؤوننا الداخلية».

وتطرق أبو مازن إلى الوضع العربي الراهن، قائلا: «كما ترون العرب منشغلين بما لديهم، ولكننا لا نزال نملك العديد من الأدوات لخوض حرب في طريق السلام، أهم تلك الأدوات وجود 6.5 مليون فلسطيني مزروعين في فلسطين الداخلية، كما أننا لدينا فريق عمل للتواصل الاجتماعي استطاع أن يدير حوارات مع الداخل الإسرائيلي، وحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال، وخاصة أن فكرة العداء الدائم التي قامت عليها الصهيونية تتلاشى الآن، وأصبحت توجد قطاعات كبيرة في إسرائيل قانعة بضرورة إحلال السلام».

وفي ختام اللقاء، دعا «أبو مازن» الحاضرين إلى التأمل فيما ورد في سورة الإسراء بالقرآن الكريم بشأن الصراع بين المسلمين واليهود، مداعبا الحاضرين بالقول إن «هناك آية يشعر أحيانا أنها تنطبق تماما على الفلسطينين وهي "يا أيها الذين أمنوا أصبروا وصابروا ورابطوا"».

اجمالي القراءات 716