المساواة بين منزلة المفتى ومنزلة النبى محمد فى فتاوى المشايخ
المساواة بين منزلة المفتى ومنزلة النبى محمد فى فتاوى المشايخ

في الخميس ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لا تناقش ولا تجادل أمام المفتى..

المساواة بين منزلة المفتى ومنزلة النبى محمد فى فتاوى المشايخ

الخميس، 18 ديسمبر 2008 - 18:28

كتب عمرو جاد

الفتاوى لا تصدر من على منابر المساجد فى خطب الجمعة فقط، ولكنها تصدر أيضا من المؤسسة الرسمية، فقد نشرت الدار هذه الشروط على موقعها على الإنترنت تحت مسمى «أدب المستفتى».



«آداب المستفتى» فيها من الغرائب الكثير برغم كونها لا تخرج عن النصائح الأخلاقية، ولكن الطريقة التى كتبت بها تعطى إيحاء بأنك حينما تكون فى حضرة من يفتيك فأنت رهن إشارته، فأحدها مثلا يقول «اجعل للسؤال عن حكم الشرع قيمة كبيرة وحرمة فى نفسك؛ فلا تركض وراء المفتى لتستفتيه فى الطرقة مثلا، ولا تهتف به مِن خلفه أدبًا معه؛ فإنما يُنادَى من الخلف البهائم». قائمة الأوامر والنواهى مستمرة فهناك أيضا: «ليس لك أن تطلب من المفـتى دليلـه، ولا أن تناقشه فى طـريق وصوله إلى الحكم الشرعى» ليس هذا فقط فهناك أمر بتهذيب الجوارح واللسان فى مجلس الفتوى وهو أمر تنضوى تحته عدة عناصر تضعها دار الافتاء أهمها «فلا تتكلم بأسلوب غير لائق - لا ترفع صوتك على الشيخ - لا تومئ بيدك فى وجهه - ولا تعبث فى ثيابك أو أطرافك - ولا تتكلم حتى يُطلَب منك أو يؤذَن لك - ولا تتكلم مع صاحبك أو تتهامس معه - ولا تكثر من الكلام لغير حاجة - ولا ترد على هاتفك المحمول بحضرة من يفتيك».

لا أحد يرفض أن يكون طالب الفتوى متأدبا مع من يفتيه، ولكن هذا لا يعنى تعامل دار الإفتاء مع المواطنين بمنطق «افعل ولا تفعل»، لكن رجال الإفتاء لهم رأى آخر، فالشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى يرى أنه «لابد من تعليم الناس الأدب «فلا يعقل بحسب رأيه أن يأتى أحدهم لطلب فتوى ثم إذا جلس أمام الشيخ يبدأ فى الهرش وطقطقة الأصابع والانشغال بالموبايل».. كلام الأطرش يعنى أن هذا الفكر مترسخ لدى الشيوخ ويؤكد النظرة العالية لمن يتصدر للفتوى، فالأطرش يضيف «أنت طالب منى فتوى متسألنيش أنا جايبها منين لانى دارس فقه وشريعة وعقيدة أكثر منك». «النفور ونوع من الجلافة «هما عنوان تعامل دار الإفتاء مع عامة الناس بعرض هذه الآداب بهذا الشكل، فالأولى بهم أى المفتين، تعليم عامة الناس هذه الآداب من خلال التعامل «وهذا رأى الدكتور فرحات المنجى الذى وصف القول بقداسة المفتى بأنه» عودة بنا إلى عصور الظلام «إلا أن اعتراض المنجى لم يمنعه من التأكيد على صحة هذه الآداب فهى على حد قوله - أمور حقيقية استنادا إلى الحديثين الشريفين «العلماء ورثة الأنبياء»، «العلماء مؤتمنون على الناس، ففضل العالم على الزاهد كفضل الله على سائر خلقه».

وبرر ذلك بأن الناس قديما كانت تثق فى من يتولون الفتوى دون أن يصلوا بهم إلى مرتبة الـ«نصف إله» وعند مواجهته بهذه الحجج اكتفى الشيخ عبدالحميد الأطرش بأن قال «إن مناقشة الشيخ سفسطة لا طائل منها».

ائتمان العلماء على الناس لا يمنحهم القدسية بقدر ما يمنحهم الاحترام فترفق العلماء بالناس هو الذى يخلق تأدبهم فى حضرة المفتين، فعندما يكون فى أدب الاستفتاء إيحاء بالجلافة والنفور فإن الناس ليس أمامهم سوى التوجه إ
24 بندا من الآداب اللازم مراعاتها استندت فيها الدار إلى آراء لفقهاء مثل ربيعة الرأى وتلميذه الإمام مالك وسحنون وابن كثير، وهى آداب غالبيتها تبدو مستفزة، ففى التقديم لهذه الآداب يذكر واضعها أن «المفتى قائم فى الأمة مقام النبى صلى الله عليه وسلم ونائب عنه فى تبليغ الأحكام« وهو ما يرفع عنه الحرج فيما سيدرجه من آداب. لى أناس آخرين لطلب الفتوى وفتح سوق رائجة لمشايخ الفضائيات والمتاجرين بالفتوى الذين يزدادون ربحا كلما ازداد الناس حيرة.

اجمالي القراءات 6470