مترجم: المصلحة تحكم.. كيف تحول ساسة أمريكا من رغبة قصف الإيرانيين إلى دعمهم؟

في الثلاثاء ٠٩ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

ثارت التحولات الصارخة في مواقف بعض القادة والمسؤولين الأمريكين، ولا سيما من المحافظين الجدد تجاه إيران، وتحديدًا الشعب الإيراني في الأيام القليلة الماضية تهكمات كبيرة، متهمة إياهم بالنفاق وعدم الاكتراث سوى بمصالحهم في تغيير الأنظمة.

لخص الكاتب «برانكو مارسيتيك» في تقريره على موقع مجلة «جاكوبين» لسان حال قادة مجموعات المحافظين الجدد قائلًا: إنه إذا أتيح للشعب الإيراني الاقتراع في انتخابات حقيقية، وكانت النتيجة متعارضة مع مصالح القادة الأمريكيين، فإن أبطال اليوم الشجعان في إيران سيتحولون تلقائيًّا إلى أعداء الدولة.

اقرأ أيضًا: مترجم: في السياسة والاقتصاد والأمن.. مقارنة دقيقة بين خامنئي وابن سلمان

يستهل «برانكو» تقريره بمقارنة بسيطة بين حال الشعبين الأمريكي والإيراني عشية رأس السنة، فبينما كانت أمريكا تحتفل ببداية عام جديد، استقبل الشعب الإيراني عامه الجديد بسلسلة من المظاهرات المناهضة للحكومة، والتي اجتاحت البلاد طوال أسبوع، منددةً بالفساد والتقشف. وفي خضم تلك الاحتجاجات، فوجئ الإيرانيون بدعم حلفاء جدد، ولعل أبرزهم قادة تيار المحافظين الجدد في أمريكا، الذين ما انفكوا يطالبون بقتلهم على مر العقود القليلة الماضية.

نفاق دافعه المصالح أم دعم مخلص للشعب الإيراني؟

يقول «برانكو»: إن تطلعات الإيرانيين على اختلاف مشاربهم، بما في ذلك الأكاديميون وشباب الحضر في طهران، وساكنو المناطق الريفية والنائية الأكثر تحفظًا، وما يأملونه من تلك الانتفاضة الغاضبة ضد الحكومة، أثارت بطبيعة الحال الرعب في نفوس قادة البلد، ما دفع بدوره مجموعة من القيادات المحافظة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشجيع المتمردين على نحو مفاجئ.

بيد أن على الهامش من هذا الإخلاص والتفاني من أجل صالح الشعب الإيراني، هناك مفارقة مشتركة بين كل أولئك القادة الذين يدافعون عن تلك الجموع الجسورة والأبطال المحبين للحرية، فجميعهم نادوا من قبل إما بحرقهم بغارات مباغتة تشنها الولايات المتحدة الأمريكية، وإما بتجويعهم وإفشاء الأمراض بينهم من خلال فرض العقوبات الخانقة.

اقرأ أيضًا: «بوليتيكو»: يساعد الإيرانيين أم يخدعهم؟ شكوك حول تعاون «تليجرام» مع حكومة إيران

يركز «برانكو» على التحولات الكبيرة في مواقف أبرز القادة في أمريكا، فكان أولهم «بيل كريستول» -رئيس تحرير «ويكلي ستاندارد»- الذي ما انفك يصف المتظاهرين الإيرانيين طوال الأسبوع المنصرم بـ«حلفائنا الحقيقيين»، ليظهر دعمه للمتظاهرين الإيرانيين، وكذلك ليحث واشنطن على دعمهم.

 

بيل كريستول

إضافة إلى إعادة نشره تغريدة «غاري كاسباروف» الذي نصح الولايات المتحدة الأمريكية بـ«دعم الشعب الإيراني»؛ لأن «الشعب سيتذكر» وقفتهم الداعمة. لكن من سوء حظ «كريستول» أن الشعب نفسه أيضًا يتذكر موقف أمريكا التي نادت طوال قرن من الزمان بقتل الشعب الإيراني. فاستغل «تريتا بارسي» -رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي ومؤسسه- هذا التناقض في الموقفين ليدلل على نفاق «كريستول» أثناء لقائه مع قناة «أم إس إن بي سي». يقول «تريتا» في حديثه للقناة: «مع كامل الاحترام لك. بيل، لفترة طويلة للغاية ناديت بقصف الصواريخ على إيران، لدرجة تجعلني أشك في مدى احترامك للشعب الإيراني».

«حتى توقفوا قنبلة إيران النووية، اقصفوا إيران أولًا».
– جون بولتون 2015

يذكر «برانكو» من ناحية أخرى مواقف مناقضة لـ«كريستول»، ففي سياق ليس ببعيد، في مايو (أيار) عام 2003، وبينما ما يزال يخيم دخان الصواريخ الأمريكية فوق بغداد، استغل «كريستول» حادث تفجير انتحاري في إسرائيل تورطت فيه حماس، وبعض التقارير الإعلامية غير الموثوقة بأن أحد المتورطين في التخطيط للهجوم على أحد المجمعات السكنية السعودية كان مختبئًا في إيران، بهدف الدعوة إلى التدخل العسكري في إيران، بالإضافة إلى استمراره في قرع طبول الحرب في السنوات اللاحقة، لدرجة أن مجموعة «كريستول» السياسية (لجنة الطوارئ لإسرائيل) أطلقت مجموعة من الإعلانات عام 2012 تدعو إلى إعلان الحرب على إيران.

 

جانب من التظاهرات الإيرانية الأخيرة- طهران

يؤكد «برانكو» أن التحول في المواقف لم يكن من نصيب «كريستول» فقط، إذ انضم للقائمة عدد كبير من القادة والمسؤولين السابقين، من بينهم «جون بولتون»، سفير بوش لدى الأمم المتحدة، الذي أشاد بـ«ترامب» لأنه «انحاز إلى صفوف المتظاهرين». إلا أنه كتب مقالًا افتتاحيًّا في عام 2015 بعنوان «حتى توقفوا قنبلة إيران النووية، اقصفوا إيران أولًا»، فضلًا عن دعوته أمريكا أو أسرائيل عدة مرات إلى تحركٍ عسكري ضد إيران، مصحوبًا بجهود لتغيير النظام وفرض عقوبات «مؤلمة» عليها.

وبالمثل دعت «جينيفر روبين» في صحيفة «واشنطن بوست» الدول الغربية إلى «التركيز على الشعب الإيراني، وما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون من أجل دفع تطلعاتهم»، وكذلك دعت إلى «إعادة التفكير في موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حقوق الإنسان»، وما يدعو للدهشة حقًّا أن روبين التي أعربت عن بالغ أسفها بشأن أن «الحرب احتمال مروع، باعتبارها تنطوي على خسائر فادحة في الأرواح»، أردفت قائلة: «لكنها ليست مروعة بقدر ترويع حيازة إيران سلاحًا نوويًّا».

اقرأ أيضًا: بالرغم من مظاهرات نهاية العام.. كيف أصبحت إيران الرابح الأكبر في 2017؟

وعلى نفس المنوال، فإن «ماكس بوت»، وهو مؤلف روسي أمريكي ومستشار ومؤرخ عسكري، قضى الأيام القليلة الماضية في إعادة نشر تغريدات تضم مقالات وتصريحات تدعو لتقديم الولايات المتحدة الأمريكية الدعم للمتظاهرين الإيرانيين، لكنه قبل خمس سنوات كان قد قرر أن «استخدام القوة هو الخيار الأكثر فعالية لوقف تسليح إيران النووي»، وأن «الضربات الجوية على إيران مبررة تمامًا»، مضيفًا أن «حتى شن الهجمات الرمزية على إيران يستحق العناء». جدير بالذكر أن «بوت» كان أحد مستشاري «جون ماكين» أثناء ترشحه للانتخابات عام 2008، وقد تفاخر أمام الصحافة قائلًا: إن «جون ماكين لن ينتظر حتى وقوع أمر ما» كي يستخدم القوة العسكرية ردًّا على طموحات إيران النووية.

إن إعجاب المحافظين الجدد بالشعب الإيراني مرهون فقط باستمرار توافق عاداتهم الانتخابية مع مصالحهم.

ويقول «برانكو»: إن بمناسبة الإتيان على ذكر «ماكين»، دعونا لا نترك المجال لتصريحاته الأخيرة الداعمة لـ«المتظاهرين الشجعان» في إيران لمحاربة الاضطهاد، أن تنسينا تاريخه الداعم لاستخدام القوة العسكرية ضد الشعب الإيراني، لم يقتصر الأمر فقط على ترديده المشين لترنيمة «فجروا، فجروا، فجروا فجروا، فجروا إيران» على أنغام أغنية فريق «بيتش بويز»، لكنه أيضًا أيد توسيع العقوبات المفروضة على إيران، وكذلك دعم التشريعات التي من شأنها جر الولايات المتحدة للدخول في حرب ضد إيران، إذا ما قررت إسرائيل مهاجمتها.

لكنه يستطرد قائلًا: إن «ماكين» لم يكن المسؤول المنتخب الوحيد المنافق، إذ أثنى «ليندسي جراهام» -أحد الداعمين الدائمين لماكين وعضو بالحزب الجمهوري- مرارًا على ترامب؛ لأنه «انحاز إلى الشعب الإيراني»، وذلك على الرغم من تاريخه المماثل لمن سبق ذكرهم، من حيث إنزال الدمار بالشعب الإيراني. وبالمثل، صرح «ميت رومني» -الذي يعتزم الترشح مجددًا للرئاسة- بأن «مشاهدة تطلع الشعب الإيراني للحرية أمر مؤثر للغاية»، لكن مع الرجوع إلى السنوات القليلة الماضية، نجد «رومني» في عام 2012 أخبر لجنة «أيباك» (لجنة الشئون الأمريكية- الإسرائيلية) أنه «لن يؤخر فرض المزيد من العقوبات الخانقة» على إيران، وأنه «سيحرص على أن تعرف إيران الخطر الحقيقي الذي ينتظرها، إذا ما سعت إلى التسليح النووي».

 

ميت رومني

ثم هناك «آري فلايشر»، السكرتير الصحافي للرئيس بوش، والذي أعلن أن ترامب «بذل الكثير من الجهد لدعم الشعب الإيراني، أكثر مما فعله الرئيس أوباما في ثماني سنوات»، مصرحًا بدعمه للمتظاهرين، بل وتمنى لو أن «تندلع الاحتجاجات في كل مكان فتؤدي إلى انهيار الديكتاتورية الرجعية اللاهوتية الخطيرة والوحشية».

بيد أنه منذ 10 سنوات، أطلقت مجموعة «فليشر» التي تنتمي إلى المحافظين الجدد باسم «فريدوم واتش»، أو حراس الحرية حملة للترويج لحرب أمريكا على إيران، من خلال رعاية منتدى لمن يسمون بالخبراء حول «الإسلام الراديكالي»، والذي صور إيران على أنها أكبر تهديد مباشر لأمن الولايات المتحدة الأمريكية، وشكل المنتدى فرقًا متخصصة لمعرفة أفضل السبل لكسب المزيد من التأييد للتحرك العسكري في أوساط الناخبين، علاوة على أنه دعا الولايات المتحدة الأمريكية مرارًا لفرض «العقوبات الجديدة الضخمة» وزيادتها على الشعب الإيراني، الذي يدعوه الآن بـ«الشعب الإيراني الشجاع».

ما المقصود بـ«التحرك العسكري»؟

التمييز بين المدني والعسكري «يتلاشى في خضم الحروب».

يقول «برانكو»: إن هناك شيئًا من التضليل دائمًا يصاحب الحديث بشأن «التحرك العسكري» و«القصف» و«الحرب مع إيران»، بل يبدو أحيانًا كما لو كان «يخلو من سفك الدماء»، ففي نهاية المطاف، المقصود من ذلك ببساطة هو الحرب مع القيادة الإيرانية، وليس الشعب نفسه.

بطبيعة الحال، وكما أثبتت الحروب العديدة بكل وضوح، فإن التمييز يتلاشى في خضم الحروب، عندما تحدث انتهاكات لحقوق الإنسان على نحو متكرر بانتظام على يد الجنود المحبطين والمصابين بالصدمات من جراء أهوال الحرب، فإن الصواريخ والقذائف لا تفرق بين ضرب المدنيين، وبين الأهداف العسكرية، فتخلف حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، تؤدي إلى نشوء بيئة تفتقر للقانون حيث حياة الجميع في خطر، يفهم ذلك كله بمجرد النظر إلى الحرب على العراق.

 

من اليمين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حديث مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري

ويضيف الكاتب أن الكثير من المحافظين الجدد سيدعون أنهم ببساطة يقصدون الضربات «الجراحية»، وهي نوع من القصف الذي يستهدف المواقع النووية الإيرانية دون غيرها، لكنه يعتقد أن هذا المعنى غير منطقي حتى في السياق الإيراني. في حديث مع مجلة «فايس» العام الماضي، قال «عمر لامراني»، المحلل العسكري: إن البرنامج النووي الإيراني «كبير جدًا ومترامي الأطراف»، وأنه «من الصعب تخيل ضربة عسكرية شاملة، لا تؤدي بالضرورة إلى نشوب حرب كبيرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية». في حوار له، قال «ستيفن زونس»، الباحث في العلاقات الدولية: إن أية محاولة لقتل العلماء النوويين أو اغتيالهم سوف تؤدي بالتبعية إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين؛ لأن «الكثير من تلك الأشياء تقع في المناطق الحضرية».

اقرأ أيضًا: بعيدًا عن العقوبات.. 5 أسباب وضعت إيران في مأزق اقتصادي فجر المظاهرات

ناهيك عن حقيقة أن أية ضربة موجهة إلى إيران ستستدعي بالضرورة ردًّا انتقاميًّا، والذي بدوره سيؤدي إلى تصعيد استخدام القوة، والتدخل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية؛ ما يؤدي إلى توسيع نطاق الضربات «المحدودة» على إيران. وبالتالي فإن أي نوع من التدخل العسكري الحقيقي، سيؤدي حتمًا إلى مقتل هؤلاء المتظاهرين -الذين يثني عليهم المحافظون الجدد لشجاعتهم- في خضم جحيم عاصف.

أما في ما يخص العقوبات، فقد كان لها أثر كارثي مماثل على المواطنين الإيرانيين العاديين، إذ حرمتهم من الإمدادات بالمواد الطبية الحيوية، وتسببت في ارتفاع معدلات البطالة والفقر إلى عنان السماء، فضلًا عن ندرة المواد الغذائية الأساسية، ويضيف الكاتب أن إذا اعتقد البعض بأن «الركود» خلق محنة في الولايات المتحدة الأمريكية «فتخيل أن بسبب (العقوبات) التي فرضت على إيران، عانى هؤلاء «الأبطال» مشقة أسوأ أربعة أضعاف» تلك التي مرت بها أمريكا.

الهدف الحقيقي

يجب أن نشكك دائمًا في دوافع المحافظين الجدد عندما يدعون دعمهم للشعوب التي أرادوا قصفها من قبل.

يعتقد «برانكو» أننا يجب أن نشكك دائمًا في دوافع المحافظين الجدد عندما يدعون دعمهم للشعوب التي أرادوا قصفها من قبل، ففي تلك الحالة عادة ما يخدم دعمهم هدفهم الحقيقي: «تغيير النظام». فعلى سبيل المثال، كانت آخر مرة انتصبت صقور واشنطن، واصطفت لدعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى دعم المتظاهرين المناهضين للحكومة الليبية، والمعارضين للاستبداد القمعي، تورطت أمريكا في ليبيا.

صرح «ماكين» في عام 2011 قائلًا: «نحن بحاجة إلى زيادة دعمنا كي يتمكن الشعب الليبي من تحقيق النتيجة المرضية الوحيدة لهذا الاحتجاج الجماعي لأجل الحقوق العالمية: نهاية حكم القذافي، وبدء الانتقال السلمي والشامل إلى الديمقراطية التي ستعود بالنفع على جميع الليبيين». ليأتي ذلك التصريح بعد سنوات قليلة من إعلان أن العلاقات الليبية مع الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذت «منعطفًا مميزًا وإيجابيًّا في السنوات الأخيرة»، فضلًا عن تفاخره علانية بتسكعه مع الطاغية واصفًا لقائهما بأنه «اجتماع شيق مع رجل شيق».

 

يقول «برانكو»: إن حماية المتمردين الليبيين كانت هي المسوغ الرئيسي حينها للتدخل الغربي في الحرب الأهلية هناك، والتي لم تلبث أن تحولت بعد ذلك إلى مهمة لتغيير النظام، إذ أكد القرار الذي دعم أوباما في استمرار استخدام القوة في ليبيا بكل وضوح أن الولايات المتحدة الأمريكية «يجب أن تستمر في دعم تطلعات الشعب الليبي في الإصلاح السياسي والحكم الذاتي»، وأن أهداف الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية هي «حماية المدنيين».

ووصفت «هيلاري كلينتون» –وزيرة الخارجية حينها- نفسها بأنها «أبرز الداعين إلى إطلاق تحالف الناتو بعثة لحماية المدنيين»، واحتفى فريقها بمنح فريق التحرير في صحيفة «نيويورك تايمز» مادة لحث حلف شمال الأطلسي كي «يقف بثبات مع المتمردين». جدير بالذكر أن «هيلاري» هي الأخرى أعربت مؤخرًا عن أملها في التعامل السلمي مع المتظاهرين الإيرانيين، في حين هددت ذات مرة بـ«محو البلد تمامًا».

يرى الكاتب أن إعجاب المحافظين الجدد بالشعب الإيراني مرهون فقط باستمرار توافق عاداتهم الانتخابية مع مصالحهم، بمجرد النظر إلى الحالة المصرية، تجد مدى الازدراء الذي حملته نفس الشخصيات للحكومة المنتخبة قبل أن يطيحها الانقلاب، فعلى سبيل المثال -يقول برانكو- وصف «روبين» الديكتاتور السيسي بأنه «الأسوأ على الإطلاق، بعكس جماعة الإخوان المسلمين»، تلك الجماعة المحافظة الإسلامية والاجتماعية، التي أتت على رأس السلطة عن طريق الانتخابات التي أعقبت الثورة المصرية؛ فمن جانبه، بدأ السيسي حكمه بالاحتجاز والتعذيب والاختفاء القسري لآلاف المصريين، الأمر الذي لم تفعله الحكومة ذات الأغلبية من الإخوان المسلمين، بغض النظر عما ارتكبته من أخطاء أخرى.

اقرأ أيضًا: «هآرتس»: إيران تنفق مليارات في حروب بالوكالة في المنطقة.. أين تذهب هذه الأموال؟

ويختتم «برانكو» تقريره بتأكيد أن انتقاد إلصاق مجموعة من صقور المحافظين الجدد أنفسهم بقضية الشعب الإيراني، لا يعني التخلي عن دعم المتظاهرين في صراعهم لأجل حريتهم؛ بل يجب أن تدعم الولايات المتحدة الأمريكية بأعلى صوتها أية جهود ترمي إلى إخماد قمع الأنظمة الاستبدادية الوحشية، مضيفًا أن العقلاء حتمًا يختلفون حول شكل هذا الدعم ومداه.

وينبه القراء ألا يقعوا في شباك ترانيم ثناء المحافظين الجدد على المتظاهرين الإيرانيين، فأينما أتيح للشعب الإيراني الإدلاء بأصواتهم في انتخابات حقيقة، وبمجرد ألا يأتي تصويتهم بما تشتهي سفن المحافظين الجدد، يصبح أبطال اليوم الإيرانيون الشجعان، أعداء الغد للدولة.

اجمالي القراءات 1468