الآن وقد رحل عن القلعة الحمراء.. ما لم يذكره آل الشيخ عن اللقاءات التي جمعته مع السيسي ومدير المخابر

في الجمعة ٢٥ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

فاجأ تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، تخلِّيه عن الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي المصري، الخميس 24 مايو/أيار 2018. ولم يكتف بهذا، لكنه أصدر بياناً لاحقاً ذكر فيه تفاصيل كثيرة وضعت إدارة النادي في موقف محرج.

آل الشيخ حكى عن زيارة سرية قام بها محمود الخطيب له في الرياض لطلب الدعم في الانتخابات، فرحب به وجلس معه مطولاً للتعريب عن رغبته في المساهمة بتطوير النادي الأهلي ودعمه بالمنشآت وغيرها.

وبشكل سريع، ذكر آل الشيخ أنه اجتمع هو الخطيب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك عقب عرض آل الشيخ تصاميم الاستاد الجديد للنادي الأهلي في اجتماع لاحق بأبوظبي.

 

 

 

 

لكن آل الشيخ لم يذكر بعض التفاصيل التي تخص الاجتماع مع الرئيس، والذي لم يقتصر عليه فقط، بل كان هناك حضور لمدير المخابرات العامة آنذاك، خالد فوزي، الذي اجتمع بمفرده مرة أخرى مع الرجلين لتنسيق الأمور.

عرض على طاهر أولاً فرفض

في مصر ينقسم السواد الأعظم من الجماهير ما بين الأهلي والزمالك، ويمتلك الأول الشعبية الأولى وهو الأكثر حصداً للبطولات محلياً وقارياً، ومن هنا حدد تركي آل الشيخ نقطة انطلاقته، والتي تواكبت مع الانتخابات التي جرت في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

ويوضح مصدر مطلع بالنادي الأهلي لـ"عربي بوست"، رفض ذكر اسمه، الطريقة التي وضع بها آل الشيخ قدمه على أول السلم للسيطرة على مقاليد الأمور بالقلعة الحمراء، قائلاً: إن الانتخابات الأخيرة لمجلس إدارة النادي الأهلي "كانت بين مالين، المال المصري ممثلاً في نجيب ساويرس والمال السعودي ممثلاً في آل الشيخ، الذي جلس أولاً مع محمود طاهر الرئيس السابق الذي خسر الانتخابات لاحقاً، عارضاً دعمه شريطة أن يطلق اسمه على إحدى المنشآت وليس الاستاد الجديد. لكن طاهر رفض بشدة، قائلاً إن المنشآت تكون فقط باسم أبناء النادي".

وربما هذا من بين النقط الهامة التي لم يذكرها آل الشيخ بوضوح، فهو ذكر في بيانه أنه طلب منه من قبل جهات وأشخاص دعم محمود طاهر، "لكن لحبي لمحمود الخطيب كلاعب ملت للخطيب"، على حد قوله.

وأضاف المصدر أن طاهر قدم عرضاً بديلاً يتمثل في أن الأهلي بصدد إنشاء مجمع رياضي بمنطقة الشيخ زايد، ويمكن أن يقوم آل الشيخ بتمويله في مقابل منحه الرئاسة الشرفية، لكن تركي رفض العرض تماماً، وأبدى استياءه من "عجرفة" طاهر، على حد قوله".

دعم الخطيب برعاية الدولة

وفي جلسة أخرى موازية مع الخطيب برعاية خالد فوزي رئيس المخابرات السابق شخصياً – والكلام مازال للمصدر المطلع – أبدى الخطيب موافقة كاملة على أي شكل من أشكال التعاون مع آل الشيخ، الذي بدوره وعد بتقديم كل الدعم المالي لحملة الخطيب أياً كان الرقم المطلوب.

لكن الجلسة الأهم كانت بين تركي وفوزي والخطيب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شخصيًا، وهي الجلسة التي ذكرها آل الشيخ في بيانه دون أن يوضح ما دار بها.

في تلك الجلسة عرض السيسي أن يقوم آل الشيخ بتمويل المدينة الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة. السعر الذي طلبه السيسي للأرض نفسها كان 4 آلاف جنيه للمتر، وبعد مفاوضات بين السيسي وتركي، تم الاتفاق على منح الأرض للنادي الأهلي بمبلغ 2000 جنيه فقط (نصف السعر)، على أن تأخذ الدولة حصة 25% ويكون للنادي الأهلي ثلاثة أرباع المشروع، والتي ستتمثل بالطبع في تمويل آل الشيخ.

وفي الجلسة نفسها، تعهد تركي للرئيس المصري في حضور فوزي بإنشاء قناة رياضية جديدة، تسحب من قناة بي إن سبورت القطرية كثير من الحقوق الحصرية، وستفتح للمصريين بعقود مخفضة، شريطة أن تأخذ القناة الجديدة حق حصري لمباريات الأهلي، وهو ما رحب به الرئيس ولم يعترض الخطيب عليه.

وظهر تركي آل الشيخ قبل الانتخابات بفترة، ليعلن دعمه للخطيب عبر لقاء مع عمرو أديب، تم عرضه في 18 أكتوبر/تشرين الأول، أكد خلاله أنه أهلاوي، ويحب محمود الخطيب، ولا يستوعب وجود شخص منافس له في الانتخابات، ويتوقع أن يكتسح منافسيه.

تحالف مصري في المواجهة

على جانب آخر، قام محمود طاهر بتحالف مع رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في مواجهة الحلف السعودي، وتلقى ساويرس وعوداً من بعض وكلاء جهاز المخابرات بدعمهم، والكلام لذات المصدر المطلع، لكن طاهر أدرك أنه "جرى بيعه"، على حد تعبير المصدر، يوم مقابلة طاهر مع الإعلامي المصري عمرو أديب، فالاتفاق كان على أن يسأل أديب الرجل أسئلة محددة تسمح له بتعرية الخصم، لكن الإعلامي المصري في آخر لحظة أخل بالاتفاق وسحبه لمنطقة أخرى.

خسارة المال المصري أمام المال السعودي في معركة السيطرة على الأهلي، هي ما دفعت ساويرس للتغريد لاحقاً "اتباع  بالريال" ليرد عليه آل الشيخ قائلاً "الأهلي لا يقدر بثمن. حاول تبعد عن الموبيل وانت مش مركز.. فاهمن طبعا" ليتراجع ساويرس للخلف ثم يحذف التغريدة.

مشروع القرن والرئاسة الشرفية

الأمور سارت مع آل الشيخ كما خطط له، صوره حاصرت  أسوار القلعة الحمراء مع كلمات الإشادة بما يقدمه من دعم سخي، وأشرف على تنظيم مباراة تحت مسمى "من أجل السلام" جمعت بين الأهلي وأتلتيكو مدريد في الإسكندرية بمشاركة عدد من النجوم العرب، ثم كانت الخطوة الأكثر تأثيراً بإعلان الخطيب عن تعيينه رئيساً شرفياً للنادي الأهلي، وذلك خلال مؤتمر "مشروع القرن" الذي تم خلاله الكشف عن تفاصيل مشروع المجمع الرياضي الذي سيعمل آل الشيخ على تمويله بمشاركة مصرية – إماراتية – سعودية.

تعاقدات اللاعبين

الإعلان عن منح تركي آل الشيخ الرئاسة الشرفية، تواكب مع بداية فترة الانتقالات الشتوية، فاعلن عن دعمه للتعاقد مع لاعب عالمي للأهلي، لكن حسام البدري مدرب الفريق وقتها، لم يوافق على الصفقة، واتجهت الأنظار صوب صلاح محسن لاعب إنبي الشاب، والذي دخل الأهلي في مزايدة عليه حتى وصل لرقم خرافي في سوق الانتقالات المصرية بلغ 42 مليون جنيهاً.

وهنا جاء دور آل الشيخ الذي حسم الصفقة للأهلي، وخرج بيان من النادي وجه له فيه الشكر في سابقة لم تحدث من قبل لداعمي النادي، مما تسبب في خلافات داخل إدارة الأهلي، ليخرج تركي آل الشيخ مع الإعلامي عمرو أديب، ويشن هجوماً شرساً على بعض أعضاء مجلس إدارة النادي.

صفقة القرن وإنقاذ الأهلي من صفعة مرتضى

مأزق كبير تعرض له الأهلي بعد إعلان الزمالك عن صفقة قال رئيسه مرتضى منصور، إنها "صفقة القرن"، وترك الجميع في حيرة، وتسربت معلومات أن الصفقة هي التعاقد مع ثنائي الأهلي الدولي أحمد فتحي وعبد الله السعيد بعد فشل النادي في تجديد عقديهما. آل الشيخ وصل القاهرة ودخل النادي الأهلي في موكب غير معتاد، سبقه ليلاً الإعلان عن التعاقد مع فتحي، لتبقى الأزمة في السعيد الذي اختفى عن الأنظار.

تركي آل الشيخ نجح في الوصول لعبد الله السعيد الذي كان قد وقع بالفعل للزمالك وحصل على 40 مليون جنيه نقداً، لكن آل الشيخ أقنعه بالحضور إلى النادي، والتصدي لكل ما يواجهه من أزمات سيتسبب فيها توقيعه للزمالك مقابل تمديد عقده مع الأهلي.

وهو ما تم بالفعل ليخرج آل الشيخ في صورة مع اللاعبين بعد التجديد لهما، ويقدم ملابس جديدة للنادي، بخلاف مكافأة التتويج بالدوري، ليس هذا فحسب بل وعد برد قوي بالتعاقد مع 4 صفقات من العيار الثقيل، ليؤكد أنه الرجل الأقوى في القلعة الحمراء.

التدخل في شؤون فريق الكرة

واصل آل الشيخ استعراض قوته في النادي الأهلي، وخرج بعد خسارة الفريق أمام الزمالك بالدوري، والأسيوطي في الكأس، على "فيسبوك" قائلاً: ""بعد الخسارة التي تعرض لها النادي الأهلي وخروجه من كأس مصر، أعلن عن استعدادي بدعم فريق القلعة الحمراء بجهاز فني عالمي ولاعبين أجانب على مستويات عالية بما يليق بتاريخ القلعة لإعادة الفريق وتهيئته للدوري وبطولة إفريقيا للأندية الموسم القادم ومعسكر خارجي وأدعو الجماهير الحمراء للوقوف مع الفريق في ظروفه الحالية".

وهو ما تسبب في غضب شديد تجاهه، ليحاول التخفيف من حدة التصريحات التي أغضبت إدارة الأهلي، فأطلق تدوينة جديدة، قال فيها: "فسر البعض استعدادي للدعم السريع للنادي الأهلي بصفتي مشجعاً أهلاوياً قبل أن أكون رئيساً شرفياً للقلعة الحمراء، على أنه تدخل بل وحاول البعض من أصحاب المصالح الخاصة والأغراض البعيدة عن الرياضة أن يصوروا للجمهور الأمر على أهوائهم".

وأضاف: "مشاعري ومحبتي تحركني دائماً وسريعاً نحو النادي الأهلي تأكيداً للعشق الذي أحمله تجاه هذا الكيان والرابط بيني وبين جماهيره الوفية، فمثلما من حق أي أهلاوي أن يحزن ويغضب من الكبوة الأخيرة وغير المعتادة في السنوات الأخيرة حزنت وتحركت بنفس الدافع المحرك لأي أهلاوي حزين لنتائج ناديه ويأمل سريعاً وضع حلول فقط لا غير فهذا هو حق الأهلي وجماهيره العظيمة علي وعلى كل محب".

 

اجمالي القراءات 1415